- رامز مصطفى
في أعقاب عدوان تموز 2006 ، صرّح " ماتان فيلنأي " الجنرال السابق في جيش الاحتلال الصهيوني بالقول : " لم نعرف من نقاتل " في اشارة إلى مقاتلي حزب الله . وبدوره " رئيس جهاز الشاباك الأسبق الجنرال يوفال ديسكين " يقول : " إنّ أجهزة السلطة في إسرائيل انهارت بشكل مطلق أثناء الحرب " .
تصريح الجنرالان قبل 14 عاماً ، لا زال ساري المفعول حتى يومنا هذا ، وهو ينطبق على مجريات اليوم الطويل على الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان ، من تسارع للأخبار عن اشتباك قد وقعّ بين جنود الاحتلال ومقاتلين من حزب الله ، زُعِمّ أنهم تسللوا إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة . ليأتي بيان حزب الله .
لم يكن ينقص الكيان إلاّ ذاك الاشتباك المُتخيّل ، الذي سقطت بنتيجته هيبة وسطوة وقوة الجيش الذي لا يُقهر في وُحولِ الأوهام التي عمِل كبار عتاة الصهاينة منذ تيودورهرتزل وديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان وليفي أشكول وغولدا مائير وموشي دايان وايغال آلون وبيغن وشامير . وبالتالي تحطمت الصورة النمطية التي لطالما قيل عن جيش الاحتلال الصهيوني وما يمتلكه من ترسانة تفوق ما تمتلكه العديد من جيوش المنطقة ، بل وبعض دول العالم .
في ضوء ذاك اليوم الدامي للكيان الصهيوني ، بالمعنى العملياتي العسكري ، والإعلامي والمعنوي النفسي ، وحتى الأخلاقي . يتبادر سؤال مشروع ، هل ما حصل فعلاً كان على صورة ما تمت متابعته ؟ ، أم أنّ هناك شيء كان مرتب له من قبل نتنياهو وقادته من عسكريين وأمنيين ، في محاولة لتفادي رد حزب الله المؤكد على استشهاد المقاوم علي كامل محسن جواد ، بعدما تيقن نتنياهو أنّ رسالة الاعتذار التي أرسلها إلى الحزب عبر اليونييفل لم تُجدي نفعاً ، ولم تثنيه عن الرد .
إلاً أنّ صمت قيادة حزب الله خلال الساعات الأولى ، في التعليق على أيًّ من البيانات والتصريحات التي أطلقتها العديد من المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية في الكيان ، قد قطع الطريق على نتنياهو وجوقته العسكرية والأمنية ، وأفشل ما كانوا ينوون الذهاب إليه . وما قصف التلال المحاذية لمزارع شبعا في كفر شوبا ، إلآّ الإخراج البائس في إعطاء روايتهم المصداقية لها ، وترك الانطباع بأنّ الحزب نفذّ الرد الذي توعّد به .
البيان الذي أصدرته قيادة حزب الله ، بما تضمنه من تفنيد للأكاذيب التي أطلقها الكيان عبرّ قادته ووسائل إعلامه ، جاء بمثابة الضربة القاضية التي أنهت الجولة القادمة من رد مضاعف لحزب الله ، قبل أن تبدأ ، لما تركه ذاك اليوم الأسود على الكيان من تداعيات وانكشاف هشاشته على المستويات كافة .
وبالتالي إذا كان الثنائي البائس نتنياهو وبيني غانتس قد حاولا إسقاط مقولة السيد حسن نصر الله ( على إجر ونص ) ، فإنّ القادم من الأيام قد تتطور تلك المعادلة ، إلى إبقاء الكيان بقادته وجيشه ومستوطنيه على إجر واحدة ولربما على نص إجر .
كاتب فلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت