حث مبعوث صيني الولايات المتحدة على التوقف عن تسييس القضية الإنسانية السورية ورفع العقوبات الأحادية الجانب عن سوريا فورا.
وقال تشانغ جيون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الصين لطالما تبنت مقاربة بناءة ومسؤولة في التعامل مع قضية الآلية الإنسانية عبر الحدود للسوريين، وإن الولايات المتحدة هي التي يجب عليها أن تعيد النظر في أفعالها.
وقال تشانغ في اجتماع افتراضي لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في سوريا، إنه في سياق معالجة القضية الإنسانية عبر الحدود، صوتت الولايات المتحدة ست مرات ضد مشاريع قرارات وتعديلات معقولة تهدف إلى تضييق الخلافات وإيجاد الحلول.
وقال تشانغ إنه إذا كانت الولايات المتحدة تهتم حقا بالوضع الإنساني في سوريا، فعليها التوقف عن تسييس القضية الإنسانية واستعراضاتها السياسية الريائية. إذا كانت الولايات المتحدة تهتم حقا بالوضع الإنساني في سوريا، فعليها رفع العقوبات الأحادية الجانب عن الشعب السوري فورا، بدلا من تقديم مبررات لا أساس لها. إذا كانت الولايات المتحدة تهتم حقا بالوضع الإنساني في سوريا، فعليها التوقف عن سياسة الهيمنة وتغيير الأنظمة وممارسات التنمر في الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، مما أدى إلى فوضى وعدم استقرار لا نهاية لهما.
وأشار المبعوث إلى أن الصين تتابع عن كثب الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا، وتشعر بقلق بالغ إزاء مرور سوريا الآن بانهيار اقتصادي حاد، حيث أن تراجع قيمة العملة، وارتفاع نسبة البطالة، وزيادة انعدام الأمن الغذائي، وعدم كفاية الإمدادات من الأدوية، كلها عوامل تزيد من معاناة الشعب السوري.
وأضاف أنه لا يمكن إنكار حقيقة أن العقوبات الأحادية الجانب تؤثر بشكل خطير على الوضع الإنساني في سوريا. فقد أدى الحصار الاقتصادي والعقوبات غير القانونية المفروضان منذ سنوات إلى تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في البلاد، وتقويض سبل عيش المدنيين الأبرياء. وفي هذا الوقت الحرج، تقوض العقوبات الأحادية أكثر من قدرة سوريا على الاستجابة بشكل فعال لجائحة كوفيد-19، وبات رفع هذه العقوبات أكثر أهمية وإلحاحا من أي وقت مضى.
وأشار المبعوث الصيني إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص إلى سوريا غير بيدرسن ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وجهوا نداءات متكررة لرفع العقوبات الأحادية الجانب. وقد حظيت هذه النداءات أيضا بدعم ساحق من جانب الدول الأعضاء. وينبغي أن تكون هناك استجابة إيجابية لها.
ونوه تشانغ إلى أن الصين تحث الدول المعنية على إظهار دعم وتعاطف حقيقيين مع الشعب السوري من خلال رفع المعاناة عنه. ويتعين على مجلس الأمن الوفاء بتفويضه واتخاذ إجراءات ملموسة في هذا الصدد، مشيرا إلى أن الصين تطلب أيضا تقريرا شاملا من سكرتارية الأمم المتحدة حول هذه القضية.
وقال إن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الأساسية عن تحسين الوضع الإنساني في سوريا. من المشجع أن نرى جهودا مستمرة وتقدما في العمليات عبر الحدود في كل من الشمال الشرقي والشمال الغربي لسوريا. وتدعو الصين الأطراف المعنية إلى تذليل العقبات التي تعترض العمليات عبر الحدود، وإعطاء الأولوية لتقديم الإغاثة الإنسانية من داخل الأراضي السورية.
كما دعا تشانغ المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري، على أساس احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، قائلا إن موقف الصين في هذا الصدد لم يتغير إزاء الآلية عبر الحدود. وبالنظر إلى الوضع الحالي، فإن الصين لا تعترض على الاحتفاظ بالآلية في هذه المرحلة.
وأكد السفير الصيني على ضرورة معالجة القضية السورية من خلال نهج شامل، مع مراعاة الجوانب السياسية والإنسانية ومكافحة الإرهاب والأمن وغيرها من الجوانب معا.
وأتم بأن الصين تدعو الأطراف المعنية إلى الاستجابة لنداءات الأمين العام بوقف إطلاق النار، وتعزيز الحوار والتشاور، والعمل بنشاط على تعزيز عملية سياسية بقيادة وملكية سورية، متعهدا بأن الصين سوف تستمر في لعب دور مسؤول وبناء في جهود تحقيق تسوية سلمية وعادلة وسليمة للقضية السورية في وقت مبكر.