حثت الصين أمثال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على التوقف عن الكلمات والأفعال التي تضر بالمصالح الصينية والعلاقات الصينية-الأمريكية.
صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، بذلك خلال مؤتمر صحفي دوري، عند سؤاله للتعليق على الكلمة التي ألقاها بومبيو بمكتبة ريتشارد نيكسون الرئاسية الأسبوع الماضي.
وكانت تقارير أفادت بأن بومبيو قال في كلمته إن النموذج القديم للارتباط الأعمى بالصين قد فشل، مضيفا أن هذا النوع من الارتباط لم يحدث هذا النوع من التغيير الذي كانت الولايات المتحدة تأمل في تحفيزه داخل الصين.
وأوضح وانغ أن بومبيو وساسة أمريكيين آخرين يبالغون ويثيرون ضجيحا بشأن ما يسمى "فشل الارتباط الأمريكي بالصين" و"فشل محاولة الولايات المتحدة في تخفيز إحداث تغيير داخل الصين"، لافتا إلى أن الصين أوضحت موقفها إزاء ذلك.
وقال وانغ إن الإحصاءات تفيد بأن العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-الأمريكية تدعم 2.6 مليون وظيفة أمريكية، وأن أكثر من 72 ألف شركة أمريكية تقيم استثمارات وأعمالا تجارية في الصين. وعبر منتديات تعددية، أفاد التعاون الصيني-الأمريكي البلدين والعالم بأسره، بدءا من معالجة القضايا الإقليمية الساخنة إلى معالجة قضايا عالمية مثل مكافحة الإرهاب وحظر انتشار الأسلحة النووية.
وأكد وانغ أن "محاولة الولايات المتحدة تحفير تغيير الصين من الداخل" مآلها الفشل، مضيفا أن الطريق التي يتخذها بلد ما يجب أن يحددها شعبها بناءً على تقاليده الثقافية وإرثه التاريخي، وأنه ليس لأي قوة الحق في إنكار خيارات البلدان الأخرى.
وأضاف وانغ أنه في عالم مليء بالتنوع، فإنه بوسع الصين والولايات المتحدة، ورغم نظاميهما الاجتماعيين المختلفين، أن يتعايشا في سلام بالتأكيد.
وأشار وانغ إلى أن بومبيو وآخرين، مدفوعين بأطماع سياسية، يعملون في الوقت الراهن على إلغاء سياسة الإدارات الأمريكية السابقة تجاه الصين، وإلغاء التقدم الذي تحقق في العلاقات مع الصين، ويحاولون تأجيج مواجهة أيديولوجية.
وشدد وانغ على أن ذلك ثبت أنه أمر لا يحظى بالقبول، حتى في الولايات المتحدة ذاتها، مضيفا أن الأيام القليلة الماضية شهدت انتقادات وتساؤلات وجهها الكثير من الساسة السابقين والأكاديميين والوسائط الإعلامية، بشأن تصريحات بومبيو، حيث أوضح هؤلاء مفاهيم بومبيو المغلوطة بشأن الصين والعلاقات الصينية-الأمريكية وأهداف السياسات الأمريكية نحو الصين.
وقال وانغ معلقا على ذلك "هذه الحقيقة ذاتها توضح الكثير"، لافتا إلى أن العلاقات الصينية-الأمريكية تُعنى بتحقيق رفاهية الشعبين والسلام والاستقرار العالميين.
وتابع وانغ "نحث بومبيو وأمثاله على التخلي عما عفا عليه الزمن من عقلية الحرب الباردة والتحيز الأيديولوجي، والنظر إلى الصين والعلاقات الصينية-الأمريكية على النحو الصحيح، والتوقف فورا عن الأقوال والأفعال التي تضر بالمصالح الصينية وبالعلاقات الثنائية، بما يخلق الظروف اللازمة لعودة تلك العلاقات إلى المسار الصحيح".