- بقلم: كمال ابراهيم
كان من الأجدر على النّائبة غدير مريح الّتي اقترحت تعديل قانون القوميّة أن تُطالِب بإلغائه علمًا منها أنّ طلبها تعديل القانون لن يُقبَل، وهذا ما حصل. ويُشار هنا إلى أنّ موقف القائمة المُشتركة كان سليمًا بالامتناع عن التّصويت على تعديل القانون كون القائمة المُشتركة تُعارِض هذا القانون كُلّيًّا وبحق، فهو قانون عنصريّ يحرم مُواطني الدّولة العرب: دُروزًا ومسيحيّين ومُسلمين، أبناء الشّعب الفلسطينيّ من المُساواة والعدل والسّلام في دولة تسعى الأحزاب الصّهيونيّة بمن فيها اللّيكود والأحزاب اليمينيّة الأخرى وكحول لفان وحتّى حزب العمل الّذي انضمّ إلى الائتلاف إلى الإبقاء على هذا القانون العُنصريّ، الّذي يحرم كلّ من ليس يهوديًّا من الإحساس بأنّه مواطن في هذه الدّولة، الّتي تتنكّر حُكومتها لأبسط قوانين العدل والدّيمقراطيّة وتُعارِض إضفاء الصّبغة الرّسميّة على اللُّغة العربيّة، وعدم مساواة القُرى والمُدن العربيّة بسائر المُدن اليهوديّة من حيث البناء والتّرخيص وتطوير البُنى التّحتيّة فيها.
إنّي لا أُنكِر القصد الطّيّب الّذي سعت إليه النّائبة غدير مريح باقتراحها تعديل القانون كونها كانت تُدرِك أنّ إلغاء القانون غير وارد من قبل الائتلاف اليمينيّ المُتطرِّف والمدعوم من كحول لفان الّذي خدع الدُّروز بحصوله منهم على 25 ألف صوت في الانتخابات للكنيست، حيث كان يأمل المُصوّتون الدّروز أن يتبنّى هذا الحزب موقفًا ضدّ قانون القوميّة وإلغاءه أو تعديله على الأقلّ. إلّا أنّ هذا الحزب ورئيسه بني غانتس أخلّ بكلّ الوُعود ونكث كلّ المفاهيم والقِيَم الانسانيّة بعدم التّصويت مع اقتراح النّائبة غدير مريح بتعديل القانون الّذي لا يضمن سوى تحسينه أو تلطيفه وحتّى هذا لم يحصل.
وليس غريبًا على غانتس الّذي خان مُصوّتيه يهودًا وعربًا بالخُنوع إلى بنيامين نتنياهو وانضمامه إلى تشكيل حُكومة الوِحدة، الأمر الّذي أثبت أنّه غير أمين على ما وعد به خلال حملته الانتخابيّة الّتي طالب من خلالها بإسقاط بنيامين نتنياهو غير أنّه رضخ له وخدع كلّ من صوّت لهُ، وعليه لا يستحق سوى الأغنية الّتي كتبتها أنا لهُ ولحّنها الفنّان حافظ الصّفدي ابن الجولان الّتي تقول: "شو جرالك يا غانتس .. فكّرنا الباشا باشا .. طِلع الباشا زلِمة".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت