-
لارا أحمد
شهد جنوب لبنان تصعيداً عسكرياً جديداً، حيث استهدفت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع في محيط مزارع شبعا المحتلة بذريعة الرد على رصد تحركات وصفت بالمشبوهة لمجموعة من المسلحين. لم يفوّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الفرصة ليوجه بأصابع الاتهام للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، معتبراً أن لبنان وحزب الله المدعوم من إيران يتحملان المسؤولية عن "اللعب بالنار".
من جهته، فقد نفى حزب الله اللبناني وقوع أي اشتباكات في منطقة مزارع شبعا في بيان وصف فيها جيش الاحتلال بالمتوتر، مؤكداً أن واقعة الاثنين تمت من طرف واحد فقط وأن القوات الإسرائيلية تتحرك على قاعدة "يحسبون كل صيحة عليهم". هذا وقد اتهمت بعض الدوائر الاستخباراتية حركة المقاومة الإسلامية حماس بالوقوف وراء التصعيد الأخير رداً على خطة الضم الإسرائيلية التي ينوي نيتنياهو تفعيلها لبسط سيادة الدولة العبرية على غور الأردن.
ورغم نفي الحركة الفلسطينية أي مسؤولية لها، إلا أن العديد من المصادر المطلعة في بيروت تتحدث عن تحقيق الأجهزة الأمنية اللبنانية في صحة هذه الادعاءات التي يصفها البعض بالخطيرة، حيث تحاول لبنان منذ مدة النأي بنفسها عن الصراعات الإقليمية المتواصلة في خطوة تهدف أساساً لتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار لتجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد.
تسعى الحكومة اللبنانية اليوم تركيز جهودها على التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى، فانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية وارتفاع معدل البطالة، إضافة الى تردي المستوى المعيشي للطبقة الوسطى يجعل البلاد في حاجة ضرورية لتغيير جذري قد يطول في حال دخولها في موجة تصعيد جديدة مع جيش الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت