- د. هاني العقاد
اهتزت بيروت بالامس واهتزت معا كل عواصم العالم , بكت بيروت بالامس وبكي معها كل الفلسطينين واللبنانين والسورين والاردنين والمصرين والسعودين والخليجين والجزائرين والمغاربة والتوانسة واحرار العالم , ارتقي اكثر من 100 شهيد واصيب الالاف , دمر العديد من المباني والاحياء والمرفأ بالكامل بل واحرقت بعض السفن القريبة شيئأ يبدوا كجهنم نزل علي الميناء احرق كل شيئ وبعثر المباني وانتشرت الجثث في كل مكان , المصابين يئنون في الارجاء سيارات الاسعاف لم تعد تكفي لنقل المصابين والمتطوعين لم يتحملوا هول المشهد , دماء في كل مكان بالشوارع القريبة والارصفة والاسوار المهدمة والبنايات التي تتأرحج بعد ان ضربها الانفجار . زلزال كارثي كان مركزه مرفأ بيروت القديم صاحب حكايات العشق والثورة رفيق كل لبناني وفلسطيني وعاشق تراب لبنان , كان هذا اقسي من ما تسببت به الحرب الاجرامية الاسرائيلية علي بيروت وبالتالي اعادث للاذهان مشاهد حرب اسرائيل 1982 , الا ان مشاهد المرفأ اليوم اقسي علي الجميع لانها حدثت في زمن قياسي , دقائق ليس اكثر ودون سابق انذار هذا الزلزال شعرت به كثير من المدن القريبة قبرص, اليونان ,عمان ,دمشق , قد تكون القدس ايضا .
تقول المعلومات الواردة من بيروت ان الانفجار حدث بحاوية لنترات الامونيوم وهي مركب كميائي ومادة صلبة بلورية بيضاء اللون وتذوب بالماء تستخدم كسماد زراعي لانها مادة غنية بالنيتروجين, كما وتستخدم هذه المادة كمادة رئيسية في صناعة المتفجرات وقد تكون تستخدم في الصواريخ , و وفقا للخبراء فان نترات الامونيوم يمكن ادراجها ضمن المتفجرات التي تميز بانها متفجرات سريعة تتراوح سرعتها بين ثلاث الالاف الي ثمانية الالاف متر في الثانية . كل هذا يجعلنا لا نستبعد هجوم ارهابي منظم علي المرفأ ادي الي انفجار هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات وهذا يرجح لدينا احتمال وقوع اعتداء علي المرفأ من قبل طرف ما يعرف ما هي نوعية هذه المادة واستخداماتها. يبقي هذا احتمال بالاضافة الي بعض الاحتمالات الاخري حتي ظهور نتائج التحقيقات وهو ما يدعونا الي الاعتقاد ان المرفأ تعرض لهجوم هو ان هذه المادة لا يمكن ان تتفجر لوحدها اي بعامل ذاتي حي في ظل درجات حرارة عالية وهنا لابد وان يتم تفجير المادة بصاعق يؤدي الي اشتعالها وتفجيرها .
هنا ياتي سؤال مهم ماذا لو ثبت ان هذا الانفجاركان سببه عمل ارهابي و ورائه اسرائيل مثلاً علي اعتبار ان من يجروءعلي القيام بهذا العمل هي اسرائيل فقط لانها هي الدولة الارهابية الوحيدة بالمنطقة وما يعنيها ان لا تكون هذه المادة بيد حزب الله يوما من الايام وقصدت اسرائيل تفجيرها لهدفين الاول التخلص منها والثاني تأليب اللبنانين علي وجود حزب الله واستخدامه الارض اللبنانية كقواعد . ترمب خرج للاعلام بالامس وقال للصحفين ان مسؤلين عسكرين امريكين كبار قالوا له ان انفجار بيروت الذي هز العاصمة بيروت كان ناجماً عن هجوم بقنبلة ما ..؟ وانه اعتداء وهذا اسناد لاحتمال ان ما حدث بالميناء قد يكون عمل ارهابي ولا يستبعد احتمال ان تكون اسرائيل وظفت احد عملائها لزرع قنبلة ما بجوار حاوية تتبع حزب الله يعتيقد انها تحتوي اسلحة مرسلة لحزب الله اللبناني .
وما يدعونا ترجيح الاحتمال الاخير الذي يقول ان اسرائيل ارسلت احد عملائها لزرع القنبلة وانها قد تكون وراء اسهداف المرفأ هو التسبب بحدث كبير لتستغله لتحريض اللبنانين علي حزب الله و بالتالي لفظ الشارع اللبناني لحزب الله من لبنان وطرد عناصرة وانهاء وجودة باعتبار انه المتسبب في هذه الكارثة من خلال تحول لبنان الي ترسانة اسلحة للحزب وهذا احتمال قوي وهنا لابد وان نستعرض تساؤل الصحفي والباحث الاسرائيلي المقرب من نتنياهو ( ايدي كوهين ) متي سينزل اللبنانين الي الشوارع ليمسحوا مستودعات واسلحة حزب الله وترسانتة الموجودة تحت المدارس وبين البيوت ..؟ ومن جانب اخر ذكر موقع " موكيد هتسلاه " العبري ما قالة نتنياهو حول وجود مصانع للصواريخ تابعة لحزب الله علي الارض اللبنانية وقالت الموقع انظروا ماذا حدث لم نلمسه ..!! و بالعودة قليلا لشهر تموز الماضي فان صحيفة " جيريوزلم بوست" نشرت تقريرا مهما عن مواقع اطلاق صوارخ حزب الله في لبنان واماكن تخزينها ويدعي التقرير انه يوجد في بيروت وحدها 28 موقع لاطلاق الصواريخ تقع في مناطق مأهولة بالسكان في العاصمة بيروت وحدها بالاضافة الي مصنع للصواريخ في منطقة "ملعب العهد " وجاء التقرير نقلا عن مركز " الما " الاسرائيلي للدراسات والخلاصة التي توصل اليها التقرير ان اسرائيل لن تسمح بان يمتلك حزب الله في لبنان مصنع للصورايخ الموجهة والدقيقة والمتطورة باي شكل من الاشكال .
هي اسرائيل العابثة بامن المنطقة والمهددة للاستقرار من خلالها وجودها كدولة حرب في كبد الامة العربية علي البحر المتوسط لا تترك قضية الا وتستغلها لتبقي هي الكيان القوي القادر علي فعل كل شيء دون محاسبة سواء علي الارض الفلسطينية او في العواصم العربية المحيطة ولعل مسرح عمل اسرائيل الاستخباري اليوم يتركز في سيناء ودمشق بيروت وغزة ومركز الاهتمام العسكري هي دمشق وبيروت وغزة واعتقد انه اذا كان الانفجار جاء نتيجية عوامل داخلية فهذا لا يبرئ اسرائيل بالمطلق التي وظفت كل ما لديها من ادوات اعلامية وغير اعلامية حتي الان للتحريض علي وجود الحزب بلبنان واعتبار وجودة يهدد امن وسلامة لبنان حتي تاريخه .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت