- نبيل عودة
حضرت قبل سنوات ندوة ثقافية عن النقد الأدبي المحلي، قال ناقد معروف انه يكتب عن كل اديب يصدر كتابا فقط. قال آخر ان نقدنا لا يواكب إبداعنا المحلي ويتجاهل أقلاماً ادبية واعدة، ولم يتطرق لأي نموذج، ولم يكتب نقدا هو أيضا الا حسب المميزات المذكورة أعلاه، وتحدث شاعر وناقد هو المرحوم الشاعر والكاتب عيسى لوباني (توفي عام 1999) وكانت له زاوية رائعة في مجلة "الجديد" الثقافية التي صدرت في حيفا ومن محرريها محمود درويش، سالم جبران وسميح القاسم. نشر زاويته النقدية بعنوان "الشعر في الميزان" كانت نقدا جاد وابداعا قل نظيره النقدي في ثقافتنا، ربما لم تصدر مقالاته تلك بكتاب، وآمل ان يفعل ذلك أبنائه. قال ما معناه ان النقد المحلي لا يتعامل مع النصوص بل مع اصحابها.
قلت في الندوة بعد ان فتح المجال لتساؤلات الحضور: ان بعض الكتاب لديهم قصص متراكمة لعدة مجموعات قصصية، وانا منهم، لدينا مشكلة في النشر والتوزيع، لا نجد من يهتم بنا لأن الاهتمام ينحصر بأسماء قليلة مقرَّرة سلفا وليس بناء على مستوى إبداعها، او حسب برنامج ثقافي وطني لرعاية تطوير ثقافتنا.
أضفت: لست مستعدا لصرف ميزانية ضخمة على حساب أهل بيتي لأصدر كتابا يحتاج الى مبالغ مالية وجهد كبير وشخصي في توزيعه، وانا لست من الذين يروج لهم، ولا ارى نفسي تاجرا يدلّل على كتبه... وقلت: منذ انطلقت الانتفاضة قبل ستة أشهر كتبت ما يزيد عن 30 قصة ولا أعرف كاتبا نشر نصف ما نشرته في نفس الفترة، وبنفس المستوى القصصي، الذي لفتت انتباها عربيا واسعا في العالم العربي ونشرت بعض قصصي بمجلة شيوعية لبنانية، وصدر بعضها بكتاب ادبي لدار نشر لسعيد محمدية في لبنان، وتناولها ناقد سوري هو محمد توفيق الصواف بكتابه "الانتفاضة في أدب الوطن المحتل" اعطى لقصصي مساحة اساسية في كتابه النقدي وتقييمه لقصصي اسلوبا ولغة سردية واعتبرها من افضل ما كتب عن الانتفاضة فلسطينيا.. بل وكانت المساحة التي خصصت لقصصي في كتابه أكثر من نصف الكتاب/ رابط الكتاب: http://s298955441.onlinehome.fr/syrianstory/comment23-9.htm
وأضفت: هنالك من يحظون "برعاية نقدية" خاصة لكل "خربشة قلم" والاحظ انهم أقرباء شخصيين او أصدقاء شخصيين او لهم مكانة حزبية مؤثرة (في وقته) حتى انه أي عمل تافه يحظى بالتناول والتطبيل والتزمير... وأطلقت على تلك الحالة تسمية "النقد المبني على منفعة الناقد الشخصية". طبعا كلمتي لم تشمل أي مدائح لأدباء المنصة "النقاد"!!
الأديب المرحوم عفيف سالم (توفي عام 2011) عرض موقفا مشابها لموقفي... وقال: أحيانا قصة واحدة أفضل من عدة مجموعات قصصية يتناولها النقد الأدبي. هل هذا تبرير لتجاهل النشاط الإبداعي لمن لم يصدر كتابا؟ وانتقد النشر الانتقائي لأسماء محددة.
طبعا "ادباء المنصة" تجاهلوا موقفنا ولم يردوا على ما اثرناه في الندوة!!
على أثر تلك الندوة قررت اقتحام عالم النقد الأدبي دون أي سلاح الا ما تتلمذت عليه لدي أستاذ الأجيال مارون عبود، وقراءات نقدية مختلفة، وفي جذور نصوصي التزمت المصداقية في قول رأيي الشخصي حتى لو كان سلبيا. وما زلت اعتبر نفسي معالجا ثقافيا وليس ناقدا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت