- بقلم علي بدوان
الشهيد (فؤاد حجازي)، عَلَم من أعلام فلسطين، وراية من راياتها الخفاقة من ثلاثينيات القرن الماضي، هو ومعه الشهيدان (محمد جمجوم) و (عطا الزير) من مدينة خليل الرحمن. شهداء الثلاثاء الحمراء الذين نصبت لهم سلطات الإنتداب البريطاني أعواد المشانق، أعواد الحرية، في سجن عكا. فتضرجت أرض فلسطين بدمائهم الزكية الطاهرة، والتي شكّلت في حينها الجمر المُتقد تحت بركان الثورة الآتي بقيادة الشهيد عز الدين القسام رمز العزة الوطنية والقومية للشعب العربي الفلسطيني.
مخيم اليرموك، لم ينسى الشهيد الفلسطيني الصفدي فؤاد حجازي ورفيقيه محمد جمجوم وعطا الزير، فأطلق أسمائهم على العديد من المؤسسات والهيئات، وعلى عدد من الشوارع الرئيسية في مخيم اليرموك. ومنها شارع فؤاد حجازي الذي يقع بدايات المخيم واصلاً بين شارعي اليرموك وفلسطين في منطقة حيوية جداً من مناطق مخيم اليرموك، حيث يقع خلفه مباشرة شارع دير ياسين وحاراته الفرعية.
شارع فؤاد حجازي، من أشهر شوارع مخيم اليرموك، يضم على جنباته مواطنين فلسطينيين وسوريين، منهم عائلات (منصور، الرفاعي، الكردي، شنيني ...) الفلسطينية الصفدية. وعائلة الدباغ الفلسطينية اليافاوية. وعائلة نجمة الحيفاوية التي تعود لأصولٍ دمشقية لكنها كانت تقيم في فلسطين بمدينة حيفا بقصد العمل وتحديداً في سكة الحديد، وهي عائلة كان كبيرها صديقاً لوالدي وأعمامي في حيفا قبل النكبة في العمل والحياة اليومية على أرض بلادنا فلسطين. ومن العائلات أيضاَ عائلة جبر الحيفاوية، وعائلتي كلش والحسين من عين غزال قضاء حيفا، وعائلة أبو شقره من (أم الفحم) ...وغيرها. فضلاً عن العائلات الدمشقية ومنها عائلة الحواصلي وغيرها ...
شارع فؤاد حجازي، الطريق والممر أمام سكان المناطق الواقعة بداية شارع اليرموك للوصول الى سوق الخضار والفاكهة، ومبنى الهاتف، والبلدية، ودارة نفوس اليرموك والأحوال المدنية، والمستوصف الرئيسي لوكالة الأونروا والمعروف بمستوصف (محمد الخامس). كما في الوصول الى كتلة المدارس الأونروا (صرفند + نمرين + سخنين + صبارين + النقب + الكرمل + الفالوجة ـ إضافة لثانوية اليرموك للبنات، وهي ثانوية حكومية).
كان محل الحلاق الصفدي محمد منصور من أوائل المحلات بداية شارع فؤاد حجازي من جهة شارع اليرموك. كما كان صالون (أم عدنان) أول صالون للحلاقة النسائية في مخيم اليرموك، وقد أغلق بعيد وفاة صاحبته رحمها الله نهاية ثمانينيات القرن الماضي. لكن التحولات اللاحقة جعلت من محلاته تتحول في صنعتها ليصبح شارع فؤاد حجازي شارعاً للإكترونيات ولوازمها.
تعرض شارع الشهيد فؤاد حجازي خلال محنة اليرموك لنكبة قريبة مما وقع في حارة الفدائية التي لايبعد عنها كثيراً، وبالتالي وبحكم ملاصقته للمربع الأول المُدمر من مخيم اليرموك فقد تعرض لحجم كبير من التدمير والعبث. وبات منذ لحظات المحنة الأولى مقنوصاً بالإتجاهين : من شارع اليرموك الى شارع فلسطيني والعكس.
شارع فؤاد حجازي، يذكرنا بمدرستنا الإبتدائية (مدرسة صرفند) التي كنا نخرج منها أحياناً واثناء العودة للمنزل ننشد نشيد الشهداء (قبل أن تغنيه فرقة العاشقين وبسنوات طويلة) :
من سجن عكا وطلعت جنازة عطا وجمجوم وفؤاد حجازي
جازي عليهم ياشعبي جازي المندوب السامي وربعه عموما
شارع الشهيد الفلسطيني الصفدي فؤاد حجازي علامة من علامات مخيم اليرموك, ودالة من دلالاته الساطعة لمخيم فلسطيني كان وسيبقى درة التجمعات الفلسطينية في دياسبورا المنافي والشتات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت