- مناضل حنني
عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
لا شك أن حكومة نتنياهو لم تشأ مواجهة ردود الافعال الفلسطينية والعربية والدولية التي هددت بخطوات على الأرض في حال أقدمت على تنفيذ سياسة الضم التي أعلنت عنها وحددت تاريخ موعد لاعلانها لما لهذا الاعلان من عواقب وخيمة على مختلف الصعد ، أهمها السياسية والأمنية والاقتصادية ، إلا أن حكومة الاحتلال بزعامة المتطرف نتنياهو تواصل سياسة الضم عبر طرق عديدة منها الإعلان عن مشاريع استيطانية تحت حجج التوسع وغيرها ، وآخرها إعلان بناء الوحدات الاستيطانية في منطقة E1 اضافة الى كل المخططات والاعمال التي تقوم بها في مختلف انحاء الضفة الغربية والقدس لا سيما في منطقة الأغوار الشمالية منها عبر الهدم والمصادرة والاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي المواطنين الفلسطينيين ، إضافة إلى منع الاحتلال لأي مشاريع إصلاحية للأرض ومصادرة كافة المعدات ، واعتقال أصحابها وتغريمهم غرامات كبيرة جدا.
الاحتلال يمارس هذه السياسة منذ بدات اغتصاب فلسطين سواء عام 48 او عام 67 ولم يدخر جهداً في هذه السياسة لكنها زادت وبشكل كبير في الآونة الأخيرة مع سياسة ومخططات الضم العنصرية التي يراد منها تدمير حل الدولة الفلسطينية على الاراضي التي احتلت عام 67 وفق قرارات الشرعية الدولية كافة .
لكن من يراقب سياسات الاحتلال يلاحظ أنها تجنبت الإعلان عن الضم في موعده ، على الأقل إعلاميا وذلك لتفادي ردود الأفعال كما ذكرت في بداية مقالي هذا ، وفي نفس الوقت بدأت العمل على الأرض خاصة في الأغوار عبر خرائط جديدة للمنطقة ومحاولة فرض وقائع على الارض من خلال المصادرة والاستيلاء بالقوة العسكرية تحت حجج المناطق العسكرية المغلقة ، أو لأغراض التدريب العسكري .
هذا الأمر بالنسبة للمجتمع الدولي استيطان غير شرعي ، لكنه بالنسبة لنا كفلسطينيين هو سياسة ضم بوتيرة منخفضة ومتقطعة وتحت جنح الظلام ، وبالتالي بالنسبة لنا سياسة الضم مستمرة ولم تتوقف أبدا ، بل على العكس ازدادت وتيرتها أضعاف وأضعاف وعلينا عدم السكوت عليه ، وعلينا أن نفضحهم أمام العالم أجمع وألا نبقى نستنكر وندين ، وعليه يجب الذهاب إلى مجلس الأمن وليكن فيتو أمريكي بعدها نذهب الى الامم المتحدة ونصدر قرار يدين الضم أي كانت أشكاله الاستيطانية في كل ارجاء فلسطين المحتلة عام 1967 بما فيها القدس المحتلة ، وفي نفس الوقت علينا كفلسطينيين مواصلة الفعل على الارض وتقويته عبر خطط وبرامج واقعية نحشد من خلالها محليا كل طاقاتنا الشعبية والجماهيرية واقليميا حشد الرأي العربي شعبيا ورسميا ودوليا عبر حشد كل طاقات الأحزاب والمؤسسات الصديقة والفاعلة ودعوتها للمشاركة في هذه البرامج والفعاليات والمؤتمرات المناهضة للاستيطان ولسياسات الضم العنصرية ، سواء أعلنت عنها حكومة نتنياهو رسميا أم لم تعلن عنها والمناهضة لسياسات الاحتلال كافة ، ويجب علينا المضي قدما في مواجهة هذه السياسات عبر المقاومة الشعبية وفي كل أرجاء فلسطين المحتلة عام 1967 وفي المقدمة منها القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت