أكد عالم آثار صيني أنه تم إنجاز المزيد من أعمال الحفائر والتوثيق في الموسم الثاني لأول بعثة أثرية مصرية- صينية في معبد "مونتو" بمجمع معابد الكرنك في مدينة الأقصر الغنية بالآثار المصرية.
وقال جيا شياو بينغ، رئيس الفريق الأثري الصيني، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) "لقد عملنا هذا الموسم في منطقتين هما مصليات عبادة الإله اوزوريس (المنطقة 1) والتقاطع بين معبد "مونتو" ومعبد "ماعت" (المنطقة 2)"، مشيرا إلى أن الموسم الثاني للبعثة بدأ في أوائل ديسمبر 2019 وانتهى في نهاية مارس 2020.
وقد بدأ الموسم الأول للبعثة المشتركة في أواخر نوفمبر 2018 واستمر لحوالي أربعة أشهر وخلال موسم 2019-2020، حيث اكتشفت البعثة المشتركة فناء مرصوفا به أربع قواعد لأعمدة من الجرانيت في المنطقة الواقعة بين مصلى "أمينارديس الأول" و"بوابة المصلى" المصنوعة من الحجر الرملي، بحسب عالم الآثار الصيني الكبير.
كما أجرت البعثة المزيد من الدراسات وأعمال الحفائر في المنطقة 2، والتي تشمل الجزء الغربي المشترك بين معبدي "مونتو" و"ماعت"، بهدف معرفة المزيد عن العلاقة بين المعبدين.
وأكد جيا أنه "تم اكتشاف جدار من الطوب اللبن بعرض ثلاثة أمتار تم بناؤه مباشرة مقابل أساس الصرح الثاني في الجزء الجنوبي الشرقي من أعمال الحفائر لدينا"، مضيفا أنه تم اكتشاف بناء من الطوب الطيني على شكل حرف L في القطاع الجنوبي الغربي.
ومن أجل زيادة معرفة البعثة بالموقع، كان المسح الكتابي من بين الأعمال التي تم إنجازها في الموسم الثاني لفحص وتسجيل جميع الكتل التي تم العثور عليها وتركتها البعثات الأثرية السابقة في الموقع لعقود.
وأشار جيا إلى أن الكتل تم ترتيبها في مجموعات مختلفة من قبل البعثات السابقة في السبعينيات وأن البعثة المصرية - الصينية المشتركة ستنظمها خطوة بخطوة في المواسم القادمة".
خلال هذا الموسم، تم تسجيل أكثر من 400 كتلة من حيث المقاسات والخامات والمواصفات، وقد تم تصوير نصفها، وسوف يتم الانتهاء من هذه المهمة في الموسم المقبل وسيتم توثيق كل مجموعات الكتل بطريقة المسح التصويري"، وفقا لرئيس الفريق الصيني.
كما أوضح عالم الآثار الصيني أنه تم تطبيق العديد من عمليات المعالجة في المصلى الثاني والثالث من معبد "مونتو"، وأن فريق ترميم مكون من ثمانية أشخاص من قسم ترميم معبد الكرنك شارك في العمل الميداني في شهر يناير الماضي.
وفيما يتعلق بالتوثيق، قال جيا إن فريق الترميم سجل جميع أنواع التحلل وعمليات المعالجة الخاصة بجدران المصلى الثاني باستخدام برنامج فوتوشوب.
وأضاف، "كما استفادت البعثة من طبيعة الموقع وأعادت تدوير الركام الناتج عن أعمال الحفائر وإعادة استخدامه في صنع الطوب اللبن الذي يمكن استخدامه في أعمال إعادة بناء المباني الطينية مثل الأسوار والجدران، بالإضافة إلى استخدامها لتغطية وحماية مواقع الحفائر بعد نهاية الموسم".
وتعد هذه البعثة أول بعثة أثرية مصرية - صينية في مصر نتاج بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين وزارة الآثار المصرية والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
وأعرب جيا عن تقديره لوزير السياحة والآثار المصري خالد العناني، ورئيس المجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، والمسؤولين بمجمع معابد الكرنك لدعمهم المثمر في هذا المجال الجديد من التعاون بين الجانبين.