- بقلم : شاكر فريد حسن
الأستاذة آمال رابي الآتية من ربوع ورحاب بلدة جلجولية في المثلث الجنوبي، عاشقة للحرف والكلمة الجميلة الحلوة، ومتذوقة للأدب الراقي. تتعاطى الكتابة الشعرية والنثرية وكتاباتها تنهمر كالشلال في مساحات الإبداع.
تتمتع آمال بلغة أدبية إيحائية مبهرة، وبخيال شاعري خصب ومجنح، ولها كتابات شعرية ونثرية أدبية مميزة، بليغة وموسيقية تحاكي القلب والروح والوجدان، فيها رونق خاص من الجمال والنضارة والصور الخلابة وألوان البديع المختلفة كالكنايات والاستعارات والتشبيهات والسجع والجناس وغير ذلك.
فهي تكتب بنبضها الوجداني وعاطفتها الجياشة وإحساسها العميق، ولا تبحث لا عن منصات ومنابر ولا ميكروفونات، ويفيض يراعها نهرًا من حروف وكلمات.
والشعر بالنسبة لها هو نبض روحها ودم شريانها، تعبر به عن نفسها، وعن الهم والوجع الإنساني، وتحلق من خلاله في سماء أحلامها.
كتاباتها فيها حلم وقلق ورؤية ورؤيا، مخصوبة بدمع الحنين وذكريات الماضي الجميل، وتختزل معاناتها الإنسانية الوجودية.
وتبهرنا آمال بصورها الشعرية التي لا تخلو من جمال روحها، وبعذوبة أوصافها وتعبيراتها وروعة تشبيهاتها، وبوحها العاطفي الصادق الشفاف.
وما يميز كتاباتها الشعرية والنثرية صدق العاطفة وحرارة التجربة والانفعال، والبساطة والبعد عن التعقيد والجماليات الفنية، والكثافة المركزة، وتنوع الشكل الفني بين الحر والعمودي، وتأخذنا في نصوصها إلى عالم الحُبّ والفرح والأحلام والآمال الرومانسية.
وتتصاعد تجربة آمال رابي في نصوصها المنشورة على صفحتها في الفيسبوك وفي مواقع أخرى لتؤكد ابتكاراتها الآخذة بتلابيب القصيدة، وانفتاحها على فضاءات الروح.
ولنقرأ هذا النموذج من كتاباتها، وهو النص الأخير الذي فاضت به روحها وخيالها وجاد به يراعها، وشعرت بمتعة وأنا التهم حروفه وكلماته الأنيقة، حيث تقول :
سَئِمت تباشير الوصال بخافقي ... والشوق من ساخن الدمع قد مات .
♧♧♧♧
فلم يبقَ على حائط الذكرى سوى روح مع كل هبة من عبير المستحيلات.
♧♧♧♧
فهل أعذر قلمًا يئن نبضه ... وأنا التي رمدت عيناها من أرق ... والوجد يجثو على آهاتي شَهَقات ؟؟
♧♧♧♧
فبات فؤادي من جوى النأي مُسهداً ... لتسرحَ به آلام الذكرى ... وتعزف من أنين الوجد النايات .
♧♧♧♧
فأقبلَ الأمس ملتاعاً على وجَعي ...والروح ثكلى وقلبي على الأضلاع تكويه الزَفَرات.
♧♧♧♧
فرويدكَ أيها الوجد المجحف رويدك ... فأنا على شجر الليالي ما عدت أرى إلا طيور الذكريات.
♧♧♧♧
وها أنا أرقب شوقي الذي تحول إلى حروب دمرت صرح ذاكَ القلب ... فيا ويل حروفي من وجع الآهات.
♧♧♧♧
فلقد سَئِمَت تباشير الأحلام في خافقي ... وما عادت ترى على شجيرات الأماني سوى طيور نازِحات.
♧♧♧♧
أهكذا العشق ذُلٌ في شريعتنا ... ليجعل الجفن القريح يتوسد مدامعي ... والشوق قد هطلَ من ساخِن الدمعات .
♧♧♧♧
فأنا التي وَضَعتُكَ في أول صفحاتي وفهرسُها ... فخُذ ما تَبَقى من هواكَ وخيبتي ... وإن عُدتَ فَرِفقاً بما هو آت .
من يقرأ نصوص آمال رابي يعيش لحظات جمال متواصلة، تنساب أخاذة، من المبنى إلى المعنى، ومن بلاغة الوضوح إلى بلاغة الامتاع، ومن الصراع الإنساني بين الخير والشر، وبين الواقع والحلم، بين الحزن والفرح، وبين الألم والامل، إلى حيث حدائق الورد والياسمين، وحقول القمح وندى الحياة القادمة والغد الأجمل.
تحية للصديقة آمال رابي، متمنيًا لها مستقبلًا يانعًا وزاهرًا، وهو قادم بإذن اللـه، ومزيدًا من التقدم والتطور والنجاح والتألق المتواصل، وبانتظار المزيد مما يخطه يراع ومداد القلب والروح والإحساس من قصائد ولوحات شعرية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت