أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، احراز اتفاقية سلام تاريخية بين اسرائيل والامارات العربية المتحدة، وقال ترامب "اختراق هائل، اتفاق سلام تاريخي بين إسرائيل والإمارات".
وجاء في البيان المشترك للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة انه "اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في اتصال هاتفي جرى اليوم على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
وأوضح البيان "من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة. وتواجه الدول الثلاث العديد من التحديات المشتركة في الوقت الراهن، وستستفيد بشكل متبادل من الإنجاز التاريخي الذي تحقق اليوم".
واتفاقية التطبيع هذه صاغها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوساطة أميركية، وكجزء من الاتفاق قرر نتنياهو تأجيل تطبيق السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية وغور الأردن. وستشمل الاتفاقية بين اسرائيل والامارات فتح سفارات، ورحلات جوية مباشرة بين البلدين والتعاون في مجال السياحة والاستثمار والتعاون الأمني.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، تم التوصل إلى الاتفاق في محادثة هاتفية بين نتنياهو وترامب ومحمد بن زايد. وغادر نتنياهو اجتماع المجلس الوزاري الخاص بكورونا في وقت سابق لبضع دقائق. وقال عدد من الوزراء الحاضرين في الاجتماع إن رئيس الوزراء أبلغهم بأنه سيغادر بسبب "حاجة وطنية".
ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ولكن هناك العديد من العلاقات السرية ومن وقت لآخر يقوم الممثلون الإسرائيليون بزيارات مفتوحة إلى أبو ظبي. كما ان لإسرائيل تمثيل رسمي في منظمة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة ومقرها أبو ظبي، وهذا العام دُعيت إسرائيل أيضا للمشاركة ي معرض إكسبو دبي.
وأعلن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، انه اتفق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خارطة طريق تؤدي إلى التطبيع بين إسرائيل والامارات مقابل وقف الضم. ونشر الإعلان على حسابه على تويتر باللغتين العربية والإنجليزية، بعد رسائل نشرها ترامب ونتنياهو على تويتر.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، إن قرار بلاده تطبيع العلاقات مع إسرائيل جاء لـ"الحفاظ على فرص حل الدولتين".
وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، إن "الإمارات وبمبادرة شجاعة توظف قرارها المباشرة بالعلاقات الاعتيادية (تطبيع العلاقات) مع إسرائيل للمحافظة على فرص حل الدولتين".
ودعا إلى استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددا على التزام بلاده بـ"العمل مع الأصدقاء لإحلال الأمن ولضمان استقرار المنطقة".
وأضاف: "نسعى اليوم أن يكون تجميد إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية فرصة جديدة لإحياء السلام".
وتابع الوزير الإماراتي: "تجميد إسرائيل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية مكسب كبير وانجاز لصالح مستقبل المنطقة وشعوبها والعالم".
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إعلان ترامب عن اتفاق سلام بين تل أبيب وأبوظبي بأنه "يوم تاريخي".
وأعاد نتنياهو نشر تغريدة ترامب التي أعلن فيها الأخير عن الاتفاق، مرفقا إياها بالقول إنه "يوم تاريخي".
بدورها، ذكرت قناة "كان" العبرية الرسمية أنّ نتنياهو أجل الإعلان عن "ضم" أراض بالضفة الغربية، وهي خطوة كانت مقررة في يوليو/تموز الماضي؛ بهدف توقيع اتفاق السلام مع أبوظبي.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو أجّل الإعلان عن "الضم" بطلب من ترامب.
وبذلك تكون الإمارات الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
وعلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على الاتفاق بين أميركا والإمارات وإسرائيل لوقف ضم تل أبيب للأراضي الفلسطينية.
وقال الرئيس المصري في منشور له على "فيسبوك": "تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط كما أثمن جهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقتنا".