قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الخطوة التي اتخذتها الإمارات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لن تحقق أي نتائج لصالح الشعب الفلسطيني والقضية.
وأضاف أبو ردينة في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن الخطوة لن توقف ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية أو اتخاذ خطوات جادة نحو السلام العادل.
وبحسب أبو ردينة، لم يكن هناك أي مشاورات أو تواصل سياسي بين الجانب الفلسطيني والإمارات العربية بشأن هذه الخطوة...
إلى نص الحوار.
- هل أوقفت هذه الخطوة عملية ضم المزيد من الأراضي في الضفة الغربية بالفعل؟
هذا الأمر ليس صحيحا، لأن الضم قائم من خلال الاحتلال، الأرض الفلسطينية المحتلة بها بعض المناطق لا نستطيع الوصول إليها تحت أي ظرف من الظروف، وكل الخطوات التي تقوم بها من ضم واستيطان جميعها تقود لنتيجة واحدة، وبالتالي الشعب الفلسطيني لا ينخدع بالكلمات والشعارات، وهناك من وقع في فخ صفقة القرن وورشة البحرين، وهناك من وقع في فخ الإعلان الأخير.
- ما موقفكم من الخطوة التي أعلنتها الإمارات بالتنسيق مع إسرائيل والولايات المتحدة؟
هذه الخطوة مرفوضة ولا لزوم لها، لأنها ستزيد الأمور تعقيدا، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت على لسان نتنياهو تأجيلا مؤقتا، والضم كله نرفضه المؤقت أو الدائم.
بالتالي لا يجوز إعطاء أي شرعية لإسرائيل بأي شكل من الأشكال، خاصة أن ما جرى هو مخالف لمبادرة السلام العربية، ومخالف لقرار مجلس الأمن 1515، والذي يعتبر الأراضي الفلسطينية على حدود 67 أراض محتلة.
- هل يمهد التطبيع لتسوية الأزمة وحل الدولتين؟
مبادرة السلام العربية تقول أن التطبيع بعد الانسحاب وليس قبل ذلك، ولا يجوز إعطاء جوائز لنتنياهو الذي يقوم يوميا بمزيد من الاستيطان والاعتقالات وتهويد القدس.
هذه الخطوة لم ترض الشعب الفلسطيني وكما نقولها دائما، لا شرعية لأي خطوة لا يرضى عنها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.
وإذا ما أرادت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة البحث عن السلام، فإنه يجب أن ينطلق من رام الله والقيادة الفلسطينية ومن الرئيس محمود عباس، وما دون ذلك ستبقى الهدايا لنتنياهو لاحتلال الأرض ويستوطن اليهود، ومن ثم يمنح مكافآت لا يستحقها.
- هل جرت أي مشاورات بين الإمارات والجانب الفلسطيني قبل هذه الخطوة؟
ليس لنا أي علاقة بالإمارات منذ سنوات طويلة، وليس هناك أي اتصالات سياسية، وبالتالي لا يوجد أي تشاور بين فلسطين والإمارات قبل هذه الخطوة.
التشاور بشأن القضية يكون من خلال جامعة الدول العربية، ومبادرة السلام العربية.
- هل تعد الخطوة الإماراتية هي خطوة فردية أم تعبر عن موقف ما؟
الإمارات قامت بخطوة فردية لمصالح ذاتية، وهذا الموقف غير مقبول فلسطينيا، وغير مقبولة على أي مستوى من المستويات، خاصة أنه لن يؤدي إلى أي سلام.
ويجب أن نذكر هنا أن فشل صفقة القرن بسبب أن الجانب الفلسطيني لم يكن على الطاولة، كما فشلت ورشة البحرين لأن القيادة الفلسطينية قاطعت ورشة البحرين.
يمكننا التساؤل حول ما ستحققه خطوة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل للأمة العربية أو القضية الفلسطينية، سوى إعطاء شرعية لإسرائيل لا تستحقها.
عندما تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وفق قرارات القمم العربية وقرارات الشرعية الدولية وتقام دولة فلسطين وعاصمتها القدس على حدود 67، وقتها يمكن التطبيع طبقا لمبادرة السلام العربية.
- هل للخطوة علاقة بالمساعي الأمريكية المرتبطة بصفقة القرن؟
واشنطن فشلت في عملية السلام فشلا ذريعا، وتبحث عن أي انجاز، حيث وجدت هذا الإنجاز الرمزي، وللأسف خدعت الإمارات وخدعت الشعب الفلسطيني أيضا، خاصة أنه لا يجوز اتخاذ أي خطوة تتعلق بالشعب الفلسطيني دون الرجوع للقيادة الفلسطينية.
- ما الخطوات التي ستتخذها السلطة الفلسطينية في هذا التوقيت تجاه تلك الخطوة؟
الجانب الفلسطيني له الشرعية والقدرة على رفض أي خطوة، قلنا لا لصفقة القرن، وتلاشت بعد الرفض الفلسطيني، كما حدث الرفض للكثير من الخطوات التي لا تلبي المطامح الفلسطينية.
القيادة الفلسطينية طلبت جلسة فورية عاجلة، لأن الخطوة خرقت قرارات الجامعة العربية التي تنص على الانسحاب أولا والتطبيع ثانيا لا كما حدث.
كما تتحرك القيادة الفلسطينية مع المجتمع الدولي بالسبل القانونية المعتادة، سواء في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.
وأؤكد أنه لا يمكن أن يتحقق السلام في الشرق الأوسط وينتهي الإرهاب في المنطقة دون السلام العادل، كما أنه لا شرعية لأي خطوة دون موافقة القيادة الفلسطينية.
- كما تحدثت الإمارات أن الخطوة هي لصالح الجانب الفلسطيني كيف ترى هذا القول؟
ليس هناك أي فوائد للشعب الفلسطيني، خاصة أن الشعب الفلسطيني رفض هذه الخطوة، فيما تبقى المكاسب وحدها لإسرائيل والولايات المتحدة، والخاسر الشعب الفلسطيني والشعب الإماراتي، الذي كان يجب أن يقف مع الشعب الفلسطيني لا أن تقف حكومته مع من يحتل الأراضي الفلسطينية.
الشعب الفلسطيني قادر على التصدي لكل المؤامر حفاظا على أرضه وقدسه ومقدساته.
وفي بيان للرئاسة الفلسطينية حول الأمر: "تؤكد القيادة أنه لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، ولا تسمح لأي أحدٍ كان بالتدخل بالشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة في وطنه".
وأضاف: "كما تؤكد القيادة الفلسطينية بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في كل مكان موحدا وراء قيادته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في مواجهة هذا الإعلان الثلاثي الغاشم، وفي مواجهة هذه التطورات الخطيرة، تدعو القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي للتمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية التي تشكل أساسا لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن السلام لا يتحقق إلا بالإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية".