اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي برعاية أمريكية خطوة "غير محسوبة وغير مدروسة" وليس فيه مصلحة للشعب الفلسطيني، لافتا إلى اتصالات فلسطينية مع دول عربية للضغط على أبوظبي للتراجع عن هذه الخطوة.
وقال عريقات لوكالة أنباء "شينخوا" عبر الهاتف، إن الإمارات بتوقيع الاتفاق تعد الدولة الثالثة المؤيدة لصفقة القرن الأمريكية وتصفية القضية الفلسطينية وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، بينما يخرج علينا البعض يقول إنه اتفاق في مصلحة للشعب الفلسطيني، متسائلا، "ما الذي جنته أبو ظبي من ذلك بمنظور الربح والخسارة . هذا خطأ استراتيجي جسيم".
وتوصلت إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق على "مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة" بين البلدين، وإيقاف خطة ضم أراض فلسطينية، بوساطة أمريكية، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى الخميس الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بحسب بيان مشترك.
وردا على توقيع الاتفاق مقابل تعليق مخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية، قال عريقات :"إن مخطط الضم ورقة التين لحرق القضية الفلسطينية وإنهاء المشروع الوطني الفلسطيني حسب ما يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
ومضى قائلا إن الاتفاق "ليس له علاقة بالضم وغير الضم، والخطوة كانت ستتخذ اعتقادا وإيمانا بسياسة المحاور وليس قرارا للسلام، والشعب الفلسطيني طيلة الفترة الماضية لم يتلق أي شيء من الإمارات".
وأوضح عريقات أن الاتفاق جاء استجابة "لسياسة المحاور في منطقة الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي داع لهذا الاتفاق، خصوصا أنه ليس هناك حالة حرب بين الإمارات وإسرائيل لتوقيع اتفاق سلام بينهما.
وأشار إلى أن العلاقات بين منظمة التحرير الفلسطينية والإمارات منقطعة منذ 2014، لافتا إلى أن القطيعة كانت تمهيدا لهذا القرار غير المبرر.
ورأى عريقات أن توقيع الإمارات اتفاق مع إسرائيل "هو انتصار لنتنياهو واليمين المتطرف، فإذا كانت المسألة باعتقاد الإمارات أن هذا تحالف ضد إيران، فأنا باعتقادي أن أكثر الرابحين اليوم هي إيران".
وأشار إلى "أن نتنياهو قال إن مشروع الضم سيبقى على الطاولة ولا ربط بين القضية الفلسطينية والعلاقات مع الدول العربية".
ووصف نتنياهو الخميس اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات "باليوم التاريخي"، لكنه أكد أنه سيستمر في خطة فرض السيادة على أجزاء من أراضي الضفة الغربية وغور الأردن.
وشدد عريقات على أنه "لا يستطيع أحد فرض حلول على الشعب الفلسطيني، ولم يخول أي أحد بالحديث عنه، باعتبار أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حول العالم".
وأكد أن القضية الفلسطينية عربية بامتياز، وهناك مبادرة سلام عربية يجب احترامها وهي ربطت ما بين إنهاء الاحتلال والتطبيع.
وأشار إلى أن المستشار الخاص للرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، لن يستطيع تحقيق مصالح لإسرائيل في موضوع لم يكن على الطاولة، كما أنه لن يستطيع قلب المعادلة وجعل التطبيع مع الدول العربية مكافأة لنتنياهو على جرائمه واستيطانه على حساب القضية الفلسطينية.
ولفت عريقات إلى أن اتصالات فلسطينية تجري مع دول عربية للضغط على أبوظبي للتراجع عن هذه الخطوة، معتبرا أن المضي قدما بهذا الاتفاق "عناد وتغذية للاحتلال وللتطرف ومكافأة للإرهاب".
وأعلن أن السلطة الفلسطينية طلبت عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وإصدار بيان إدانة من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
ورأى عريقات، أن الدول الأوروبية قالت ما لم تقله الإمارات وملأت الخانة التي لم ترها بأنه لا سلام دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67، معربا عن أمله بأن يكون هناك موقف ضاغط بوقف الضم بشكل نهائي وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.