في مبنى تراثي من طابقين يعود تاريخه إلى عام 1774، يقع متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ في قلب القاهرة بالقرب من جامع الأزهر، لتوثيق سيرة وأعمال الروائي المصري الكبير الحائز على جائزة نوبل والذي توفي في أغسطس 2006.
وافتتحت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم المتحف في يوليو 2019، ويضم العديد من المقتنيات الشخصية والكتب والمسودات والنصوص المكتوبة بخط اليد لمحفوظ، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1988 ليصبح العربي الوحيد الذي يحقق هذا الإنجاز.
ووصفت الوزيرة المصرية المتحف بأنه "معلم مصري جديد على الطريق الثقافي العالمي"، مشيرة إلى أن المتحف يضم جناحا للأوسمة والشهادات التي نالها محفوظ وآخر لمتعلقاته الشخصية وقاعة لجميع مؤلفاته بطبعاتها القديمة والحديثة، بالإضافة لأعماله المترجمة إلى لغات أخرى.
وقالت الوزيرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لا شك أن متحف نجيب محفوظ بكل رمزيته يؤكد اهتمام الوطن وحرصه على حفظ سيرة وتاريخ مبدعيه الذين شكلوا عناصر ومفردات قوته الناعمة".
وأضافت إيناس عبد الدايم أن افتتاح متحف نجيب محفوظ "يعد حدثا عالميا هاما بإعتبار الراحل أيقونة مصرية خالدة لفن الرواية".
ويؤدي درج خارجي صغير إلى الرواق المركزي بالطابق الأول، والذي يحتوي على قاعة نقاش ومجموعة من المكتبات تضم واحدة منها أبحاثا ودراسات حول أعمال محفوظ، كما أن المدخل محاط بصورة كبيرة لمحفوظ وعدة لافتات بها اقتباسات من أشهر رواياته باللغتين العربية والإنجليزية.
ويقع الجزء الرئيسي من المتحف بالطابق الثاني من المبنى الذي يتميز بالطراز القديم وهو عبارة عن تكية بناها أحد حكام مصر في عصر الدولة العثمانية.
ويحتوي المتحف على عدة قاعات صغيرة إحداها تتوسطها فاترينة تعرض جائزة نوبل، وأخرى بها متعلقات محفوظ الشخصية ومنها بدلته وقبعته وحذائه، وأخرى تعرض مشاهد لأفلام مستوحاة من روايات محفوظ، وقاعة تعرض وثائقيا عن الروائي الكبير وغيرها.
وقال مدير المتحف الأديب يوسف القعيد، الذي كتب كتابا عن محفوظ نشر في عام 2015، "من خلال هذا المتحف تقول مصر لنجيب محفوظ شكرا على مجهودك وإبداعك وأعمالك الجميلة التي أسعدت الملايين من المصريين والعرب والعالم أجمع".
وأضاف القعيد لوكالة أنباء ((شينخوا))، "عرفت محفوظ لسنوات طويلة وتأثرت بكتاباته وكذلك بشخصيته وإنسانيته ونبله".
وأردف قائلا، "كان محفوظ يعتقد دائما أنه سوف يرحل ولكن أعماله سوف تبقى في النهاية".
وتم تخصيص قاعتين في المتحف لعرض الأوسمة والشهادات التي حصل عليها محفوظ محليا ودوليا.
ومن بين الجوائز المعروضة التي نالها جائزة الدولة في الأدب عام 1957، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962، وقلادة النيل العظمى عام 1988، والعضوية الفخرية للأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب عام 2002، وجائزة كفافيس عام 2004.
وقالت ابنته أم كلثوم إن متعلقات محفوظ الشخصية والكتب والجوائز المعروضة أهدتها عائلته للمتحف.
وأضافت أم كلثوم لـ ((شينخوا))، "لقد زودنا المتحف بأكثر من ألف كتاب من مكتبة والدي الشخصية وترجمات لأعماله إلى لغات أخرى، إلى جانب مقتنياته الشخصية والأوسمة التي نالها، فضلا عن مقالات وروايات مكتوبة بخط يده".
وقالت إنها سعدت للغاية بافتتاح المتحف لأنها كانت قلقة بشأن متعلقات محفوظ الشخصية التي أهدتها الأسرة لوزارة الثقافة قبل سنوات من افتتاحه.
وعلى المستوى الشخصي قالت أم كلثوم إن محفوظ كان أبا عطوفا وعادلا ولم تذكر أنه عسفها قط أو فرق في معاملته بينها وبين أختها الراحلة.
ويقع المتحف في حي الجمالية بالقاهرة بالقرب من مسقط رأس نجيب محفوظ، وكان هذا الحي مصدر إلهام كبير له كما انعكس على العديد من رواياته وشخصياته.
وقالت ابنته، "أما بالنسبة لأعماله، فإن (الثلاثية) و(الحرافيش) هما الأقرب إلى قلبي".
ومن روائع روايات محفوظ (أولاد حارتنا)، (بداية ونهاية)، (اللص والكلاب)، (الشحاذ)، (خان الخليلي)، (الكرنك)، (الشريدة)، (ميرامار) و(مصر القديمة).
وقالت نهى سليم، وهي شابة مصرية كانت تزور المتحف، "إن معظم المصريين يحبون الأفلام الأبيض والأسود المستوحاة من روايات محفوظ، فقد دخل محفوظ كل بيت مصري من خلالها"، معربة عن إعجابها باللافتات الكبيرة المنتشرة على جدران المتحف والتي تحتوي على اقتباسات فريدة من روايات محفوظ.