تحقيق صداقة بلا حدود وجائحة لها نهاية...تضافر جهود صينيين وأجانب في مشروع الاستاد الرئيسي لمونديال "قطر 2022"

تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد في دولة قطر، التي يقدر عدد سكانها بنحو 2.8 مليون نسمة، 115 ألف حالة، وتخطت درجة الحرارة هناك خلال النهار 50 درجة مئوية. هذا هو الوضع الحالي الذي تواجهه مجموعة شركة سكك الحديد الصينية الدولية المحدودة خلال عملها في قطر بمناقصة بناء الاستاد الرئيسي لكأس العالم "قطر 2022". ومع ذلك، فقد تضافرت جهود موظفي البناء الصينيين والأجانب لمكافحة الجائحة ودفع التقدم في المشروع بكل ثبات.

يعد مشروع الاستاد الرئيسي لكأس العالم 2022 في قطر، الذي تقوم على تنفيذه مجموعة شركة سكك الحديد الصينية الدولية المحدودة، أول مشروع مهني على أعلى مستوى تنفذه شركة صينية لهذه البطولة وذلك بالمشاركة في التصميم العام والمقاولات. وقد قال وانغ لي، المدير العام التنفيذي للشركة الإقليمية التابعة لمجموعة شركة سكك الحديد الصينية الدولية المحدودة في منطقة الشرق الأوسط، إن ما يقرب من 5 آلاف عامل بناء يشاركون في المشروع، ومعظمهم موظفون أجانب من الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين ونيجيريا وسريلانكا ودول أخرى.

تم تعيين هوانغ تشوانغ وي، نائب مدير قسم الإدارة الشاملة للمشروع، للإشراف على مهام الوقاية من الفيروس ومكافحته لضمان سلامة الموظفين الصينيين والأجانب. "من السهل إلهام حماس للناس للعمل، ومن الصعب تغيير المفاهيم المتأصلة لديهم. الوقاية من الفيروس أصعب بكثير من البناء"، هكذا أوضح هوانغ، قائلا إن الموظفين الأجانب ليس لديهم عادة ارتداء الكمامة، بل ويقاومون ذلك أيضا. وبعضهم عارض إلغاء بعض الأنشطة الجماعية.

في أوائل إبريل الماضي، سُجلت أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد لموظف أجنبي في المشروع. وأصر هوانغ على ضرورة ارتداء جميع الموظفين الصينيين والأجانب الكمامة عند دخول المكاتب، وإغلاق غرف الاجتماعات وغرف الصلاة وغيرها من الأماكن العامة. لم يتفهم الموظفون الأجانب هذه الإجراءات في البداية، حتى أن بعضهم تجمع في مكتب هوانغ مطالبين بتفسير.

قال وانغ لي إن إدارة المشروع تعتبر الموظفين الأجانب جزءا مهما من فريق البناء وتتمسك بإيلاء الرعاية لحياتهم وسلامتهم. في بداية الجائحة، قام الموظفون الصينيون المعنيون بإدارة المشروع بإهداء كمامات ومواد أخرى خاصة بالوقاية من الفيروس للموظفين الأجانب، وأطلعوهم بصبر على المعارف الخاصة بالوقاية من الفيروس ومكافحته.

عندما يصاب موظف أجنبي بسعال أو حمى، يسرع موظفو إدارة المشروع إلى إجراء الفحوص له للتأكد من سلامته؛ وعندما تتأكد إصابة موظف أجنبي بالفيروس، ترتب إدارة المشروع على الفور فريقا للتنسيق مع وزارة الصحة القطرية لعلاجه وإرسال الأدوية اللازمة والمستلزمات اليومية له. كما يقوم قسم إدارة المشروع بشراء الكمامات ومعدات الوقاية الأخرى بشكل عاجل وتوزيعها على جميع موظفي المشروع بما في ذلك المقاولين من الباطن والشركاء والمالكين والمشرفين لضمان عدم وجود أي طريق مسدود في الوقاية من الفيروس.

وترك تفاني وإخلاص موظفي قسم إدارة المشروع أثرا عميقا في نفوس الموظفين الأجانب، إذ قال مدير الجودة الهندي مولالي بكل صدق "لقد قُدمت لنا إرشادات ومساعدات فعالة في الوقت المناسب للوقاية من هذه الجائحة، وهو أمر مهم جدا لصحتنا وسلامتنا، فالجانب الصيني شريك جدير بالثقة والاحترام".

وقال المهندس الميكانيكي والكهربائي الباكستاني سعيد، الذي أصيب بفيروس كورونا الجديد، بعد شفائه وخروجه من المستشفى "نحن جميعا أعضاء في عائلة المشروع. نشعر بالعناية والدفء. يجب أن نعمل معا لمكافحة الجائحة وإنجاز المشروع بنجاح".

كما أشادت وزارة الصحة القطرية بقسم إدارة المشروع. وقال عبدالله، رئيس فريق التفتيش بوزارة الصحة القطرية، إن الشعب الصيني يتميز بكونه واسع الأفق ويظهر روح المسؤولية والشجاعة في جميع الأوقات.

بسبب الجائحة، لم يتمكن أكثر من 60 موظفا صينيا و1300 موظف أجنبي من الوصول إلى موقع البناء في الوقت المحدد. وقال ليو دا وي، مدير مجموعة شركة السكك الحديد الصينية الدولية المحدودة في قطر، إن قسم إدارة المشروع يعمل جاهدا على توسع إمكانات الموظفين الموجودين لضمان تقدم المشروع كما هو مقرر.

كما أوضح أن هذه العوامل تسببت في نقص عدد الموظفين في مشروع الاستاد الرئيسي، ما قد يؤثر على تقدم المشروع، إلى جانب ذلك أدت الأوضاع المتعلقة بجائحة فيروس كورونا الجديد إلى شح في الموارد وتغير الأسعار في السوق القطري.

وتابع قائلا إنه لا يمكن حاليا تسليم العديد من المواد الاستهلاكية اليومية بسبب إجراءات الإغلاق، كما أثر عدم توريد المواد في الوقت المناسب على تقدم المشروع، لكن في الوقت نفسه لا يمكن تمديد فترة بناء المشروع جراء عوامل مثل الجائحة.

ومن أجل ضمان اكتمال المشروع في الموعد المحدد، اتخذ قسم إدارة المشروع عددا من التدابير مثل عدم توقف العمل خلال فترة الجائحة، والتوزيع الرشيد للموارد البشرية والمادية، بالتزامن مع تعزيز إجراءات الوقاية والسلامة، إذ تسعى الإدارة جاهدة إلى تطبيق إجراءات الوقاية بشكل صارم للحد من تأثير الجائحة وضمان اكتمال المشروع في الموعد المحدد.

منذ تفشي فيروس كورونا الجديد في قطر، لم يتوقف المشروع واكتملت أعماله الحالية بنسبة 73.5 في المائة.

وذكر عثمان، المسؤول التنفيذي بالمشروع، أن الشركة الصينية هي الشريك المثالي لقطر من خلال تمسكها بالنزاهة والشجاعة للتغلب على الصعوبات وجهودها لضمان تقدم المشروع وجودته، مضيفا بقوله "نشعر بأننا محظوظون لوجود مثل هذا الشريك".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)