- فتح وهبه
بات اليوم حلم الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو الهجرة إلى اوروبا أو إلى أي دولة غربية تؤمن لهم الحقوق الإنسانية والمدنية وتؤمن لهم أيضاً لقمة العيش بكرامة بعدما أصبحوا غير قادرين تحمُّل تبعات العيش في بلدٍ يُعاني أسوأ أزمة إقتصادية له منذ الحرب الأهلية .
اليوم الدعوة إلى الهجرة شبه علنية داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان .
اليوم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باتوا أكثر قلقاً على مصيرهم ومستقبل أطفالهم وبات لديهم رغبة كبيرة بالهجرة إلى اوروبا نتيجة عدة عوامل:
1- تردي أوضاعهم المعيشية والصحية والإجتماعية وإرتفاع معدل الفقر والبطالة بينهم بشكل غير مسبوق نتيجة إنعدام فرص العمل وإرتفاع التكلفة المعيشية.
2- فُقدانهم للطموح والأمل في المستقبل نتيجة عدم توفر فرص عدم عمل لهم حتى لو تخرجوا من الجامعات .
3- نتيجة تقليص خدمات وكالة الاونروا وعدم تنفيذ وكالة الاونروا للمهام التي أُنشئت من أجلها .
4- عدم وجود مرجعية حقيقية لهم.
5- نتيجة أيضاً الإجراءات الأمنية المشددة على المخيمات .
6- إزدياد المشاكل الأمنية من مخيم إلى آخر.
7- حرمان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من حقوقهم المدنية والنظر إلى المخيمات الفلسطينية من النظرة الأمنية فقط.
8- عدم وجود رغبة لدى المجتمع الدولي لتطبيق قرار 194 في المنظور القريب .
9- تفريط السلطة الفلسطينية بحقهم بالعودة من خلال سعيها لإقامة دولة فلسطينية على 22% من مساحتها التاريخية وتمثل الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها "شرقي القدس .
10- خوفاً من توطينهم في لبنان .
إن تداعيات أزمة كورونا والأزمة الإقتصادية والمالية اللبنانية على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كانت رهيبة في ظل سياسة التقليصات التي تنتهجها وكالة الاونروا مما جعلهم غير قادرين تأمين إحتياجاتهم المعيشية وتأمين الدواء لمرضاهم والحليب لأطفالهم ، لذلك خرج الأهالي ودقوا ناقوس الخطر ونظموا العديد من الإعتصامات طالبوا فيها وكالة الاونروا بإطلاق خطة طوارئ إلا أنها لم تصغي لهم وإكتفت بتقديمها مساعدة هزيلة عبارة عن 112ألف ليرة لبنانية لكل فرد منهم، ما يعادل اليوم 14دولار امريكي فقط ، مما جعلها محل إنتقاد الجميع وزاد من رغبتهم بالهجرة.
يقول لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم نهر البارد شمال لبنان "كيف تستطيع وكالة الاونروا تأمين رواتب موظفيها بإستمرار وبالدولار الامريكي ولا تستطيع تأمين مساعدات مالية عاجلة للاجئين؟ ! ويضيف قائلاً "إن اكثر المستفيدين من وجود هذه الوكالة هم الموظفون والعاملين فيها بالإضافة إلى بعض الفصائل"وينهي كلامه قائلاً لو سألني أحد ما هو حلمي في الحياة لجاوبته على عجل قائلاً الهجرة لأنني لا اريد لأطفالي أن يعيشوا المأساة التي نعيشها اليوم ولا اريد أن أكون سبباً في تعاستهم.
بينما يقول لاجئ آخر "ان الاونروا تتعامل مع اللاجئ الفلسطيني الذي يعيش في لبنان بإجحاف ولا تقدم له ما تقدمه هي لباقي اللاجئين في باقي الاقاليم مما يطرح أكثر من علامة إستفهام "وينهي كلامه قائلاً "لم يعد لديه ثقة بهذه الوكالة ، لقد خذلتنا جميعا وقيدتنا وجعلت منّا سِلعة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت