- * عبدالحميد الهمشري
نظم مركز الاٌمام أبو عبدالله الشافعي الدورة الطلابية الإقليمية الافتراضية الأولى “ضوابط الفتوى” وعلى مدار ثلاثة أيام 17- 19 / 8 / 2020 ، عبر البث المياشر ، على صفحة المركز على الفيس بوك وقناة اليوتيوب .
فبعد حمد الله وشكره ، والصلاة والسلام على رسول الله، وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، فإن الفتوى في الإسلام لها أهمية عظيمة لأنها إخبار عن الله، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلـم ولها أهلها من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
وإن من أكبر الجنايات أن يطلق المرء القول بالتحريم أو التحليل فيما لا علم له به إلا مجرد الظنون أو الشكوك وتحكيم الرأي والعواطف، فإن هذا من القول على الله بغير علم، وقد حرّم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، فقال سبحانه: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).
وإن خطرها عظيم، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون﴾. ولبيان ضوابطها العاصمة من الخطأ عقد مركز الإمام أبو عبدالله الشافعي الدورة الطلابية الإقليمية الافتراضية الأولى تحت عنوان: “ضوابط الفتوى” وكانت على مدار ثلاثة أيام 17-19/8/2020.
وفي نهاية الدورة خلص الباحث للتوصيات التالية:
- ضرورة تحقيق مفهوم الأمة العلمي، بتلاقح العلوم والمعارف، للم شملها وتفويت الفرصة على المتربص.
- يُقترح على كل الدول أن يكون لها مفتون في المجتمع كما لها إفتاءٌ رسميٌ ليكون معيناً على ضبط الفتوى.
- الدعوة إلى وجود مجلس إفتاء عالمي يجمع أسماء المفتين ليجتمعوا على فتواهم فتخرج الفتوى بإجماع ما أمكن ذلك.
- تعظيم خطر الفتوى بغير علم.
- الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني والعلمي ضمن المعايير الحافظة.
- ضرورة اعتناء الجهات المعنية والمختصة بتنظيم دورات في التأهيل الإفتائي المعاصر ومقتضياته.
- إنشاء مدارس فقهية أصولية تربوية أخلاقية مرحلية، تأهل المتخرج منها لخدمة المجتمع في أحسن صورة.
- أهمية إحاطة المفتي بالمصطلحات العلمية ليحسن تقديمها في صورة الفتوى.
- تجديد الخطاب الديني يكون ببناء المستجدات على ما ثبت عند علماء الأمة في العصور الأولى وإن كان مع تجديد وسائل تحقيقها.
- المذاهب الفقهية امتدادٌ للفقه الإسلامي منذ نشأته والالتزام بها ليس خروجاً عن منهج الكتاب والسنة.
- القواعد العلمية قوالب لمعرفة أحكام المستجدات لا يصح الخروج عنها بدعوى التجديد.
يُقترح على المسؤولين وضع تدابير جزائية لمن يتجرأ على الإفتاء بغير حق. هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت