- بقلم/محمد الفرماوي
شهدت منطقة المتوسط خلال الايام القليلة الماضية توتراً كبيراً بين قرصان ثروات الشعوب أردوغان وبين الدولة اليونانية,وصل الى حد رفع درجات التأهب القصوي فى صفوف الجيش اليوناني ,كادت تصل الى نشوب صراع مسلح بين الطرفين,الا أن الاطراف الاوربية وفى مقدمتها المانيا بقيادة المستشارة ميريكل التى حالت دون نشوب النزاع فى أخر لحظة, يبدو أنها أعطت تحذيراً كبيراً الى أردوغان بأنه لن يواجه اليونان فقط ,بل سيكون فى مواجهة أوربا,وتأتى هذه المواجهات على خلفية سعي النظام التركي الى التنقيب على الطاقة فى مناطق خاضعة لليونان فى شرق البحر المتوسط ,ويدعي النظام التركي أنها متنازع عليها,فقد أوفد النظام التركي مهمة للابحاث والتنقيب من خلال سفينه الابحاث "أوروتش رئيس"الراسية قبالة ميناء انطاليا جنوب شرق المتوسط حالياً,واعلن النظام أنه يعتزم ارسال سفينة ابحاث اخرى جنوب جزر رودس وكارباثوس وكاستيلوريزو اليونانية, وهو الأمر الذى أثار حفيظة الولايات المتحدة وفرنسا ودول اوربية أخري ,ودفع السلطات اليونانية الى رفع درجة الاستعداد لمواجهة تركيا ,كما ان اليونان سعي مؤخرا لدى الاتحاد الاوربي من أجل فرض عقوبات اقتصادية على تركيا رداً على انتهاكها المستمر لسيادة اليونان وقبرص, وأمام التصعيد الأوربى الغير متوقع من تركيا تجاه تصرفاتها فى المتوسط ,اضافة الى موقفها الغير مبرر فى دعم الارهاب وعدم الاستقرار فى ليبيا,فقد اعلن المتحدث بأسم النظام التركي أن بلاده قد توقف عمليات إستكشاف الطاقة فى شرق المتوسط انتظاراً للمحادثات مع اليونان ,معللاً ذلك برغبة أردوغان فى اتخاذ خطوة ايجابية تجاه نهج المفاوضات,لكنه فى نفس الوقت يؤكد أن مهمة الابحاث ستظل سارية حتى اغسطس, والحقيقة أن نظام اردوغان أصبح يعاني أشد المعاناة داخلياً وخارجياً,نظراً لانكشاف أوراقة واتجاهاته الارهابية التى ينتهجها فى المنطقة,والتى تقود الى مواجهة تركيا واستعدائها من أطراف أقليمية ودولية كثيرة, حيث تدعم تركيا تكوين جيش موازى للجيش الوطنى السورى فى سوريا, وتكوين جيش موازى للجيش الوطنى فى ليبيا يكون موالى لها وينفذ سياستها الارهابية, وهو النهج الذى يسير على طريقة النظام الملالى الايراني فى المنطقة العربية ,والذى يحتاج فى مواجهته الى استخدام القوة الغاشمة ,والتى أظهرت مفعولها فى تراجع النظام التركي عن خطوات التنقيب شرق المتوسط , خوفاً من المواجهة العسكرية مع اليونان وأطراف اقليمية أخرى.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت