- د. فهمي شراب
في كتاب مهم للمؤلف " غريغ كارلستورم" معنون بــ " الى متى ستستمر إسرائيل في البقاء؟" يؤكد المؤلف أن الوجود الإسرائيلي مهدداً بالانهيار على المدى البعيد، ولن يكتب له الاستمرار في ظل أولاً وجود العديد من المهددات والانقسامات المتأصلة، ومن بينها التفاوت الطبقي وما يواكبه من ظلم وعداء متزايد وإقصاء، وثانياً التغيرات الديمغرافية داخل " فلسطين التاريخية"، حيث يراها الكاتب نواة للتفتت الداخلي.
هذه المهددات التي تحدث عنها المؤلف ازدادت أهمية ووجاهة مع ظهور مفهوم "يهودية الدولة"، التي تقصي كل كائن لا ينتمي للديانة اليهودية!. فهناك الدروز والمسيحيين العرب والفلسطينيين والبدو والشركسيين والأفارقة الذين اشعلوا انتفاضة عارمة قبل عام، كل هؤلاء لن يتمتعوا بالحقوق السياسية والوطنية. إضافة الى تنامي المهددات القادمة من الحريديين وناطوري كارتا الذين لا يؤمنون بالدولة الإسرائيلية ويرون أن وجودها هو تحدٍ لارادة الله.
وما يخيم من مخاوف على صحراء الكيان الإسرائيلي هو التطور النوعي في التكنولجية العسكرية التي باتت تستعملها أذرع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتتطور هذه المخاوف لتصبح كوابيس في حالة تسرب برامج التكنولوجية العسكرية من خلال سهولة التواصل عبر الفضاء الالكتروني المفتوح، أو وصول سلاح غير تقليدي بشتى الطرق غير التقليدية.
فإسرائيل تحاول وقف أي تطور في الجانب الفلسطيني مستأثرة برجحان ميزان القوى بشكل كبير ودائم لصالحها، وأي تغير لصالح الفلسطينيين فانه يعني بداية الضعف والانحسار و الفناء والتفتت لدولة إسرائيل. ومنهج الاستنزاف التي تنتهجه قوى المقاومة في غزة يجعل إسرائيل في حالة نزيف دائم لا ترغبه.
والملاحظة الجديرة بالكتابة والتوثيق: لقد زادت حدة الغضب الإسرائيلي على الفلسطينيين (حماس وفتح) مع بشائر ومؤشرات التقارب التي حصلت خلال الأسابيع الماضية.
وتعتبر المصالحة أهم المشاريع الطموحة التي قد تفقدها إسرائيل في حال استطاع الفلسطينيين تنفيذها، فإسرائيل تعتبر الانقسام مكسب إضافي ومجاني.
*كاتب ومحلل سياسي
فلسطين- غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت