- د.طلال الشريف
الثورة ليست بندقية وشعار فقط، الثورة وعي أولاً، وتجديد للفكر الثوري بأدوات العصر ثانياً، ورفع قيم العلم والأخلاق ثالثاً.
من أسقط الثورة هو الجهل، والتمسك بالمواقع والكراسي، والفساد القيمي والأخلاقي الذي بالتأكيد ينتج الفساد المالي والإداري، وكل أنواع الفساد الأخرى.
لا تصادر حقوق الأجيال القادمة ببقائك محط هزائم مستمرة فالعيب فيك، وعليك أن تترك وعياً متراكما إيجابياً يبني عليه من هم بعدك، فلا تضللهم بفشلك السابق لتقول أنك منتصر ، فقط عليك المغادرة، ولا تفرض عليهم طريقتك فهي قد هزمتك وهزمتهم، فقط نقطنا بسكوتك، فأنت مهزوم.
التغيير والثورة ليس وردة ناضجة تشتم رائحتها بلا ألم، هذا الألم هو العمل المنظم والضغوطات والعقاب والقمع والتحدي والتكيف مع الواقع أسوأ مظاهر الهزيمة.
تجديد الفكر الثوري يعني أن يغادر الفاشلون المهزومون المكان والزمان، لا أن يستمروا عائقا في وجه الجيل الجديد بثقافته الأوسع علما وذكاءاً.
تغير الزمن وأصبح هؤلاء الفقراء لا يستطيعون مواكبة متطلبات العصر حتى لعيشهم، بسبب وجودك بالقوة على رأسهم أنت وأي قائد فاشل مهزوم، دلنا على أي نجاح، لا لا يوجد.
المتحكمون في عصر العولمة في المال والإعلام والسياسة هم من يستطيعون تحريك كل شيء. ولذلك يجب أن يعرف الثائرون الفقراء طريقهم للمشاركة بما يرفع ظلما ولو قليلا عنهم بعيدا عن إمكانية استخدامهم .. إن لم يحسنوا الثورة على الظلم حالاً، فعليهم مراكمة الوعي في طريق الثورة على الحكام وعلى الإحتلال.
في مثل حال الظلم الجاري إذا لم تجد الملائكة فتحالف مع الشيطان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من شعبك وأجياله وأرضه. هناك هامش في قليل من البرجوازية الوطنية التي لم تَغدُ متوحشة كما النظم والقطاعات الأخرى ..
لا تنبطح ولا تستسلم ولا تتوقف عن المحاولة، ولا تنخدع بالشعارات الزائفة، والعمل الفهلوي غير المنظم وغير المنتج فقد تتوالى هزائمك الأكبر.
هناك حركة تضليل واسعة طرفاها الإعلام الموجه بالمال السياسي المعادي لحراكاتك ومحاولاتك للتحرر منهم ومن المحتلين، والذي يحسن إستخدامه أولئك المتوحشون على فقرك، والطرف الآخر أولئك المتاجرون بالوطن والدين على إعتبارهم من صفك، أولئك من يهزموك في كل مرة بجهلهم وظلامهم وفسادهم.
المعادلة هي "كن ثائراً واعياً تهزم كل الجلادين"
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت