أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بقطاع غزة، إياد البزم، أن الأجهزة الحكومية تُجهز نفسها، لمرحلة طويلة من إجراءات مواجهة الفيروس، وأن الخطط في هذا المجال طويلة.
ودعا البزم، خلال لقاء صحفي عقده عبر تطبيق "زوم" مع مجموعة من الصحفيين، مساء الجمعة، المواطنين إلى تهيئة أنفسهم لتلك الإجراءات، وأن يكون الجميع متكاتفين من أجل حماية مجتمعنا.
وجدّد مطالبة جميع المواطنين بعدم الخروج من المنازل إلا في حالات الضرورة القصوى.
تقسيم المحافظات
وأشار إلى أن أولويات وزارة الداخلية في هذه المرحلة، تتمثل في الحد من انتشار الفيروس في قطاع غزة، موضحًا أن هناك عملية تقسيم لكافة المحافظات إلى مربعات وأحياء جغرافية، يمنع التنقل بينها للحد من الحركة، وحصر الفيروس وأماكن تفشيه.
ونوه البزم إلى أن هذا الإجراء طبيعي، موضحًا أن الذي تم هو إغلاق للمداخل الفرعية للمحافظات، والإبقاء على المداخل الرئيسة حتى تسهل عملية السيطرة.
حالة استنفار مستمرة
وتابع بقوله: "نحن في حالة استنفار مستمرة على مدار اليوم والليلة في جميع الوزارات والأجهزة الحكومية، من أجل القيام بالخدمات اللازمة، وتنفيذ كل متطلبات مرحلة حظر التجوال".
وحول إجراءات السلامة الخاصة بالكوادر الحكومية العاملة؛ لفت البزم إلى أن الداخلية والحكومة حريصة على إجراءات السلامة وتوفير أدوات الوقاية الخاصة بالكوادر الحكومية العاملة لديها، فهي تواجه الفيروس بذات الكادر.
ونوه إلى أن إدارتي "الأمن الخاص، والمراقب العام لوزارة الداخلية" تُجريان جولات تفقدية دورية على إجراءات الوقاية والسلامة للكادر العامل في الميدان.
الخارطة الوبائية
وأرجع المتحدث باسم الداخلية، عدم الإعلان عن الخارطة الوبائية حتى الآن، إلى عدم التوصل لمصدر الوباء بعد؛ موضحًا أن الإجراءات التي يتم تطبيقها حالياً هي في إطار جهود محاصرة انتشار الفيروس.
وتابع بقوله: "لا نريد أن يشغل المواطنون أنفسهم في متابعة الخارطة الوبائية للفيروس، والأهم حالياً هو الالتزام من قبل الجميع بإجراءات الوقاية والسلامة، فهي صمام الأمان للحيلولة دون انتشار الوباء".
وأوضح البزم أن ما حدث من تسريب لأسماء بعض المصابين هو غير متعمد، وأن الجهات المختصة تتابع هذا الأمر، مبينًا أن أي حالة إصابة بالفيروس يتم نقلها مباشرة إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس المخصص لذلك.
عدم التصادم مع المواطن
وأكد المتحدث باسم الداخلية على أن التعليمات لضباط وأفراد الداخلية تتمثل بتنفيذ حظر التجوال بكل الأساليب الممكنة دون اللجوء للتصادم مع المواطنين، لافتًا إلى أن البعض أحياناً يستهتر بحظر التجوال، ويفهم الإجراءات بأنها تسيّب.
ولفت إلى أن الداخلية تستقبل أية ملاحظات على أدائها، وتتعامل مع تلك الملاحظات أولاً بأول من أجل تقديم أفضل خدمة للمواطنين.
صمام أمان
ووجه البزم، خلال اللقاء الصحفي عبر تطبيق "زوم"، رسالة شكر وتقدير إلى وسائل الإعلام المحلية الفلسطينية التي عملت مع وزارة الداخلية كصمام أمان، وساهمت في منع تفشي الشائعات، وقدمت المعلومة الصحيحة للمواطن.
ونوه إلى أن الداخلية حريصة على تسهيل عمل وسائل الإعلام، وأن هناك تواصل طوال الأيام السابقة مع جميع المؤسسات الإعلامية من أجل ذلك، بالإضافة إلى عمليات تسهيل لنقل الكوادر والأفراد، ولكن ليس بشكل مفتوح.
وشدّدَ أيضًا على أن الوزارة حريصة على سلامة الصحفي وسلامة المجتمع، لكن لا تريد للحركة الاعتيادية والعشوائية أن تسود في هذه المرحلة.
وتابع: "في حال طالت هذه الحالة سنصل إلى آلية لتسهيل عمل الصحفيين، ولدينا تصورات جاهزة لذلك، ولكن نحن الآن في حالة تقييم للحالة التي نعيشها، وحين يتم ذلك نحن جاهزون لتسهيل عمل المؤسسات الإعلامية بالطريقة المناسبة لكل حالة".
كسر موجة الوباء
وأشار إلى أن هذه الحالة لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن الداخلية تعمل حالياً بسياسة كسر موجة الوباء حتى لا يفتك المرض بالناس، وأن هناك تقييم أولاً بأول من الجهات المختصة، وتطوير للإجراءات.
وأكد البزم على أنه لم يتم منح أية وسيلة إعلام أو صحفي بطاقات تسهيل مهام بعد، وأن الصحفيين جميعهم سواء أمام الداخلية، وهي تسهل عملهم وفق إجراءات الوقاية والسلامة.
التعايش مع الفيروس
وفي معرض رده على التساؤل الخاص بالتعايش مع الفيروس؛ قال البزم: "لا نريد تقصير طريق الموت إلى أبناء شعبنا، ومن المبكر الحديث عن التعايش مع الفيروس حالياً، ونحن نعمل لمحاصرة الوباء وتجنيب أبناء شعبنا خطره قدر الإمكان".
وأضاف: "نقوم حالياً بتوفير كافة الخدمات الأساسية للمواطنين في ظل حالة حظر التجوال، حيث يتم توفير كافة الخدمات والاحتياجات الأساسية اللازمة للعائلات التي يتم إلزامها بالحجر المنزلي، ولكن يجب أن نقر بأننا لسنا في ظروف عادية، ولا نترك أي عائلة مُلزمة بالحجر داخل بيتها بلا طعام أو شراب أو مستلزمات أساسية".
وأكد على أن أصحاب الدخل اليومي على سلم أولويات وزارة التنمية الاجتماعية، لافتًا إلى أه يجري تحضير مساعدة 15 ألف عائلة متضررة خلال الأيام القادمة.
لجان طوارئ فرعية
واستكمل البزم حديثه: "لدينا حالياً لجان للطوارئ في كافة المحافظات والمناطق الفرعية، مكونة من كل الوزارات ذات العلاقة، وهي مكلفة بتوفير كل الاحتياجات اللازمة للمواطنين في المناطق المسؤولة عنها".
وكشف أنه سيتم اتخاذ إجراءات جديدة خلال الساعات والأيام القادمة فيما يتعلق بمراكز الحجر، مشيرًا إلى أنه تم افتتاح مراكز حجر جديدة في ظل تزايد أعداد الإصابات والمخالطين بأعداد كبيرة.
متابعة الغلاء والاحتكار
وفيما يتعلق بالغلاء والاحتكار والاستغلال؛ أوضح البزم أن تلك الأمور مشكلة تظهر في كل أزمة، ومع مرور الوقت يتم معالجتها، لافتًا إلى أن كل الوزارات ذات العلاقة مستنفرة حالياً لذلك.
وأكد البزم على أن الداخلية لا تتورع عن اتخاذ كل الإجراءات الرادعة بحق أي تاجر يقوم باستغلال الناس، مبيناً أن الأسعار حالياً هي في الإطار العام، سواء في المولات أو المراكز أو نقاط البيع.
وبين أنه تم الإعلان عن أرقام مجانية للاتصال تتبع للوزارات المختصة كالداخلية والاقتصاد؛ للتبليغ عن أية حالات استغلال واحتكار.
ولفت البزم خلال "اللقاء الصحفي" إلى أن وزارة الزراعة تعلن أسعار الخضروات بشكل يومي عبر موقعها على الإنترنت، ويتم تعميمها على التجار ونقاط البيع.
إمكانات ضعيفة
وأوضح البزم أن إمكانيات الداخلية والحكومة في غزة ضعيفة جداً في ظل الحصار المفروض منذ 14 عاماً، وأن السياسة تتجه نحو مواجهة الفيروس تقوم على الوقاية والسلامة، "ولا نريد أن يفتك المرض بأبناء شعبنا، ونتخذ ما يلزم للحيلولة دون ذلك".
وأضاف: "نعيش في غزة ظروفاً إنسانية صعبة وعلى المجتمع الدولي التحرك، فليس من المعقول تشديد الاحتلال حصاره في هذه الأوقات العصيبة دون تحرك إزاء ذلك".
وأكد أن على المجتمع الدولي التحرك العاجل من أجل إمداد غزة بالإمكانات اللازمة لمواجهة هذه المرحلة.
وحول الإجراءات الخاصة بمراكز الإصلاح والتأهيل؛ قال البزم: "منذ اللحظة الأولى لانتشار الفيروس قمنا بإغلاق مراكز الإصلاح، والنظارات بشكل كامل كإجراء وقائي أولي، ومنعنا الزيارات، ونعمل على تخفيف أعداد النزلاء، ولكن وفق إجراءات الوقاية والسلامة".
صرف الرواتب
وحول الإجراءات الخاصة بعمليات صرف الرواتب؛ ذكر البزم أن الداخلية وضعت الآليات المناسبة مع البنوك من أجل تنظيم عملية صرف الرواتب، سواء لموظفي السلطة أو الوكالة أو موظفي حكومة غزة أو غيرها؛ ضمن الآليات المتاحة لمنع الازدحام أو أية خروقات.
وأضاف: "لدينا تصورات مُعدّة وخطط طوارئ جاهزة لكل الظروف، فنحن شعب واقع تحت احتلال، ويتعرض للعدوان بشكل مستمر".
وختتم حديثه قائلًا: "نأمل ألا يحدث تصعيد في غزة، ولكن في حال حدوثه لدينا الخطط الكفيلة بإبقاء عملية التواصل بين المحافظات، وتسهيل تنقل مركبات الإسعاف والشرطة والخدمات".