نشرت وكالة " الرأي" الحكومية بقطاع غزة حواراً أجرته عبر الهاتف مع أحد المصابين بفايروس كورونا في القطاع ، واستمعت منه عن كيفية إصابته بالفايروس، وكيف تعامل منذ أن شعر بالإصابة؟ وما هي رسالته إلى الجمهور الفلسطيني:
السلام عليكم؛ وكالة الرأي تتمنى لكم السلامة التامة، وهل لكم أن تشرحوا لنا كيف أصبتم بفايروس كورونا؟
أشكركم على الاهتمام، والحمد لله أنا بخير وبصحة جيدة، وقد أصبت بالفايروس أثناء عملي، حيث أنني أعمل ضمن الكوادر الطبية العاملة خارج المستشفيات، وحتى الآن لم يتبين لي كيف أُصبت بالفايروس رغم أنني ملتزم بكل إجراءات السلامة خلال عملي.
كيف علمت أنك مصاب بالفايروس؟ وكيف تدرّجت الإجراءات التي قمتم بها؟
شعرت أنني مصاب بفايروس كورونا بعد مرور يومين من الأعراض، حيث كانت الأعراض في البداية خفيفة جدا ولا تكاد تظهر أو تُلاحظ، فكانت عبارة عن حرارة خفيفة وصداع بسيط فقط، ولكن بعد يومين بدأت أشعر بفقدان حاسة الشَّم، حينها شعرت بالمسئولية وبأنني يجب أن أحمي مجتمعي، من خلال ضرورة عزل نفسي عن الناس، وفوراً ذهبت إلى الطب الوقائي وطلبت منهم إجراء لي فحص الكورونا، وطلبوا مني إجراء فحص PCR وفعلا أجريت الفحص وظهرت النتيجة إيجابية وتبين وقتها أنني مصاب بفايروس كورونا.
هل تضايقت عندما أُعلنت إصابتك بالفايروس؟ وهل شعرت بالندم عندما أجريت الفحوصات؟
دعني أجيب بطريقة ثانية: أتخيل نفسي لو أنني كنت إنساناً سلبياً وقمت بالاختباء من الإصابة ولم أعلن عن إصابتي، ومكثت في منزلي وسكتت عليها، فماذا كان سيحدث؟ ربما كنت وقتها عبارة عن قنبلة موقوتة وكنت سبباً في نقل العدوى للمئات من الناس، ولكنني والحمد لله كنت إيجابياً وبادرت وغادرت المنزل فوراً من أجل حماية مدينتي التي أعيش فيها والتي أحبها، ذهبت بعيداً عنهم حتى لا أسبب لهم العدوى، والآن أنا متواجد في المستشفى التركي في العزل الصحي وأتلقى الرعاية الصحية الكاملة من قبل الطواقم الطبية العاملة هناك.
أنا غير نادم على الإطلاق، بالعكس أنا والحمد لله مطمئن من إجرائي الذي قمت به؛ فرغم علمي بأنني سوف أدفع ثمن هذا الإعلان ومعرفة الناس بإصابتي، وفعلا دفعت ثمناً كبيراً عندما علم الناس بإصابتي؛ ولكنني فعلت ذلك من أجل حماية الناس وحماية شعبي، وحتى لا أكون سبباً في نقل العدوى للآخرين، وبكل سهولة كنت على مقدرة بأن أختبئ وأن أبقى في المنزل، لكن هذا ليس سلوكاً صحيحاً، الوعي والمبادرة مطلوبان في هذه المرحلة الحساسة.
كيف تُقيّم أداء الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة؟
الحمد لله أنا مطمئن بشكل كبير جدا، حيث أن الطواقم الطبية الفلسطينية يعاملوننا معاملة رائعة وراقية ويعملون بأعلى معايير الضبط والسلامة، سواء على صعيد العاملين أو على صعيد التعامل مع المصابين، وإنني أشيد بدورهم الكبير في حمايتنا وحماية مجتمعنا من الفايروس، فهم يعملون بطاقة كبيرة جدا ولديهم خبرة عالية وواضحة، وعلى الرغم من المخاطرة الشديدة التي يتعرضون لها؛ إلا أنهم يفهمون دورهم تماماً وبشكل مُتقدّم.
كيف تصف لنا حالتك الصحية الآن بعد أسبوع من الإصابة؟ وهل تلعب الحالة النفسية دوراً مع المصابين؟
الأعراض في البداية كانت خفيفة كما أسلفت، حرارة وصداع، ثم بعد يومين فقدان حاسة الشم، والآن بعد أسبوع تقريبا من الإصابة أشعر بنشاف في الحلق وصعوبة في التنفس أحياناً، وهذا أتغلب عليه بشرب السوائل الدافئة من الزهورات والبابونج والزنجبيل والليمون، بحيث يكون الحلق رطباً دائماً وبالتالي يكون هناك سهولة في التنفس وتكون الحالة جيدة ومستقرة.
بالنسبة للحالة النفسية؛ فعلاً تلعب دوراً مهماً في استقرار حالة المصاب بالكورونا، فمثلا كثرة الاتصالات واستقبال المكالمات من الممكن أن تؤثر سلبيا على حالة المصاب.
هل لك رسالة توجهها إلى الجمهور الفلسطيني؟
أقول أن هذا المرض يعتمد على درجة الوعي لدى المصاب، فعندما يكون المصاب لديه نسبة عالية من الوعي والمبادرة فإنه يحمي مجتمعه بالكامل، ولكن المصاب عندما يكون جاهلاً وسلبياً في التعامل مع إصابته؛ فهذا يعمل على تدمير المجتمع، فمثلا لو أن الإنسان المصاب سكت عن إصابته رغم علمه بالأعراض، ولم يعلن عن إصابته بالفايروس ولم يطلب الفحص الطبي ولم يطلب الرعاية الطبية، فإن هذا الإنسان من وجهة نظري سيكون قنبلة موقوتة تهدد المجتمع، وسيكون إنساناً جاهلاً يضر بمجتمعه بل وينشر الفايروس سواء بحسن نية أو بسوء نية، فكلما ارتفعت درجة الوعي كلما حمى الآخرين، وبالعكس كلما كانت درجة الوعي متدنية كلما أصاب الضرر بالمجتمع.
مطلوب من الجميع الوعي والمبادرة وعدم الاختباء لو كان الإنسان مصاباً، ومطلوب من الجميع الالتزام بالإجراءات والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة.