كشفت طالبة الماجستير الأسيرة تسنيم القاضي من رام الله عن تفاصيل مروعة لما تعرضت له من تعذيب وتنكيل من قبل الاحتلال منذ اعتقالها.
وقالت القاضي لمحامي مؤسسة الضمير الذي تمكن من لقائها اليوم في مركز تحقيق بيتاح تكفا إنها تعرضّت للتحقيق المتواصل لساعات طويلة على مدار أسبوعين، استخدم المحققّون خلاله أسلوب الكذب والخداع للضغط عليها، وتهديدها بالاعتقال الإداريّ، واعتقال أقاربها، فيما لا يزال أخوها مصطفى في مركز تحقيق المسكوبيّة منذ لحظة اعتقاله.
وأوضحت القاضي أن المحققين تعمدوا نزع حجابها عنها أثناء التحقيق، بالإضافة الى شبحها على كرسي طوال فترة التحقيق، كما نُقِلت أسبوعاً كاملاً الى غرف العُملاء في سجن مجدّو، الذي لا يحتوي أقساماً للأسيرات، حيث مكثت هناك حتى يوم أمس الاثنين.
وتمكنت تسنيم من مقابلة محاميها اليوم لأول مرة منذ اعتقالها، بعد ٨ أوامر منع لقاء محامي صدرت بحقّها، على مدار شهرٍ كامل، ومدّدت محكمة سالم العسكريّة اعتقالها لأربع مرّات لاستكمال التحقيق، في حين ستعقد المحكمة، غداً الأربعاء، جلسّة للنظر في قرار تمديدها.
واعتقلت قوات الاحتلال تسنيم -٢٩- عاماً، من بيتها الكائن في البيرة، فجر يوم الثلاثاء ٤/٨/٢٠٢٠، بعد ترويع الأطفال في محاولة للضغط على العائلة لتسليم ابنها مصطفى -١٨- عاماً الذي اعتقل لاحقاً.
وكانت الأسيرة ربا عاصي (20 عاما) من رام الله، وهي طالب في جامعة بيرزيت تحدثت لمحاميها أيضاً عن لحظات اعتقالها الصعبة وما تعرضت له من تنكيل وأذى جسدي ونفسي.
وأفادت الأسيرة العاصي أن جنود الاحتلال اقتادوها من منزلها وقاموا بزجها داخل جيب عسكري، وأجبروها على الجلوس على أرضيته القذرة، كما جرى نقلها بعدها إلى ساحة أحد معسكرات جيش الاحتلال، وهناك تعمدت إحدى المجندات سحبها وجرها بعنف وهي مقيدة اليدين والرجلين فكادت أن تقع عدة مرات.
وبسبب القيود المشدودة أُصيبت الأسيرة عاصي بنزيف برجلها، وتم تهديدها من قبل ما يسمى "قائد المنطقة" بإبقائها بالسجن وحرمانها من الجامعة.
وأوضحت أنه تم اقتيادها بعدها لمعتقل "عوفر" لاستجوابها وهناك كانت الأوضاع سيئة للغاية، فالزنازين قذرة جدا وبدون حمام ومليئة بالحشرات، وبقيت مقيدة طوال الوقت، وخلال التحقيق تم تهديدها بحرمانها من إكمال جامعتها واعتقال والدها.
كذلك جرى زجها بغرفة للمعتقلين الجنائيين، مضيفة أنها تعرضت وغيرها من الأسيرات لتحرش لفظي من أحد المعتقلين الجنائيين، حيث كان يتعمد الصراخ بوجههن وشتمهن بألفاظ نابية.
وتواصل قوات الاحتلال ممارساتها وضغوطاتها على الأسيرات والأسرى، وانتهاك حقوقهم، ومعاملتهم بطريقة لاإنسانية وحاطّة بالكرامة خلال الاعتقال والتحقيق وثمّ الأسر، خلافاً لاتفاقية مناهضة التعذيب التي حظرت هذه الممارسات، كما أنها تخالف قواعد الأمم المتحّدة لمعاملة السجينات (إعلان بانكوك).