بعيون عربية ... المعارضة الفاشلة !!!

بقلم: وفيق زنداح

وفيق زنداح
  •  الكاتب : وفيق زنداح

 التاريخ عندما تم كتابته ... وما يجري عليه من اضافة بحكم الزمن وتقلباته ... وما يجري من تقييمات موضوعية لأحداثه ومنعطفات وحتى لشخوصه المميزة في التاريخ ... لا يعني محاولة لحرف مساره ... واختراقه ... حرقه وهدمه ... بل يعني لنا ولغيرنا أهمية تصويب المسار ... دون ان نهدم الطريق ومعالمه .... وما تحقق من انجازات ملموسة يشهد لها كل من يبصر ويستمع ... بعكس من يريدون ويحلمون بهدم المعبد على ساكنيه .... تلذذا ونقمة ... كراهية واحقاد ساكنة بداخلهم .
 نحن كما غيرنا من الشعوب التي تقدم ما تمتلك ... وتعمل بما تستطيع ... وتحاول جاهدة الحرص على اوطانها بكل ما تمتلك .
 التاريخ بصورته المضيئة والمعتمة ... وما تم كتابته وتسجيله بفعل اجيال متعاقبة تخللها الكثير من المنافسة والهفوات ... والى حد الصراع الخفي والمتستر وراء شعارات فضفاضة ... تحاول ان تتلاعب بعواطف الناس ومصالحهم ... والدفع بهم في أتون حالة يائسة وبائسة المراد فيها صناعة الفوضى .... واضاعة المكتسبات .. وهدر الانجازات ... وتشتيت الجهود والطاقات .
التاريخ يستمر بمضمونه وتبعاته ونتائجه ... ولم يتوقف عند محطة محددة .... ولن يتوقف !!! عند شعار كبير او صغير!!! ... مهما اختلفت منطلقاته ... ومهما كان مؤثرا ومدغدغا لعواطف الناس واحلامهم .
المعارضة الفاشلة ... والتي لن نعود اليها ... لأنها معارضة المصالح والشعارات المفرغة من كل مضمون ... والمدغدغة للعواطف واحتياجات الناس ... والفاقدة للقدرة على احداث أي خطوة عملية باتجاه مصالح الناس وتخفيف ألامهم ... ومعالجة ازماتهم .
 المعارضة فاشلة ولا يمكن القبول بها ... تحت أي مسمى من مسميات الاصلاح والديمقراطية والشراكة السياسية ... وما تحمله من عناوين المنافسة الوهمية . صحيح اننا نتمنى تعزيز الديمقراطية والشراكة السياسية وتعميق الاصلاح المؤسساتي وانجاح كافة الجهود الهادفة للنهوض بالوطن وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد ... كل هذا جيد ومطلوب وجاري العمل عليه ... لكن ما ليس مطلوبا ومقبولا ... ان نعيد تجربة المعارضة الفاشلة ومحاولاتها البائسة واليائسة .... وشعاراتها المفرغة ... وسوء تقدير حساباتها ... وعدم معرفتها بأولويات ومصالح الوطن .... وهذا ما تأكد بأحداث 25 يناير .
 المعارضة فاشلة في طرح البدائل العملية ... وحتى ايجاد النماذج القيادية ... والتاريخ وقد اثبت بالملموس فشل المعارضة بالعديد من الاقطار داخل المنطقة ... وما تعاني قوى المعارضة من ازمات وصراعات خفية وعلنية ... وما حدث من فشل ملحوظ بأغلبية شعاراتها وسياستها وحتى اعلامها المزيف للحقائق..... والمخادع الي الدرجة التي كشفت زييف المعارضة .
معارضة فاشلة ... فيها من التنظير بأكثر من الخطوات العملية ... وفيها من الاحلام بأكثر من الواقع ... وفيها من الحسابات الخاطئة بأكثر من الحسابات الصحيحة والصائبة ... وفيها من الادوات الفاشلة بأكثر من ادوات النجاح .
المعارضة الفاشلة بانتقاداتها لأجل الانتقاد ... وما تمارس من سياسة التربص والاستغلال والانتهازية الفاضحة . كنا نتمنى ان نرى المعارضة الايجابية القادرة على تقوية نظام الحكم .... لكننا نرى من المعارضة ما يلبي مصالحها دون مصالح الوطن ... وما يسيطر على شخوصها من انانية مفرطة تكشف للجميع مدى الاوهام التي امتلكت بعضهم .
المعارضة الفاشلة وقد اثبتت فشلها عبر التاريخ لأنها استندت لتعزيز وجودها وقوتها على الاخطاء وليس الانجازات .... على التربص والانتهازية بأكثر من العمل والانجاز .
 المعارضة الفاشلة ... لن تكون ... ولن تقوم لها قائمة في احداث أي فعل ملموس وانجاز حقيقي .
 الدول والانظمة السياسية لها مقوماتها التي تعمل وفقها بحسابات تخدم مجتمعاتها ... والفارق بين دولة واخرى بمدى امتلاك المزيد من تلك المقومات ... ومدى صوابية التخطيط وتحديد الاستراتيجيات وقوة الفعل والادوات المنفذة ... وما يتسم به المجتمع من صفات وقدرات للتحمل كما العمل الدائم والانجاز الحقيقي وتغييب الاتكالية والاعتماد على الدولة بصورة كاملة .
المعارضة فاشلة طالما كانت منطلقاتها وسياستها .... شعاراتها وخطابها الاعلامي خارج السياق والمضمون الوطني والقومي .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت