- بقلم : جبريل عوده*
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو, في مقابلة نشرها موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ (3-9) يعلن نجاح إدارة ترامب بدفع العرب إلى الإقتناع بأن " إسرائيل" باقية , ومن الطبيعي التعامل معها , لا أعرف عن أي عرب يتحدث بومبيو؟! , وهو الذي يعي جيداً أن هذه الأنظمة المغتصبة للسلطة في بلاد العرب, منعدمة الرصيد الشعبي وليس لقراراتها أي تأثير على قناعات وإيمان الشعوب العربية المؤمنة بعروبة وإسلامية فلسطين, والراسخ في وجدان الأمة أن فلسطين تشكل القضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين, لن يغير هذا الإيمان المبدئي هلوسات حاكم أو سقطات ولي عهد .
عن أي عرب تتحدث يا بومبيو ؟ , جاهل من يعتقد أن أمة العرب قد ماتت أو في طريقها للانقراض , جاهل من يعتقد بأن الزمن مواتيا لينفذ خطته العدوانية على أرضٍ تموج بالغضب وتغلي بالثورة , راجع التاريخ لتعرف من هم العرب ؟ ,
هل أنتم بهذه السطحية لكي تعتقدوا بأن أمة العرب الشامخة , قد أنتجت هذا الخليط الهجين من السلالة الرغالية , التي قادت ذات يوم أبرهة المجنون بالعظمة إلى بيت الله الحرام ليهدمه, وها هي نفس الجينات تعود من جديد , لتقود الساقط نتانياهو إلى قلب الخليج الثائر, هذا الرمال الملتهبة والدائمة الحركة لن يستقر عليها خائن ومفرط, هذه النماذج بلا أي رصيد, سترجم حتما في مواسم العزة والبطولة يوم يطوف الثوار زرافات , ليحصنوا الأمة من شرور الإحتلال ومكائد الدخلاء ,لن يطول الزمان حتى يكتمل المدد من المحيط إلى الخليج , ليس له إلا نداءا واحدا " الله أكبر الحرية لفلسطين " قولا وعملا , وعلى وقع خطواتهم ستهتز كل العروش المهترئة وتسقط غير مأسوف عليها ,
فالبقاء للأمة هو الخيار المتقدم في كل ساحات الوعي العربي والإسلامي , وقيامة هذه الأمة قادمة لا محال , ويومئذ ستُذهل أمريكا ورضيعتها "إسرائيل" وتذوب كخليط نجس ذو رائحة نتنة نحو مجاري النسيان إلى مزابل التاريخ.
عن أي عرب تتحدث يا بومبيو ؟ , هل تتحدث عن العرب الذي لا يصمتون على إهانة , وقد سدد منتظر الزيدي حذاءه على وجه كبيركم الإرهابي جورج بوش ليصفع كبريائكم الذي صنعتموه زوراً وعدوانا على جماجم الأطفال والنساء , هل تتحدث عن عرب ثورات الإستقلال الذين وقفوا سدا منيعا أمام أطماع القوى الإستعمارية في بلادنا , بكل تأكيد أنت لا تقصد أحفاد الخطابي والجزائري والمختار , أنت لا تشير إلى أبناء ديدوش مراد ويوسف العظمة وبن مهيدي , أبدا لا تعني بهم إمتداد الشيخ الضاري والقسام وسليمان الحلبي , وغيرهم الكثير في الماضي والحاضر ولن يُعدم وجودهم في المستقبل يقدمون أرواحهم زهيدة في معركة المجد للأمة والإنعتاق من الإحتلال .
عن أي عرب تتحدث يا بومبيو ؟ , لا أظن أن فرحتك بهرولة هذا الغر وصبيانه نحو حظيرة التطبيع , قد أدخلت في حالة من الهذيان لتصرخ متباهياً بإنتصارك الوهمي في مواجهة الوعي العربي , لن يعترف العرب بـ " إسرائيل" وستبقى حدود تخاريفكم داخل منظومة القصور الخربة , التي أسقطتها الشعوب من حساباتها فلا تنتظر نصرا من قصر ولا ترجو رجولة من مهازيل رخيصة , لن تقبل الشعوب الواعية والجماهير المؤمنة بفرض الهزيمة عليها, ستقاوم بكل ما تملك وفي كل الساحات , حتى لا تمر شعوذات "ترامب كوشنر" بفرض "إسرائيل" كفعل قبيح ونتيجة آثمة يقام لها دولة على أرض فلسطين , لتصبح شريكا وجارا ومزاراً للقطاء الفكر ومدجني السلوك , وتقام المراسم الإحتفالية كإحدى أدوات كي الوعي العربي على شاشات التلفزة المدعومة من أنظمة البترودولار تسويقا للسلام المزعوم بين الذئب وقطيع البلهاء من الخراف المسمنة .
كاتب وباحث فلسطيني 3-9-20120
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت