شاركت دولة فلسطين، يوم الثلاثاء، في فعاليات قمة مجموعة تواصل العمال (L20) بمجموعة العشرين، التي عقدت عبر تطبيق "زووم" وأديرت وقائعها من العاصمة السعودية الرياض، وخصصت لنقاش موضوعات تهدف إلى تمكين العمال وحماية حقوقهم بما يضمن المساواة والاستدامة.
وافتتحت القمة بكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ألقاها نيابة عنه وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أحمد الراجحي، أكد فيها "أن مجموعة العمال 20 قدمت مخرجات ترتقي بدورها الداعم للعمال في دول العشرين والعالم، لأنها اعتبرت مصلحة العمال محورا أساسيا لكافة سياساتها"، كما أكد وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب شعبنا، وتمسكها بمبادرة السلام العربية.
بدوره، قال الأمين العام لاتحاد نقابات عمّال فلسطين شاهر سعد إن الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال العسكري الإسرائيلي، يسعى بكل ما أوتي من قوة وعزم للتخلص من آثار جائحة "كورونا"، إلى جانب تصديه للمساعي الإسرائيلية الهادفة إلى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة وضمها، وإقامة المزيد من المستوطنات.
واستعرض سعد الانتهاكات التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مبينا حجم الخسائر والأضرار التي خلفتها جائحة "كورونا" في صفوف القوى الفلسطينية العاملة، سيما الذين يعملون داخل أراضي الـ48.
وتابع أن الجائحة أظهرت حاجتنا في فلسطين لنظام حماية اجتماعية شامل، بسبب الإنكشاف الفوري للعمال وأسرهم، الذين أصبحوا بلا عمل؛ وبلا أي مصدر للدخل يغطي احتياجاتهم الحياتية، و"هو ما دفعنا للمبادرة لتنظيم اتفاق بين وزارة العمل الفلسطينية والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وممثلي القطاع الخاص، بتاريخ 15 آذار 2020، تعهد بموجبه أرباب العمل بدفع نصف أجور العمال عن شهري آذار ونيسان 2020، على أن يدفعوا للعمال النصف الثاني بعد انتهاء الأزمة".
ودعا إلى تأسيس صندوق خاص للمعونة الدولية وتفعيل شبكة الأمان الاجتماعي لمساعدة الدول والشعوب المحتاجة للمساعدة، لتمكين العمال وأسرهم من العيش بحرية وكرامة، يتم تعزيزها بما يلزم من تشريعات ونظم إدارة عصرية وخدمات معززة للصمود ومعمقة للمواطنة، وصولا إلى نظام حماية اجتماعية أكثر شمولا واتساعا.
وأثنى سعد على مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للقضية الفلسطينية، التي تم التأكيد عليها في الكلمة الافتتاحية للملك سلمان بن عبد العزيز، كما شكر الاتحادين الدولي والعربي للنقابات ومنظمة العمل الدولية، وكافة المشاركين في قمة مجموعة تواصل العمال (L20) على مواقفهم الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ورفضهم لصفقة القرن وضم أجزاء من الضفة الغربية.
وخصص اليوم الأول من القمة لنقاش سبل تحقيق المساواة والاستدامة، على ضوء نتائج مخرجات اجتماعات مجموعة العشرين وآليات تنفيذ الالتزامات السابقة.
وتناولت الجلسة الثانية التدريب الفني والمهني في سوق العمل من منظور سعودي، شارك فيها محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أحمد بن فهد الفهيد، والأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات العمّاليّة شارون بيرو. واستعرضت الجلسة الثالثة الجانب القضائي العمالي من منظور سعودي بمشاركة نائب وزير العدل السعودي سعد بن محمد السيف، والمشرف على وحدة القضاء العمالي إبراهيم بن محمد الخضيري، ومستشار وحدة القضاء العمالي سليمان بن دعفس الدعس، حيث تم عرض التطور الشمولي في نظام التقاضي العمالي في السعودية، ودور المحاكم العمالية وإسهاماتها الجوهرية التي أدت إلى ضبط سوق العمل والمحافظة على الحقوق.
وتطرق المتحدثون في الجلسة الرابعة من أعمال اليوم الأول، وهم المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري، والسكرتير العام للاتحاد العربي للنقابات مصطفى تليلي، إلى دور المنظمات الدولية في دعم وتطوير النقابات العمالية في المنطقة العربية، وتعزيز القدرة الفنية والمؤسسية وتوفير الدعم للمساعدة في إنشاء منظمات عمالية.