- المالكي: منعنا صدور بيان يدعم أو يسمح لدولة لإمارات بأن تذهب إلى توقيع التطبيع مع إسرائيل بتغطية عربية
قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، " إن دولة فلسطين خرجت من اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أكثر قوة"، موضحًا أنه " من خلال رئاسة فلسطين لهذه الدورة استطعنا أن نمنع صدور بيان عن وزراء الخارجية العرب يشرعن أو على الأقل يعطي الضوء الأخضر لدولة الإمارات لكي تذهب بدعم عربي للتوقيع على التطبيع مع دولة الاحتلال، أو لا يبدي أي اعتراض أو معارضة على تلك الخطوة كأنها تتماشى مع الإجماع العربي."
وأضاف المالكي، في لقاء عبر تلفزيون فلسطين الرسمي ضمن برنامج "ملف اليوم"، أن "موقف فلسطين كان حادًا وقويًا أمام ذلك، واستخدمنا الدور المناط بنا كرئاسة دورية لمجلس الجامعة الوزاري لكي نعمل على منع حدوث ذلك، ونحن أكدنا أنه لا يوجد إجماع عربي على هذه الخطوة، خاصة أننا وقفنا وبكل قوة في حماية مبادرة السلام العربية وما تعنيه وأكدنا على أن خطوة التطبيع الإمارتية تتناقض مع مبادرة السلام العربية، وبالتالي قمنا بالدفاع عن وحماية تلك المبادرة التي يجب أن يتم دعمها وحمايتها من الكل العربي."
وأوضح المالكي "أكدنا على أن يتضمن أي بيان يجب أن يصدر عن جامعة الدول العربية، إدانة للخروج عن مبادرة السلام العربية، باعتبارها الفيصل والمفتاح، والتي تغطي كل النواقص الأخرى والتي تحمي الموقف الفلسطيني ضد التطبيع وتحاول أن تحافظ على الموقف العربي من المبادرة"، مشيرًا إلى أن فلسطين طالبت بإضافة هذه الإدانة للبيان وأنه بدونه لن تكون هناك موافقة فلسطينية ولن يكون هناك بيانا وهذا ما التزمنا به وأصرينا عليه حتى آخر لحظة من هذا الاجتماع، وكون الدول العربية لم تتوافق معنا في وضع هذه الكلمات (إدانة الخروج عن المبادرة العربية) لم يصدر بيانا أو قرارا عن وزراء الخارجية العرب يشرّع خطوة الإمارات.
وتابع: "دولة فلسطين ليست الدولة الوحيدة العضو في جامعة الدول العربية، نحن دولة من مجموع 21 دولة حاليا، وبالتالي نحاول أن نتوافق مع الجميع ضمن قرارات تكون مقبولة ومتوافق عليها جميعا، ولو كانت القرارات مصاغة وتصدر باسم دولة فلسطين فإن مداخلتي في الاجتماع عبرت عن الموقف الفلسطيني الأصيل بكل وضوح وبكل قوة، وطالبت برفض الإعلان الثلاثي والتطبيع، وطالبت من الدول العربية منع حدوث ذلك".
وأردف قائلاً: "في اجتماعات الجامعة العربية الدورية كل 6 أشهر لدينا مجموعة وكم من مشاريع القرارات، وضمن البند الدائم لفلسطين لدينا 8 بنود أساسية تحت مسمى القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إحداها ما له علاقة بمبادرة السلام العربية، وهناك إشارة في قرارات أخرى تؤكد على الالتزام بمبادرة السلام العربية بكافة بنودها، ونحن أردنا أن تتكرر هذه الإشارة في البند المتعلق بالإعلان الثلاثي المرتبط بالتطبيع الإماراتي مع إسرائيل، وهنا الإمارات وعدد من الدول رفضت هذه الإشارة".
وقال: إن وزراء الخارجية العرب وعبرهم الشعوب العربية وغيرها استمعوا إلى حقيقة الموقف الفلسطيني الذي يعبر عنه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، ونقلت الموقف بكل صراحة ووضوح وأمانة وشفافية، وبالتالي أصبح الموقف معروفا لكل إنسان وكل من يدعي أنه لا يعرف الموقف الفلسطيني لا يمكن أن يقول ذلك بعد الاستماع لمداخلتي اليوم"، موضحًا أننا وضعنا الخطوط الواضحة على الموقف الفلسطيني، وقلنا ما هي مكوناته، وبالنسبة لنا هذا مهم.
فيما يتعلق بموضوع منع التطبيع، أضاف المالكي: "نحن حاولنا ولكننا لا نعمل لوحدنا داخل الجامعة العربية ونحن جزء من مجموعة دول عربية أعضاء، ودائما هناك نقاش وتوافق حول مجموعة من القضايا التي تجبرنا جميعًا في كل المواضيع للنزول إلى الحد الأدنى"، مؤكدًا أننا طالبنا بكل وضوح بإدانة للخروج عن مبادرة السلام العربية ولم نحصّلها، ولكن في المقابل منعنا صدور بيان عن اجتماع الجامعة الوزاري يدعم أو يسمح لدولة لإمارات بأن تذهب بتغطية عربية إلى توقيع يوم الثلاثاء القادم على التطبيع مع إسرائيل.
وفي سياق متصل، قال المالكي إنه "إذا أرادت بعض الدول الهروب خلف منطق أعمال السيادة الوطنية لتمرير ما تريد إذا ما الداعي من عقد مثل هذه الاجتماعات الوزارية العربية، وما المبرر من الاتفاق على كل هذه القرارات التي من المفترض أن تلزمنا نحن كدول عربية. إذا كان كل شيء يمكن تبريره تحت مسمى السيادة الوطنية فلا داعي لأي موقف أو قرار يصدر عن الجامعة العربية".
وأضاف: "هناك ثوابت وقضايا أساسية وجوهرية مرتبطة بالمواقف والإجماع العربي، عندما تتحدث عن القضية الفلسطينية لا تذهب إلى امتحان يسمى السيادة الوطنية، وعندما نتحدث عن تحرير الأراضي العربية كانت جزر أو غيرها، هذا أيضًا له علاقة بالقرارات العربية وإلا إذا ما سمحت لنفسي أن أقيم علاقة مع دولة احتلالية إذن أنا انسف كل القرارات والمرجعيات الذي يعتمد عليها العمل العربي المشترك".
وتابع: "هناك خطوط حمراء وثوابت لا يمكن القفز عنها، وإن استغلال مفهوم السيادة الوطنية محصور في غايات محددة ولا يمكن أن يتخطى تلك الغايات ليصل إلى تلك الثوابت والمرجعيات التي يبنى عليها الموقف العربي".
وأشار إلى أن فلسطين قالت كلمتها بوضوح في الاجتماع، "إذا أردتم أن تذهبوا باتجاه التطبيع مع الاحتلال وأن تتعاملوا مع مبادرة السلام العربية بشكل عكسي كما يريد نتنياهو أي التطبيع قبل إنهاء الاحتلال، إذن من أجل أن تتحرروا من ضوابط مبادرة السلام العربية، لنأخذ قرارًا شجاعًا لننهي ونلغي مبادرة السلام العربية لكي تصبح كل دولة فينا للتصرف كما تريد وللذهاب إلى التطبيع إن هي أرادت، ولكن ما دام هناك شيء اسمه مبادرة السلام العربية التي أقرت من القمم العربية فهي ملزمة لنا جميعا ولا نستطيع الخروج عنها على الإطلاق، ونحن نعتبر أن التطبيع قبل إنهاء الاحتلال هو مخالفة جسيمة لهذه القرارات وتحديدا لمبادرة السلام العربية".