تواصل مجموعات من المستوطنين عمليات نهب الأراضي في الفارسية بالأغوار الشمالية من خلال وضع علامات حديدية وزراعة الأشجار فيها ضمن مخططاتها الاستيطانية.
وأفاد الناشط الحقوقي والمختص في الاستيطان عارف دراغمة، أن المستوطنين واصلوا صباح اليوم الجمعة، زراعة المزيد من الأشجار في خربة "احمير" بالفارسية، إلى جانب عمليات تجريف لتسهيل العمليات الاستيطانية في المنطقة.
وأشار دراغمة إلى أن المستوطنين بدأوا بالتواجد الفعلي في المنطقة منذ قرابة شهرين، وأقاموا معرشا "خيمة" لهم، وزرعوا عشرات الأشتال، ووضعوا علامات حديدية على مقربة من خيام المواطنين.
وكان دراغمة قد حذر في تصريحات سابقة من خطورة مشروع الضم على ما تبقى من أراضي فلسطينية وخاصة في منطقة الأغوار التي ستدفع ثمن صفقة القرن بسيطرة الاحتلال على أكثر من 51 ألف دونم من أراضي المواطنين الزراعية.
وأوضح دراغمة أن الخطة ستقضي على 46 ألف دونم من الحدود مع الأردن تضاف الى 400 ألف دونم يسيطر عليها الاحتلال في الأغوار بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة.
وأشار دراغمة الى أن80 في المئة من أراضي الأغوار باتت تحت سيطرة الاحتلال وسيؤدي مشروع الضم لإغلاقها ببوابات من الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية.
وتشهد خربة الفارسية في منطقة واد المالح شرق مدينة طوباس، موجة جديدة من عمليات الاستهداف الممنهج التي تهدف بالأساس الى ضرب الوجود الفلسطيني في مناطق الاغوار، والسيطرة الكاملة على مقدرات المنطقة.
وتقع خربة الفارسية ضمن المنطقة المصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو، وهي في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في وادي المالح وتمتد أراضي الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً.
ويبلغ عدد سكانها الآن قرابة 240 نسمة فقط بينما كان يتجاوز عددهم قبل الاحتلال عام 1967 الألف نسمة، يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وتربية المواشي لكن الاحتلال يحرمهم من الخدمات الأساسية، كالكهرباء والمياه، والصحة والتعليم والمرافق العامة.
وسعت سلطات الاحتلال منذ احتلالها الضفة الغربية لضم وتهويد الأغوار الفلسطينية التي تقع على خزان من المياه.
وتعتبر الأغوار سلة فلسطين الغذائية وهي أكثر المناطق تضرراً من مشروع الضم الذي يلتهم عشرات آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان.
وحسب وسائل إعلام عبرية فإن خطة الضم ستحول 43 قرية يعيش فيها أكثر من 110 آلاف فلسطيني (غالبيتهم في غور الاردن) الى جيوب معزولة ومحاصرة من كافة الجهات بجدار الفصل العنصري.