عقد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، يوم الجمعة، اجتماع جمعيته العمومية العادي التاسع، في قصر رام الله الثقافي، بنصاب قانوني وصلته نسبته إلى 74%، في كل من المحافظات الشمالية والجنوبية والشتات.
وحضر اجتماع الجمعية العمومية نائب رئيس الوزراء، زياد أبو عمرو، ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، وزوير الحكم المحلي، مجدي الصالح، في حين ألقى كل من جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، وداتو ويندرسون، أمين عام الاتحاد الآسيوي، بالإضافة لجياني ميرلو رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضة، كلمات مسجلة لهم في بداية الاجتماع.
وهنأ نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس محمود عباس، الاتحاد بانعقاد المؤتمر على مستوى الوطن والشتات، مضيفا أنه يأتي "ختاما لدورة انتخابية شكلت فيها وحدتكم وإنجازاتكم الرياضية على المستوى الوطني والقارّي مثالا يحتذى به، مقرونة بالإلتزام الوطني الخلاق، وحالة النهوض والتطوير الشامل لمنافسة الأقران عربيا وقاريا، وإيصال رسالتنا الوطنية السامية من خلال الرياضة لكافة المحافل والميادين رغم كل المصاعب والتحديات".
وتابع "تعقدون مؤتمركم اليوم بهدف انتخاب مكتب تنفيذي جديد، يجمع كل الأطياف والمكونات على مستوى الوطن والشتات، وبحضور مميز للمرأة الفلسطينية كشريك أصيل في كل الميادين، ونحو مرحلة جديدة عنوانها تأكيد الالتزام بالأنظمة واللوائح الوطنية والقارية والدولية الرياضية، ومراكمة الإنجازات الوطنية في المجال الرياضي، وتوسيع قاعدة الثقافة وقيم وأخلاق الرياضة في صفوف شعبنا، وتعزيز رسوخ المؤسسة المهنية المحترفة".
وقال أبو عمرو "أكدنا للجميع التزامنا بأحكام الميثاق الأولمبي والقوانين الدولية الرياضية، وحماية الرياضة من التدخلات والأجندات السياسية، ونجدد هذا الالتزام مرة أخرى، ونشدد حرصنا الثابت على أن تبقى الرياضة الفلسطينية عنصر وحدة وجذب لكل شرائح شعبنا وطاقاته، ونرفض أن تكون طرفا أو جزءا من المحاور أو الاصطفاف محليا أو عربيا أو دوليا خلافا للقوانين والمواثيق".
ورحب اللواء جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بكافة أعضاء الجمعية العمومية والضيوف الحاضرين، معرباً عن أمله بأن يلقى الاجتماع النجاح المأمول، وأن يكون بداية الطريق لتذليل كافة الصعاب التي فرضتها الظروف على الواقع الفلسطيني، والخروج بجملة من القرارات التي تنسجم مع تطلعات شعبنا الفلسطيني، الذي أصبح يرى في الرياضة جانباً مشرقاً في المسيرة النضالية الوطنية.
وقال الرجوب إن هذا الاجتماع يعد استحقاقا دستوريا لانتخاب هيئة إدارية جديدة للاتحاد، ولإقرار مجموعة من الأنظمة والقوانين واللوائح التي تم العمل مع الاتحاد الأسيوي على مدار الأشهر الماضية لإقرارها، وتمريرها اليوم ضرورة ومصلحة لانتظام نشاطنا وإدارتنا لهذه اللعبة.
ولفت الرجوب الى أنه تم فرض الرياضة الفلسطينية كلاعب محوري على المستوى القاري والدولي بمنطق الندّية والمنافسة، رغم أننا نعيش تحت احتلال يسعى لكسر إرادتنا ومحاصرة أي فرصة قد تكون سببا في جعل الرياضة أحد رموز هويتنا الوطنية.
وأوضح أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق دون وجود أربعة لاعبين أساسيين، ويعتبر اللاعب الأول النظام السياسي الفلسطيني ومكوناته التي وافقت بحيادية الرياضة واعطائها حق إدارة اللعبة وتطويرها ونشرها وفق قوانين وأنظمة معمول بها في الاتحاد القاري والدولي بعيدًا عن أي تبعية أو وصاية سياسية، وإعطاء وتوفير كل عناصر الدعم الممكنة المعنوية والمادية، فيما يعد الاتحاد الفلسطيني اللاعب الثاني وما قام به في محاولة وجهد حثيث لنشر وحماية اللعبة في ظروف وتحديات غير موجودة في أي مكان في العالم.
وأضاف أما اللاعب الثالث هو الهيئات الإدارية للأندية، حيث أنه رغم الظروف المالية والإدارية الصعبة، إلا أننا نجحنا في استمرار الدوري بحده الأدنى وفق القوانين، الى أن وصلنا الى الجمعية العمومية في هذا الظرف الصعب، واللاعب الرابع هو المجتمع الفلسطيني والمدني والقطاع الخاص والشركات، مع ضرورة اقناع وجذب هذه القطاعات للاستثمار في القطاع الرياضي".
وأكد الرجوب ضرورة توفير شبكة أمان للرياضة، لاستمرار الاتحاد كمؤسسة موحدة وسياسة وأجندة واحدة، وتوفير كل ما من شأنه لاستمرار الدوري والنشاط الرياضي.
وفي الجلسة الختامية، هنأ الرجوب الجمعية العمومية على نجاح الاجتماع، مثمناً الايجابية وروح المسؤولية الوطنية في الموافقة على مجمل القرارات المدرجة على جدول الأعمال، والتي ستصب في في مصلحة كرة القدم الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة البناء على تم إنجازه برؤية شمولية تشمل الكل الفلسطيني، وتنسجم مع التطلعات وتتلاءم مع الظروف المحيطة.
ولفت الرجوب إلى أن الأعضاء المنتخبين في المكتب التنفيذي يقع على عاتقهم مسؤولية القيام بدورهم لخدمة اللعبة كل وفق المهام المحددة لهم، مشيرا إلى أن الجمعية العمومية ستنعقد بشكل مستمر، وأول اجتماع سيكون قبل نهاية العام الجاري، لوضع الأعضاء بصورة التطورات والقرارات الصادرة عن مجلس إدارة الاتحاد ودوائره ولجانه المختلفة.
واعتبر أن الرياضة الفلسطينية تجسد منبراً مشرقاً في المسيرة النضالية الوطنية، مؤكداً على أهمية تقديم فلسطين للعالم بعيون رياضية، من خلال الشرائح والفئات المختلفة، كالمرأة التي انخرطت بالعمل الفني والإداري في المجال الرياضي، والمراكز الرياضية والشبابية في المخيمات وتقديم عذاباته للعالم بمنظور رياضي وتطلع شبابه لممارسة الرياضة، ومدينة القدس وما تشهده من حراك رياضي رغم ما تعانيه من تقييد للحركة والأنشطة من الاحتلال.
وطالب الأندية الرياضية بالاهتمام بالفئات العمرية وإتاحة الفرصة لهم لممارسة اللعبة، من خلال تأسيس الأكاديميات وفق الأنظمة والقوانين واللوائح الصادرة عن الاتحاد الفلسطيني والتي تتسق مع القوانين القارية والدولية، من أجل إيجاد مصادر دخل تدعم مسيرة الأندية، واكتشاف المواهب ورعايتهم وتأهيلهم ليشكلوا روافدا لأنديتهم في المستقبل.
وأشار إلى أهمية الشراكة مع مؤسسات المجتمع المحلي لخدمة الرياضة، مؤكداً على العلاقة الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم وما تمثله من مخزون وفير من المواهب في الألعاب المختلفة.
وقال جياني أنفانتيو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا": "إنه من دواعي سروري أن أكون مدعوا لألقي كلمة في كونغرس الاتحاد الفلسطيني، هذا يوم مهم لكم، هذا الاجتماع مهم لأنه جاء في وقت صعب في ظل تفشي جائحة "كورونا" التي أوقفت العالم أجمع ومن ضمنه كرة القدم".
وأضاف: "مؤخراً بدأ النشاط الرياضي في العودة، وأنتم كهيئة مسوؤلة عن إدارة اللعبة في فلسطين عملتم بجهد كبير واستأنفتم النشاط وتمكنتم من اختتام المسابقات المحلية، وما تقومون به اليوم عمل كبير وهام، على الرغم من أنه يتوجب علينا أن نكون متباعدين اجتماعياً لكننا متوحدون في العمل من أجل الانتصار على التحديات التي تواجهنا".
واختتم حديثه بالقول: "أحثكم على مواصلة العمل، وأتمنى التوفيق للمكتب التنفيذي الجديد، وفي أقرب فرصة سأزور فلسطين والمنطقة لأنه لدينا العديد من القضايا لمناقشتها معكم".
وبالنيابة عن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، قال داتا وندسور، أمين عام الاتحاد الاسيوي : "أوّد أن أنقل أطيب تمنيات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى أسرة كرة القدم الفلسطينية، وأشكركم على إعطائي هذه الفرصة لمخاطبتكم اليوم".
وأضاف: "هذه حقاً أوقات غير واضحة للجميع في جميع أنحاء العالم. لقد أثبت فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) أنه أكبر الأزمات الطبية والاقتصادية في عصرنا، لقد عطل اللعبة التي نحبها".
وتابع: "يعمل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بلا كلل لاستئناف بطولاته ولكن عند الاقتضاء، اتخذنا أيضاً القرار الصعب ولكن الضروري لتأجيل مبارياتنا لضمان صحة وسلامة جميع أركان اللعبة".
وأردف: "لا بد لي أن أنقل تهاني رئيس الاتحاد الآسيوي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على التزامهم واحترافهم في إكمال الدوري المحلي"، لافتا إلى أن النجاح على أرض الملعب هو مؤشر واضح على قدرة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم خارج الملعب، مضيفا: "كما يسرني أن أشير إلى أنكم سوف تستمرون بنفس الروح في اتخاذ القرارات المهمة في هذا المؤتمر".
وواصل: "يمكن أن يؤدي تعزيز اللوائح القانونية المختلفة وكذلك الأخلاقيات والقوانين الانتخابية إلى عملية أكثر شفافية وقوة، مما يجعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أقرب إلى مهمة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المتمثلة في ضمان الحوّكمة الرشيدة للاتحادات الوطنية الأعضاء".
وأوضح وندسور أن التخطيط الاستراتيجي في مجالات الفئات العمرية، وتنمية الشباب، وتعليم المدربين، وكرة القدم للسيدات، وكرة الصالات والكرة الشاطئية، كلها عوامل ضرورية لازدهار كرة القدم.
ونقل وندسور عن رئيس الاتحاد الآسيوي قوله: "إنه من واجبنا تسليم هذه اللعبة الرائعة بشكل أفضل مما ورثناه، ولن نتمكن من تعزيز منتجاتنا وبطولاتنا إلا من خلال اتباع نهج طويل الأمد لخلق مصادر جديدة للإيرادات، والتي بدورها يمكن إعادة استثمارها لتطوير اللعبة بشكل أكبر".
وأتم: إنني على ثقة من أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وأسرة كرة القدم الفلسطينية سوف يواصلان إظهار نفس التضامن الذي تجاهدون فيه للخروج أقوى من هذه الأوقات المضطربة".
وأكد جياني ميرلو، رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، على أهمية الاعلام والرياضة، كونهما خطان متوازيان لا يمكن أن ينفصلا، مشيرًا الى أن دولة فلسطين صديقة دائمة للاتحاد، وأن عقد هذا الاجتماع يدلل على أنها دولة ديمقراطية ولديها نظام متقدم.
وشهد الاجتماع عرض التقريرين الإداري والمالي، لمختلف الأنشطة التي نفذها الاتحاد في الدورة السابقة، على صعيد نشر اللعبة وتطوير مكوناتها من حكام ومدربين ولاعبي الفئات العمرية، بالإضافة إلى استضافة بعض الاحداث الدولية في فلسطين.
كما تم تعيين مدققي الحسابات المستقلين للدورة المقبلة، وانتخاب أعضاء الهيئات القضائية (الانضباط، الأخلاق، الاستئناف)، ووافقت الجمعية العمومية بالإجماع على بدء تشكيل لجنة الحوكمة.
كما جرى تكريم أعضاء المكتب التنفيذي السابق، إضافة لتكريم عدد من الشخصيات الرياضية والإعلامية التي كان لها دورا بارزا خلال دورة المكتب التنفيذي المنصرمة.
وضم المجلس الجديد للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، في الوطن والشتات كلا من: اللواء جبريل الرجوب رئيسا، وإبراهيم أبو سليم نائبا للرئيس، وسوزان شلبي نائبا للرئيس، زياد بقاعي نائبا للرئيس عن الشتات، والأعضاء عن المحافظات الشمالية: تيسير نصر الله، عماد عبد الحق، غسان قبها، فراس ميالة، كمال عبيدات، حسان زبن، اريج عاصي، صلاح الجعبري، سهيل دعيبس، كفاح الشريف، غدير الناجي.
وعن المحافظات الجنوبية: صلاح أبو العطا، ياسر رضوان، سامر ظاهر، محمد الآغا، وجدي جودة، كمال السطري. وفي الشتات: عبير حسن، وكريتسيان نزال.