كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، عن أن مصر تتوسط حاليا بين حركته وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الأسرى.
جاء ذلك في تصريح له، خلال لقاء مع عدد من الصحفيين في بيروت، يوم الجمعة، ردا على سؤال حول أسباب تواجد وفد مصري أمني في قطاع غزة حاليا. حسب وكالة "الأناضول".
وقال هنية: "نرحب بالدور المصري في إمكانية الوصول إلى اتفاق تبادل جديد (للأسرى)، ونأمل أن ننجز شيئا على هذا الصعيد".
وأضاف أن "الإخوة في مصر يتابعون العديد من الملفات بينها المصالحة والحصار ومعبر رفح وتبادل الأسرى".
ولفت إلى أن علاقة حركته مع مصر "قوية ومستقرة، ودورالقاهرة محوري في القضية الفلسطينية".
ولم يوضح هنية إن كان هناك تقدم في ملف تبادل الأسرى بين حركته وإسرائيل أم لا.
وتقول إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز 4 إسرائيليين، منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014.
وفي وقت سابق الجمعة، غادر وفد جهاز المخابرات المصري قطاع غزة متوجها إلى إسرائيل، بعد زيارة بدأت الخميس.
وفي سياق آخر، أشار هنية إلى أن حركته لديها استراتيجية لمواجهة التطبيع مع إسرائيل ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
وقال إن المسار الأول في الاستراتيجية هو "استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام من خلال برنامج سياسي متفق عليه يشكل نقطة التقاء بين الرؤى السياسية، بعديا عن مشروع التسوية و اتفاقية أوسلو (موقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل)".
وأضاف أن المسار الثاني هو "المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛ فالمفاوضات بلا مقاومة، عبثية لا يمكن أن تحقق شيء وبالتأكيد المقاومة يجب أن تكون لديها امتداد سياسي".
فيما المسار الثالث، حسب هنية، يتمثل "في ترتيب العلاقات بالأمة العربية والإسلامية؛ لأن قضية فلسطين قضية عربية إسلامية إنسانية".
وبشأن منظمة التحرير الفلسطينية، قال هنية، إن حركته "لا تطرح بديل عن المنظمة، بل نتحدث عن كيفية تطويرها وتفعيلها حتى يتثنى مشاركة حماس والجهاد الاسلامي في داخلها".
ووصف هنية، خلال اللقاء"صفقة القرن، على أنها خديعة القرن، خاصة أنها تريد إزهاق روح القضية الفلسطينية".
وقال: "أمام هذا الوضع، توصلنا إلى رؤية للتعامل معه، عبر تأسيس تحرك موازٍ يرتقي لمستوى التحدي الذي نواجهه، ما يعني أننا أمام تهديد استراتيجي".
وشدد على أن "يكون لدينا رؤية استراتيجية للتعامل معها، فلا يصح الاكتفاء بردات الفعل ولا بالخطوات المجزوءة ولا بتثبيت نظريات ومواقف سياسية أو إعلامية، بل لا بدّ أن يكون هناك رؤية متكاملة للتعاون لمواجهة مخططات الاحتلال".
ولفت إلى أن "المرتبط بهذه المسألة (التطبيع) هو أن الاستراتيجية أيضًا قائمة على محاولة دمج إسرائيل في المنطقة، كدولة صديقة أو حليفة، وسط تصريحات جديدة للرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، يتحدث فيها عن تمنيات أمريكية بأن تحذو مزيدًا من الدول العربية طريق التطبيع مع الاحتلال".
وأشار إلى أن "هذا الأمر محاولة لإنقاذ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خاصة أنه يمرّ بأزمة غير مسبوقة، على صعيد الائتلاف الحاكم، مع توقعات بأن يذهب الكيان الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة أخرى.
وتابع "ما يدلّ على بنية سياسية للكيان الإسرائيلي لم تعد بمستوى التماسك الذي كانت عليه سابقًا، الأمر الذي يدفع بالكيان وحلفائه إلى تسريع ملفات التطبيع".
وقال هنية إنه "في ليلة إعلان الضم مطلع يوليو الماضي فإن كتائب القسام أجرت تجارب على صواريخ متطورة تطلق لأول مرة وكانت رسالة واضحة للعدو".
وأضاف هنية أن كتائب القسام وكل فصائل المقاومة قالت إن تنفيذ الضم بمثابة إعلان حرب.
وقال: "لن نكتفي بالمهرجانات في مواجهة الضم، بل سندافع عن قدسنا وأرضنا بالبارود والنار".
وأكد هنية أن الذي أوقف الضم في الضفة الغربية هو الشعب الفلسطيني لا التطبيع الإماراتي مع الاحتلال".
وذكر أن شعبنا لن يغفر خطأ التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من أي بلد كان.
وفي 3 سبتمبر/أيلول الجاري، عقد قادة الفصائل الفلسطينية اجتماعا في رام الله وبيروت، بمشاركة الرئيس محمود عباس، لمناقشة سبل مواجهة تحديات القضية الفلسطينية.
واتفق قادة الفصائل، خلال الاجتماع، على ضرورة "تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة ترتيب البيت الداخلي للتصدي للتحديات والمؤامرات التي تواجه القضية الفلسطينية".
وتشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام منذ يونيو/حزيران 2007، عقب سيطرة "حماس" على غزة، في حين تدير حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، الضفة الغربية، ولم تفلح العديد من الوساطات والاتفاقيات في تحقيق الوحدة.
ومنذ بداية العام الجاري، يواجه الفلسطينيون تحديات متعددة، تمثلت في "صفقة القرن"، وهي خطة سياسية أمريكية مجحفة بحق الفلسطينيين، ثم مخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبعده اتفاق الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.