ألجامعه العربية أصبحت تفتقد مبرر وجودها والأجدى حلها وتصفيتها

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  •  المحامي علي ابوحبله

أنشئت ألجامعه العربية من اجل توحيد المصالح العربية وتوحيد جهودها والدفاع عن أعضائها وقد نص على ذلك ميثاق ألجامعه العربية الذي يتألف من عشرين مادة، تتعلق بأغراض الجامعة، وأجهزتها، والعلاقات فيما بين الدول الأعضاء، وغير ذلك مــــــــن الشؤون.
ويتصف الميثاق للجامعة العربية بالشمولية والتنوع الواسع في تحديد مجالات العمل العربي المشترك، ويفتح الباب أمام الدول الراغبة فيما بينها، في تعاون أوثق، وروابط أقوى مما نص عليه الميثاق، أن تعقد بينها من الاتفاقات ما تشاء لتحقيق هذه الأغراض.
 ويجوز تعديل الميثاق الخاص بالجامعة العربية بموافقة ثلثي الدول الأعضاء، وذلك لجعل العلاقات فيما بين الدول الأعضاء أوثق وأمتــــن، ولإنشاء محكمة عدل عربية، ولتنظيم العلاقات بين الجامعة والمنظمات الدولية التي تسعـــى لصـــون السلم والأمــــن الدوليين.
ويردف الميثـــاق ويكمله وثيقتـــان رئيسيتان : معاهدة الدفاع العربي المشترك (إبريل 1950) وميثـــاق العمـــل الاقتصادي القومي (نوفمبر 1980). لكن وللأسف في ظل ما نشهده من تغيرات إقليميه ودوليه في المنطقة والعالم تحولت ألجامعه أداة لتنفيذ مخططات تستهدف امن وسلامة أعضاء ألجامعه وأصبح هناك اليوم من التجمعات الاقليميه ما يهدد عقد ألجامعه العربية ، التي فقدت أصلا مبرر وجودها ، إذ أن مجلس التعاون الخليجي حاليا والذي يضم ستة أعضاء ويسعى لتوسيع أعضائه يسعى القائمون عليه ليكون بديلا عن ألجامعه العربية ، حيث أن مجلس التعاون الخليجي يسعى إلى إخضاع ألجامعه العربية لإرادة مجلس التعاون الخليجي ، ألجامعه العربية منذ نشأتها ولغاية الآن لم تحقق أيا من الأهداف التي أنشأت من اجله ، ما سطرته ألجامعه العربية من قرارات على مستوى وزراء الخارجية العرب بالأمس يعد تاريخ اسود يضاف لتاريخ ألجامعه العربية حين أسقطت مشروع قرار إدانة التطبيع في جامعة الدول العربية الذي طرحته دولة فلسطين لعدم التوافق ويدلل على سقوط ألجامعه العربية وحرف مسيرتها ، وتحللها من كافة التزاماتها وتعهداتها على اعتبار القضية الفلسطينية قضية العرب جميعا لقد سقطت ألجامعه العربية وأصبحت فاقده لوجودها حين شرعت الحرب على العراق وشرعت للقوات الامريكيه احتلال العراق وحل الجيش العربي العراقي بقرار برايمز ، وحين تخلى العرب عن التزامهم بتامين حماية الرئيس الشهيد ياسر عرفات حين حاصرت قوات الاحتلال ألمقاطعه أثناء اجتياح مقر ألمقاطعه وفقدت ألجامعه وجودها حين تم الهيمنة على قراراتها وجمدت عضوية سوريا 2011 وفرضت على سوريا ألمقاطعه ألاقتصاديه وسعت لتدويل الصراع على سوريا ووضع سوريا تحت الفصل السابع وشرعت للتدخل الخارجي في سوريا ، وجردت ألجامعه من كونها جامعه عربيه حين شرعت للناتو بالتدخل في ليبيا ، وهي من ساهمت بتأجيج الحرب على اليمن وأيدت حرب التحالف على اليمن ، ها هي ألجامعه العربيه تثبت تجردها من كونها عربيه وخلعت عباءتها العربية لتكسي بالثوب الصهيو امريكي لتسقط بند التطبيع من نظامها الداخلي بعد ان أسقطت ألمقاطعه ألاقتصاديه عن دولة الاحتلال وأسقطت مشروع أدانه التطبيع ان الدول المهيمنة على مقدرات ألجامعه العربية باتت أداه من أدوات الضغط لفرملة التحركات الفلسطينية ولم نلمس موقف عربي يقود لتامين الحماية للأطفال الفلسطينيون والنساء الفلسطينيات الماجدات وهم يقتلون بأيدي القوات الاسرائيليه على مسمع ومرأى الحكام العرب دون إبداء موقف رجولي يعبر عن غيره عربيه للتصدي لإسرائيل ووقف عدوانيتها على الفلسطينيين وشهدنا ذلك في مواقف ألجامعه العربية التي لم تحرك ساكنا حين حوصر الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مقر ألمقاطعه ، وحين قصفت ودمرت إسرائيل قطاع غزه 2008 و2012 و2014 وكان العرب للأسف جزء من أدوات محاصرة غزه وإغلاق معبر رفح .
 إن الجامعة العربية خرجت من عباءتها العربية وأصبحت أداة لأجل تنفيذ أجندات خارجية ولا تصب في الصالح والأجدى بجامعة الدول العربية أن تضع في سلم أولوياتها
 أولا:- قضية فلسطين التي تتطلب اجتماع دائم لمجلس ألجامعه لكيفية دعم الموقف الفلسطيني وصد العدوان الإسرائيلي عن الفلسطينيين وإيجاد الوسائل الضاغطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ورفض الهروله للتطبيع مع اسرائيل
ثانيا:- إن ما تقوم به إسرائيل من تهويد للقدس حيث تواصل البناء الاستيطاني وتقطيع أوصال الضفة الغربية ومن محاولات مستمرة للمس بالمسجد الأقصى الأمر الذي يتطلب من الجامعه العربيه ومجلس التعاون الخليجي تحرك عربي جامع لحماية القدس بدلا من اقامة العلاقات والتحالفات مع اسرائيل بتحريف البوصله عن فلسطين واولوية الصراع لتصبح اولويته ايران وتركيا
ثالثا:- قضية الأسرى وعذابات الاسرى وخطر تفشي كورونا لن نسمع صوت عربي بهذا الخصوص
رابعا:- إن ما يتعرض له الشعب الليبي من أباده جماعية بهذا الصراع ما يتطلب من مجلس ألجامعه اتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية المدنيين الليبيين بدلا نت تدويل الصراع وكذلك الحال مع لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت وغياب الحضور العربي
خامسا:- ما يجري في اليمن من قتل وذبح يومي بالحرب السعودية والقصف الغير مبرر ضد المدنيين ألا يتطلب الأمر من مجلس ألجامعه العربية أن يتحرك لحماية المدنيين العزل ويتطلب الأمر الدعوة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب للاجتماع لوقف شلال الدم باليمن بدلا من تاييد ودعم حرب الاباده للتحالف العربي بغطاء صهيو امريكي لا شك أن ألجامعه العربية أصبحت أمام مفترق طرق باسقاط المشروع الفلسطيني وتشريع للتطبيع مع إسرائيل ، فإما أن تجمع العرب وتعطي لكل دوله حقها الطبيعي وان يعود لمصر دورها الريادي والقيادي ولسوريا دورها الإقليمي وللسعودية دورها الإسلامي والعربي باجنده عربيه وباحترام لميثاق ألجامعه العربية من قبل الدول الأعضاء أو أن تنهي ألجامعه العربية وتحل نفسها بنفسها وتريح وترتاح لأنها أصبحت أداة تفريق وليس تجميع وأنها أصبحت أداة لتنفيذ احندات غير عربيه وهي في قراراتها تخدم أهداف المشروع الصهيوني .
هذه ألجامعه العربية التي أصبحت مرتهنة في مواقفها وقراراتها لمن يدفع وأصبح وجودها غير مبرر وهي جامعه مدمره للعمل العربي المشترك وللأمن القومي العربي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت