-
اشرف صالح
إن القضايا المحورية والتي حلت مكان القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب عامة , هي ثلاث قضايا رئيسية تتمثل في طموح إيران في المنطقة العربية وتحديداً دول الخليج , وسعي حركة الإخوان للوصول الى السلطة في البلدان العربية , ودعوة التيارالسلفي الجهادي بقيادة داعش الى إقامة الخلافة الإسلامية على أنقاض الأنظمة العربية , فاليوم البحرين تعتبر من حصة إيران ضمن التقسيمة العقدية الجديدة بحسب توقعاتها الأمنية مستقبلياً , ولذلك إختارت أن يكون عنوان الحماية الأمريكية لها هو إتفاق سلام مع إسرائيل , وهذا بالإضافة الى فوائد التبادل الإقتصادي والأمني والعسكري والتكنولوجي بين إسرائيل والبحرين بحسب ما تراه البحرين , وككل إتفاق سلام خرجت لنا البحرين لتقول : إن إتفاق السلام مع إسرائيل سيخدم القضية الفلسطينية بما يخص حل الدولتين , وهذا ما قالته مصر والأردن والإمارات من قبل , وصادقت عليه جامعة الدول العربية , وكأنهم يوعزون للفلسطينيين بأن يستثمروا التقارب العربي الإسرائيلي لصالحهم بدلاً من حرق الأعلام والصور وسحب السفراء .
ما ذكرت أعلاه هو دوافع السلام مع إسرائيل , ولكن هناك أيضاً دوافع الإنسحاب العربي من مساندة الفلسطينيين حتى في عدم وجود إتفاق سلام بينهم وبين إسرائيل , فالبحرين ترى وككل الدول العربية أن الإنقسام الفلسطيني سواء في كيفية إدارة الصراع مع إسرائيل , أو في كيفية إدارة الدولة , هو دافع قوي لها للإنسحاب من دعم الفلسطينيين , وترى أيضاً أن شبه الإجماع الفلسطيني على حل الدولتين هو بحد ذاته يعني إعترافاً فلسطينياً بدولة إسرائيل , فلا يهم البحرين وغيرها من الدول أن إسرائيل حالياً هي التي ترفض حل الدولتين , وهي التي قتلت عملية السلام منذ عشرين عاماً , وهي التي تصادر الأراضي وتبني المستوطنات , فكل ما يهمهم هي الفكرة التي يدور في فلكها الفلسطينيين , وهي الهرولة نحو السلام مع إسرائيل وصولاً الى حل الدولتين , فالبحرين ترى أن دولة إسرائيل قائمة قائمة سواء على أرض الواقع , أو بموجب السلام الذي يناضلون من أجله الفلسطينيين .
من الطبيعي أن كل فلسطيني يشعر بالألم حين يرى الدول العربية تتجه الى إسرائيل , ولكن هذا الألم لم يحل المشكلة لأنه جاء نتيجة إستمرار المراهنة على أن العرب لا زالوا خلف القضية الفلسطينية كما حدث في الحروب القديمة مع إسرائيل , فالذي يحل المشكلة هو إنهاء الإنقسام الفلسطيني بكل مكوناته , وتوحيد بوصلة النضال ضد الإحتلال وكيفية إدارته , ومن ثم صياغة العلاقات الفلسطينية بالدول العربية بما يتناسب مع الواقع الجديد .
ملاحظة : أنا بالطبع ضد تقارب العرب مع إسرائيل , وضد سلام البحرين , ولكن إذا إنتهت مهلة الخمس أسابيع ولم تخرج اللجان المنبثقة عن مؤتمر الفصائل بقرار رسمي وفعلي بإنهاء الإنقسام وبموافقة ومباركة الرئيس , حينها ستكون البحرين على حق ونحن على باطل .
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت