بحر وليس بحرين

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  • د. خالد معالي

شتائم ومسبات امتلئت بها مواقع التواصل الاجتماعي ووجهتها البحرين التي كانت ثاني دولة تتطبع مع الاحتلال، والكل يعرف ان التطبيع بالعادة يكون للدابة الشاردة لترويضها لخدمة سيدها.

فلسطينيا الكل متفق بعدم جواز التطبيع، لكن ليس الكل متفق على معرفة اسبابه ومعالجة تلك الاسباب قبل فوات الاوان، فالدور قادم على بقية الدول العربية ما دامت لا تعبر عن ضمير شعوبها وتستخف بهم.

في كل الاحوال خطوة التطبيع للبحرين بعد الامارات ما كان لها ان تكون لولا سلسلة من الاخطاء والتراجعات حصلت على مختلف الجبهات واولها الجبهة الفلسطينية، فاتفاق "اوسلو" مهد للتطبيع وكان من طرف قوي اجبر الطرف الضعيف على التوقيع ، وهنا تواصل مسلسل التراجعات حتى وصلنا للبحرين والتي قد تكون "مسبحة وفرطت" ان استمر الحال، والاصل ان هناك بحرا وليس بحرين، ومن اراد ان يبحر في مياه الحق يصل وينال مبتغاه.

الكل متفق ان الأنظمة العربية تعمل حكاما بالوكالة لخدمة مصالح هي ليست مصالح شعوبها،  ومن هنا فان حكام العرب كانت خطاباتهم ومواقفهم التي تتعلق بتحرير فلسطين ما هي الا لرفع العتب وتضليل شعوبها، فلو كانت غير ذلك لما رأينا التطبيع الجديد.

 نتنياهو لا يعول على الشعوب العربية، بل على قادة العرب بعملية التطبيع، فلا يعقل ان يتم ترويض وتطبيع شعوب بل قادة وحكام، فقد جرب الاحتلال الصلح والتطبيع مع النظامين المصري والأردني، لكن الشعبين المصري والأردني بقيا على رفضهما للكيان على الرغم من محاولات النظامين جرّ الشعبين نحو التطبيع.

المنطق يقول ان الأنظمة العربية إلى زوال مهما بلغ قوة تحكمها بشعوبها كونهم طغاة، اذن لا طائل من عملية التطبيع ما دامت بعيدة عن نبض القلب وشرايين الحياة، ولعل خطوة البحرين تزيل الغشاوة .

تطبيع البحرين، او الامارات او من سيلحق بهما، هو  لاحقا غير مؤتمن وليس أمينا على القضية الفلسطينية، ويعتبر معاديا للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ولا يصح التهجم على الشعب البحريني بل فقط فضح وتعرية الحكام.

الشعب البحريني والامارتي لا يصح ان يتم تناولهما بالتهجم، فالقضية هي اصلا قضية حكام ارتهنوا للغرب ولم ياتوا من رحم شعوبهم.

الارتهان للتغيرات الاقليمية والدولية، وانتظار العون من الخارج، من اجل تغيير الواقع ووقف عمليات التطبيع، هو رهان خاسر، لان الاصل الاعتماد على الذات في تغيير الواقع، ومن نجح في طرد وكنس الاحتلال من جنوب لبنان  وقطاع غزة، هو ايضا قادر على كنسه من الضفة الغربية وبقية فلسطين المحتلة.

ما الفائدة من كثرة الشتم والمسبات عللى البحرين او الامارات، دون خطوات فعلية ومراجعة ذاتية نقدية عن سبب ما وصلنا ووصل اليه العرب من حالة تردي واستسلام، فمصر السيسي باركت خطوة التطبيع، وهو ما يعني ان الدور قد يكون على عمان والسعودية لاحقا، بحجة مواجهة ايران بمعونة الاحتلال، فهل يعقل هذا يا عرب، الهذا الحد وصلنا؟!

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت