قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ان " المقاومة الشعبية تأتي كفعل شعبي تراكمي وليس عبر اسقاطات لا تأخذ بعين الاعتبار اهمية تعزيز الثقة المهتزة بين المواطن والفصائل والقيادة عموما ورغم ملاحظاتنا على الاليات التي يجري العمل بها في هذا الصدد سنعمل على البناء لما يحقق ويطور المقاومة الشعبية دون استعراضات مل منها الشعب".
جاء حديث العوض هذا خلال مقابلة مع تلفزيون فلسطين استهلها بتوجيه التحية للشعب الفلسطيني الذي يواجه جائحة كورونا كما يواجه الاحتلال والاستيطان ومؤخرا التهافت من بعض دول الخليج العربي نحو التطبيع مع دولة الاحتلال.
واستطرد قائلاً "نتابع المسار الانحداري لدى بعض دول الرجعية العربية، لم نفاجأ بهذا المسار خاصة ان العديد من هذه الدول كانت تقيم علاقات خفية مع دولة الاحتلال بأشكال مختلفة لكن في الآونة الأخيرة وفي الثالث عشر من الشهر الماضي اقدمت دولة الامارات على التوقيع على الاعلان الثلاثي الاماراتي الامريكي الإسرائيلي واول أمس اقدمت مملكة البحرين على عقد اتفاق مماثل وفي الخامس عشر من هذا الشهر سيتم الاعلان رسميا في البيت الأبيض عن هذه الاتفاقات."
وأردف العوض قائلاً" نعتقد أن هذا المسار اخذ ضوءا اخضرا مؤسف من قبل الجامعة العربية في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الاخير "وأضاف "كنا نأمل كشعب فلسطيني وكدولة فلسطين ان لا تنزلق مؤسسة جامعة الدول العربية لهذا المستوى وان تحافظ على ميثاقها وقراراتها وعلى المبادرة العربية التي تبنتها الجامعة عام 2002 والتي اصبحت جزء من قرارات الشرعية الدولية".
وأكد العوض أن "هذه ليست المؤامرة الأولى التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من مائة عام، فشعبنا تعرض لمؤامرات مختلفة الاشكال ومر بالكثير من الظروف الصعبة والتي كان أكثر ضعفا مما عليه الان لكنه تمكن بصموده ووحدته والالتفاف الشعبي العارم حول الاهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني من التصدي لهذه المؤامرات كافة وبقيت قضية الشعب الفلسطيني حية تستمد قوتها اولا من الحق الفلسطيني وثانيا من قرارات الشرعية الدولية وثالثا من اصرار الشعب الفلسطيني وعزيمته على مواصلة كفاحه حتى نيل حقوقه المشروعة."
وأوضح العوض" ما تريده دولة الاحتلال ليس فقط التطبيع مع الحكومات والانظمة والحكام بل تريد تجاوز ذلك باتجاه التطبيع الشعبي والثقافي هذا الامر التي تسعى اليه دولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية والذي لن يتحقق وخير مثل على ذلك الشعب المصري والاردني حيث تم توقيع الاتفاقات من عشرات السنين مع هاتين الدولتين لكن الشعب المصري والاردني ما زالا يرفضان ويتصديان لهذا التطبيع. "
وتابع قائلا "خلال الايام القليلة الماضية صدرت المئات من الاصوات الاحتجاجية والمسيرات التي نظمتها الشعوب العربية بما فيها الشعب البحريني الشقيق الذي رفض هذا المسار التطبيعي لذلك نحن نقول بالرغم من انزلاق الحكام وقبولهم بالجلوس في أحضان نتنياهو وترامب لمساعدتهم في ازمتهم الداخلية ومساعدة ترامب في الانتخابات الا ان الشعوب العربية ما زالت تحتضن القضية الفلسطينية وما زالت تعتبرها قضيتها المركزية، لذلك توجهاتنا السياسية كفلسطينيين يجب ان تذهب الى تعميق العلاقة مع الشعوب العربية ووضعها في مكانها الصحيح في سياق الحفاظ على كرامتها وعزتها ومعارضة حكامها الذين يسلكون هذا السلوك."
وتابع العوض ان "هذه السياسة التطبيعية التي تذهب بها بعض الدول وجزء منها غير معلن لن تؤثر فقط على الشعب الفلسطيني بل تؤثر ايضا على الشعوب العربية بذاتها فهذا الاتفاق سيؤثر على الاقتصاد المصري حيث سيتبعه في وقت لاحق تشغيل انبوب الغاز والنفط الذي يمتد بين ايلات وعسقلان وهذا سيسمح بنقل النفط دون المرور بقناة السويس معنى ذلك ان الحركة الاقتصادية في قناة السويس ستتضرر بعشرات المليارات من الدولارات بالإضافة الى ما سيلحق من ضرر للاقتصاد الاردني هذا بالإضافة الى محاولة تحويل البلدان العربية بأكملها الى مجرد ترس في العجلة الامريكية الإسرائيلي وتنفيذ المؤامرة الصهيونية التي تعتبر حدود دولة اسرائيل من الفرات الى النيل لذلك نحن كفلسطينيين نقف في خندق المواجهة الاولى دفاعا عن قضيتنا اولا، وثانيا دفاعا عن كرامة الامة العربية وثالثا دفاعا عن الشرعية الدولية ."
واستطرد العوض متابعاً حديثه "هناك ثلاث عوامل مهمة ادت الى إظهار العلاقات والاعلان عنها بشكل اتفاقات رسمية:
العامل الاول والمهم هو اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية وحاجة الرئيس الامريكي لان يحقق انجازات ما في السياسة الخارجية للشعب الامريكي خاصة بعد ان اهتزت مواقعه امام منافسه الديمقراطي بايدن حيث ان هناك فرق بين الاثنين في الاستطلاعات من 12 الى 14 نقطة
العامل الثاني نتنياهو وازماته المتلاحقة فهو يريد ان يخوض معركته في مواجهة محاكماته المتوقعة وكأنه يحقق انجازات في هذا الجانب.
العامل الثالث هو حالة الضعف والانشغال من جانب الشعوب العربية في ازماتها المتلاحقة على الاقل ان يذهب حكامها بعيدا عن إرادة شعوبهم والمسالة الاخرى الحالة الفلسطينية التي سببها الانقسام منذ 14 عام .
وتابع العوض "بالرغم من هذا المسار المتردي المتهاوي فان الشعب الفلسطيني وبالاستناد الى الشعوب العربية والاحرار في العالم لن تهزه ولن تكسره هذه المسارات التطبيعية وان كنا ما زلنا نتوقع ان بعض الدول التي تقيم علاقات معينة مع دولة الاحتلال ممكن ان تجاهر بهذه العلاقات وهذه الطعنات المستترة التي توجه يوما بعد يوم لشعبنا الفلسطيني، نحن بإمكاننا كشعب فلسطيني ان نذهب باتجاه التصدي واحباط هذه المؤامرات."
وشدد العوض على ان" المسارات التي يمكن ان تحبط كل هذه المؤامرات:
المحور الاول هو المحور الفلسطيني وان الاجتماع الذي عقد في بيروت ورام الله بين الامناء العامون للفصائل كافة بما فيها حركتي حماس والجهاد يمثل نقطة انطلاق جديدة خاصة وان هذا الاجتماع تراسه الرئيس ابو مازن حدد خارطة طريق فلسطيني تتحدث بشكل واضح بان صفقة القرن وخطة الضم لن تمر وهناك اجماع فلسطيني كامل على رفضهم
المحور الثاني أكد الجميع على التمسك بالتمثيل السياسي الفلسطيني الموحد والمعبر عنه في م.ت.ف وبذلك اغلقت الطرق امام ابة مراهنات للالتفاف على المنظمة والقيادة الفلسطينية،
المحور الثالث تمخض عن هذا الاجتماع تشكيل القيادة الوطنية الموحدة ونحن على بعد ساعات قليلة من اعلان البيان الاول للقيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية
المحور الرابع هناك مشاورات مكثفة ومتواصلة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأوضح العوض ان "هذه المسارات التي على الجانب الفلسطيني ما زال ينقصها تعزيز مزيد من الثقة ما بين الشعب الفلسطيني والفصائل والقيادة بشكل عام والتي ستحول الاشتباك المباشر مع الاحتلال الى عنوان جديد لمرحلة مهمة يقول للعالم اجمع بالرغم من تمسكنا بعملية السلام الذي أردنا ان ينهي هذا الاحتلال الا ان دولة الاحتلال ما زالت تصر على عدوانها ونحن كفلسطينيين الان لا توجد عملية سلام جارية بيننا وبين دولة الاحتلال. وما هو قائم فعلياً انه يوجد احتلال ويوجد مواجهة شعبية شاملة يخوضها شعبنا في مواجهة الاحتلال والان تتضح المعسكرات بشكل واضح الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية والاحرار في العالم في مواجهة الاحتلال والاستيطان والامريكان."
وتابع العوض أن" بعض الحجج التي سيقت من بعض الكتاب والسياسيين من بعض الدول التي باركت هذا التطبيع يقول ان الانقسام الفلسطيني سبب ذلك، نحن نقول ان الانقسام الفلسطيني سيكون وراؤنا خلال الايام القليلة القادمة". وأضاف ان" امريكا واسرائيل حاولت ان تنجح باصطناع عدو وهمي لدول الخليج ويتم اخافتهم بما يسمى الخطر الايراني نحن أعلنا تضامنا مع كل الشعوب العربية ومع البلدان العربية في مواجهة اية خطر خارجي من اية دولة كانت ولذلك لا مبرر لهذه الدول ان تذهب باتجاه التطبيع."
وختم حديثه قائلاً" علينا ان نحاول استحداث واستعادة دروس الانتفاضة الأولى فيما يتعلق بخلق ميكانيزمات بعيدة عن طريقة الأوامر التي يمكن ان تبعد الشعب من حولها ويجب علينا ان نمضي باتجاه تنفيذ مخرجات الامناء العامين الذي عقد مؤخرا. "