شارك آلاف المتطوعين من الكويتيين والأجانب إلى جانب وزراء ودبلوماسيين في حملة "الكويت نظيفة بسواعد أبنائها" التي نظمتها شركة النوير غير الربحية، من أجل تنظيف البيئة والتوعية بضرورة حماية البيئة البرية والبحرية ، بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لتنظيف البيئة الذي يصادف 21 من سبتمبر من كل عام .
وقالت رئيسة شركة (النوير) الشيخة انتصار سالم العلي الصباح للصحفيين على هامش الحملة التي انطلقت يوم السبت، في منطقة الخويسات في محمية الجهراء الطبيعية في محافظة الجهراء شمالي البلاد، إن دولة الكويت تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث العالمي ما يعزز مكانتها الدولية في مجال الحفاظ على البيئة، لافتة إلى تعهد (النوير) باستمرار المشاركة لتنظيف البيئة وحمايتها وتغيير المفاهيم البيئية.
ولفتت الشيخة انتصار سالم العلي الصباح إلى أن عدد المشاركين في هذه الحملة التي استمرت 4 ساعات كاملة بلغ خمسة آلاف شخص شاركوا في تنظيف البيئة البرية والبحرية في آن واحد في العديد من مناطق الكويت.
من جهتها، قالت سميرة عمر مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية إن هناك العديد من المواد البلاستيكية التي ألقيت في هذه المنطقة، ونتيجة لملوحة التربة وارتفاع درجة الحرارة، بدأت تلك المواد بالتحلل، مشيرة إلى أن إزالتها ستساعد العديد من انواع النباتات المختلفة على النمو.
وحمل المتطوعون الذين ارتدوا كمامات للوقاية من مرض فيروس كورونا الجديد وسترات صفراء اللون، أكياسا كبيرة صفراء اللون هي الأخرى، جمعوا فيها الكثير من النفايات التي كانت متناثرة هنا وهناك في منطقة الخويسات، بينما اصطفت شاحنات لحملها إلى المرادم الخاصة للتخلص منها.
وتعد منطقة الخويسات التي تقع بين مدينة الجهراء من الناحية الغربية ومنطقة كاظمة المتاخمة لها شرقا على ساحل الخليج على بعد 30 كلم شمالي مدينة الكويت، ملاذا للطيور المهاجرة، وتعود تسميتها وفق المؤرخ الكويتي فرحان الفرحان إلى جمع "خيس" باللهجة الكويتية وهو النخل المهمل الذي لا يعتنى به .
وقالت الطالبة في جامعة الكويت نور السعد (20عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم أنها تشارك دوما في الأنشطة التطوعية التي تنظمها شركة النوير من أجل الحفاظ على البيئة وتشجيع الشباب على العمل يدا واحدة لدعم هذه المبادرات التي تبرز وفقها قدرة الشباب الكويتي على المساهمة في بناء وطنهم.
كما شارك المتطوعون الصينيون في هذا الحدث الكبير، من بينهم 20 موظفًا من شركة (جهتشوبا) الصينية.
وقالت ليو ليانغهاويوي (liu liang haoyue)، موظفة صينية من إدارة الشؤون العامة بشركة (جهتشوبا) الصينية في مشروع مدينة المطلاع الكويتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان هذه تعد المرة الأولى لها للمشاركة في هذه الحركة وقد جمعت مع زميلاتها أكثر من 40 كيس قمامة في هذا اليوم الحار.
وصرحت ليو بأن الشركة رأت من واجبها ومسئوليتها الاجتماعية في أن تظهر روح التشارك الصيني في الحفاظ على نظافة هذه البلد التي تتشارك معه في مبادرة "الحزام والطريق"، مضيفة "نشعر بسعادة كبيرة وفخر للمساهمة في حماية البيئة الكويتية".
من جانبه، قال ساحد دهانسي ، مهندس في شركة البترول الوطنية الكويتية إن التطوع هو جزء من حياته، فكلما سنحت له الفرصة لممارسة هذا النشاط الاجتماعي، يقبل عليه بلا تردد، مضيفا "من الممتع رؤية الانسجام في اتحاد المواطن والمقيم يدا بيد لتنظيف الكويت وحمايتها".
وقالت رهف شديد ، معلمة كويتية ، ان هذه مشاركتها الأولى وقد قررت اصطحاب أختها لمساعدتها في التنظيف وحمل أكياس القمامة الثقيلة.
وتابعت بالقول "كأول مشاركة، أشعر بالسعادة في أن نجد أنفسنا في محل عامل النظافة، لنرى مدى تعبه في تنظيف تلك الشوارع تحت أشعة الشمس الحارة، مشيرا إلى أن مثل تلك الحملات تشجعنا أكثر للحفاظ على البيئة وأن نحترم مجهود عامل النظافة".
وقالت خديجة وهي متطوعة مع الهلال الأحمر الكويتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم توزيع 12 متطوعا من الهلال الأحمر الكويتي لتغطية المنطقة ليكونوا على استعداد لمساعدة أي مصاب، فيما شارك متطوعون آخرون في حملة التنظيف.
وأوضحت خديجة أن جمعية الهلال الأحمر الكويتي حريصة دائما على أن تكون جزءا من هذه الحملات التي توفر للكويت بيئة ومستقبل أفضل.
ومن جهته أكد المدير العام للهيئة العامة للبيئة الشيخ عبد الله الأحمد الصباح أهمية مبادرات منظمات المجتمع المدني لحماية البيئة، مشيرا إلى أن مشاركة جهات عديدة في الحملة تؤكد مدى الوعي الكبير بأهمية الحفاظ على البيئة ،كما نبه إلى التأثيرات السلبية لإلقاء القمامة والنفايات في الأماكن غير المخصصة لها ،مما يساهم في تدمير البيئة البحرية والبرية.
ومن جانبه أوضح وزير الدولة لشؤون البلدية وليد الجاسم أن هذه المبادرة "تعزز مفهوم العمل التطوعي الجماعي لدى الشباب وتزيد تكاتفهم وتساهم أيضا في المحافظة على البيئة.
ولفت إلى أن "النظافة العامة مسؤولية اجتماعية وواجب وطني نعلم أبناءنا عليها"، مؤكدا على دعم بلدية الكويت باستمرار مثل هذه الحملات التطوعية بهدف خلق بيئة صحية آمنة للجميع.
وبدأت فكرة اليوم العالمي لتنظيف البيئة في استونيا في 2008، وفي 2011 تم تأسيس حركة عالمية متخصصة بيوم عالمي للنظافة في نيوزلندا لتنضم للحركة العالمية 96 دولة في البداية.
وفي 21 سبتمبر 2018 انطلقت الحركة من نيوزلندا لجمع النفايات حول العالم لمدة 36 ساعة ،ليصبح ذلك اليوم أكبر يوم تنظيف في تاريخ البشرية.