- د. طلال الشريف
عجيب ما طرحه الرجوب في إجتماع أنقرة، والذي ينم عن عقلية غير منظمة، وتتصرف بردات فعل، لا تمت للسياسة بصلة، فإدارة السياسة عند الرجوب لم تتطور ومازالت بعيدة عن أسس التفكير العلمي، وتغلب عليها المجازفة، والسطحية، ونسي أن السياسة تهتم في عصر العلم "بالأثر" خمسة أضعاف "القرار".
هل درس الرجوب تحليل سوات swot analysis، أو عرفه قبل ذلك؟؟ ليعرف أن قائمة مشتركة بين فتح وحماس قد تكون فرصة، وقد تشكل تهديد، أم أن لديه يقين بأن يحول هذا التهديد لفرصة؟؟ معتمدا على أن شعبية حماس وفتح وأصواتهما هي ضمانة للفوز.
العامل الأقوى في الإلتزام بالتصويت لصالح هذه القائمة المشتركة له علاقة مباشرة ولصيقة بما قدمته حماس وفتح من إيجابيات أو سلبيات لشعبنا في ال14 عام الماضية... وكلاهما سلخ جلد الشعب بسياساتهما التي عانى منها كل الشعب سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وحتى الفلسطينيين في المهجر.
شعبنا بعد تجربته المحزنة والمؤلمة لهاتين الإدارتين سيعاقبهما أشد عقاب بتحالفهما في قائمة واحدة، وكما سلخا جلد شعبنا سيسلخ شعبنا جلديهما في هذه الفرصة للتخلص منهما، وخاصة أنها فرصة وذهبا بنفسيهما لعزل القائمة كتمييز جديد عن باقي الشعب والفصائل الأخرى، وأصبح هدف شعبنا من معاقبتهما محصورا وسهلا في هذه القائمة وعنوانا لتذكير الشعب بما فعلاه به.
القائمة ستضم من لا يرضى الحمساويين عنهم من فتح وأيضا من لم يرض عنهم الفتحاويين في حماس، ولا نريد أن أن نقول أن من بين المرشحين من رسخ في أذهان أتباعهما كراهية للآخر، وهذه خسائر، فلن يلتزم الجميع بالقائمة.
أتباع حماس محددين ليعطوا صوتهم لحماس، أما أتباع فتح والمستقلين لن يعطوا الصوت للقائمة المشتركة كما يتصور الرجوب ، وقد تذهب الأغلبية لقوائم أخرى تشارك في الانتخابات، فتتحول الفرصة التي فكر بها الرجوب بسطحية إلى تهديد بهزيمة القائمة المشتركة بين فتح وحماس.
القوائم الأخرى ستأتيها أعدادا ضخمة من الأصوات إذا أحسنت إدارة الحملة الإنتخابية بسبب مشاركة فتح وحماس في قائمة وبيان عيوبهما بطريقة مقنعة للجمهور ...
سنقول جبريل الرجوب ذكي إذا هو يخطط لتقليل مقاعد حماس بهذه الطريق، ويطبق المثل الذي يقول " الشريك المنيح إخسر وخسره" .
ملاحظة:
الذكي من يحول التهديد لفرصة، والغبي يحول الفرصة لتهديد.
SWOT= تعني لمن لا يعرف
.Strength القوة
.Weaknes الضعف
.opportunity الفرصة
.Threat التهديد
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت