قراءة في سياق مصالحة

بقلم: خالد معالي

الكاتب خالد معالي
  • د خالد معالي

من ظن يوما ان الانقسام والتشرذم وتشتيت القوى والجهود هو في صالح الاوطان فهو مخطئ، فلا مصلحة لاحد بمواصلة الوضع على ما هو في الضفة الغربية التي انهكها الاستيطان واستنزفها في ظل استخدام ادوات عفى عليها الزمن  وما عادت تجدي نفعا، ولا حتى تصلح لزحزحة مستوطن من مكانه في الضفة المنكوبة بالاستيطان.

هجوم التطبيع العربي من الامارات والبحرين والذي قد ينسحب لاحقا على عدة دول اخرى تلهث خلف سراب، وحالة الهجوم الكثيف من الادارة الامريكية وحكومة "نتنياهو" ، استدعت حالة فلسطينية جديدة.

الحالة الجديدة الفلسطينية تقتضي استخدام ادوات جديدة ضد الاحتلال، وهو ما يعني بالضرورة ترك جزء كبير من الادوات القديمة والتي ثبت عدم جدواها، وعدم تأثر الاحتلال بها، وابقاء ما ثبت جداوه منها فقط.

التغيير ليس بكبسة زر، وليس دفعة واحدة كما تبين من لقاءات المصالحة بين فتح وحماس، وهو امر ليس بالعسير فهمه، والعمل ضمن الحد الادنى من المأمول، يبقى افضل  من من بقاء الحال كما هو عليه سابقا.

التدرج مطلوب ولا بأس به، وهذا منوط بتخطيط القيادات للشعب الفلسطيني، والارتهان للمحيط او التغيرات الاقليمية او الدولية لا يصح، لان وضع جميع البيضات في سلة التغيير المنتظر ، هو عمل غير صائب، فمن يضمن ان يكون التغيير لصالح القضية الفلسطينية!؟ فرب تغيير جلب تراجعات على مختلف المستويات.

لا يصح بالمطلق تحت احتلال ان تكون هناك قوى وجهود مبعثرة او ان ان تكون متصارعة، لان وجود الاحتلا ل منطقيا يقتضي توحيد الجهود، وهو ما يعني مصالحة فلسطينية تقضي  على ثغرة مواصلة الحال المتردي  على ما هو.

صحيح ان هناك ظروف اقليمية ودولية ضاغطه بعدة اتجاهات، وان المحيط مؤثر جدا بالحالة الفلسطينية، لكن بكل الاحوال ان اعيد ترتيب البيت الفلسطيني على أسس سليمة وصحيحة فان التأثير الخارجي يفقد اهميته وقدرته على التأثير.

في ظل عصر السرعة، وحساسية الوقت والزمن في صنع الاحداث، فانه لا يصح ترك الامور والاحداث تنساب وتجري  ونحن مجرد  جمهور لا  نحرك ساكنا، فهناك فرق كبير بين  من يصنه الحدث  ومن ينتظره.

اذن المصالحة الفلسطينية بات لا مفر منها، فالشعب الفلسطيني يملك طاقات خلاقه وكبيرة جدا، قادرة لوحدها ان تجعل الاحتلال يدفع ثمن احتلاله غاليا، والامر ليس بالعسير او بحاجة للدليل الغير المنظور، فتجربة غزة حاضرة للعيان وطردت المحتل، ومن قدر ان يطرد المحتل مرة قادر ان يطرده عدة مرات اخرى.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت