- الكاتب : وفيق زنداح
قد يبدو للوهلة الاولى ... وكأن اردوغان قد وجد ضالته ومخرجه .... من عديد ازماته الداخلية والخارجية ... من خلال الملف الفلسطيني .... بعد ان عقد اجتماع بالقنصلية الفلسطينية بتركيا ما بين فتح وحماس .
الاجتماع والذي انتهى منذ ايام كان من مخرجات اجتماع الامناء العامين للفصائل في كلا من رام الله وبيروت ... ولم يكن اختيار تركيا من باب الدور والمكانة ... بقدر ما كانت عبر السنوات الماضية عائقا ومانعا بحكم الاخون وعدم قبولهم بالمصالحة ... وارضاءا لشريكتهم قطر التي كانت على ذات الخط .
ارتأى البعض ان تكون تركيا باستضافتها لهذا الاجتماع ... تمهيدا لعدم تدخلها السلبي ... وامكانية اعاقتها لأي نتائج يمكن الوصول اليها .
ملف المصالحة وانهاء الانقسام منذ العام 2007 .. وما مر من محطات عديدة واتفاقيات كانت بمجملها قد اشبعت القضايا بحثا ونقاشا ... ولم يعد هناك ما هو جديد ... الا اذا كان الامر ذات علاقة بالمتغيرات ... وما ترتب عليها من ضعف في الحالة الفلسطينية ... وما يمكن انقاذه بهذه الفترة .... والشراكة الجديدة وهذا ليس أمرا مرفوضا ... بل كان مطلبا منذ زمن .
لسنا بصدد الحديث عن السبب والمسبب والنتائج ... فهذا لا يفيد الا في كتب التاريخ وذاكرة الاجيال .... التي لا تنسى بعد ما ترتب على ما حدث من انقلاب نتائج كارثية بكل الاحوال .
مصر ومسؤوليتها عن ملف المصالحة كان بقرار عربي من الجامعة العربية ... والحديث عن مصر ودورها ومكانتها ... لا يحتاج لتأكيد المؤكد ... ولا تثبيت المثبت .... عبر محطات عديدة ... ولا زالت مصر تتربع بمكانتها ودورها ومسؤولياتها .
تركيا اردوغان ومحاولة اخراج نفسها من عديد الازمات الاقتصادية .... السياسية .. الامنية ... وما اقحمت به نفسها بملفات عديدة ... وتدخلات عسكرية .. ترتب عليها الكثير من الخسائر الاقتصادية والسياسية .
التدخل التركي بالعراق وسوريا وليبيا ... وما ترتب عليه من تضخم بالأزمات التركية ... رأت تركيا بمثل هذا الدور بما يتعلق بالملف الفلسطيني ... جائزة يمكن الحصول عليها ... لتمرير مأربها واهدافها ولتحسين صورتها ... أمام الرأي العام من انها الدولة الشرق اوسطية التي ظهرت اطماعها بصورة سافرة ... وان تدخلاتها لا زالت تشكل عبئا على دول المنطقة ... و ازمة سياسية على صعيد علاقاتها مع الدول العربية ... وحتى على صعيد علاقاتها مع دول شرق المتوسط وباقي دول العالم. ليس بامكان تركيا احداث اختراق بوضعها الاقليمي من خلال الملف الفلسطيني ... وفي نفس الوقت ستعمل تركيا على ابقاء الملف على الطاولة دون حسم وقرار .. لما لتركيا من تأثير فعال على أحد طرفي الانقسام .
أي اننا بمثل هذه الخطوة التي تمت والغير مدروسة ... قد وضعنا بخانة ضيقة ... تصعب علينا التحرك وتسقط الكثير من الاوراق . قولا واحدا ... وفاصلا ... وحاسما ... وليس في اطار التمنيات ... لكنه من خلال الواقع والتجربة ... فأن الرعاية المصرية لملف المصالحة ... وما لمصر من تجربة غنية ... ومعرفة شاملة بكافة التفاصيل ... لا يجعل الامر متاحا ... لا لتركيا ... ولا لقطر ... ولا لغيرهم . هذه الحقيقة السياسية ... يعرفها الجميع ... ويدرك مدلولاتها ومعانيها .... وبذلك فأن ما تم عبر السنوات الماضية في اليمن والسعودية وقطر ... كانت محاولات لفكفكة الازمة ... والتسهيل على الاطراف للعودة لطاولة الحوار والتنفيذ لما تم الاتفاق عليه باتفاقيات القاهرة وبحكم الدور المصري المتابع لكافة التفاصيل .
لن يكون لتركيا أي دور او اختراق بالملف الفلسطيني ... لأسباب عديدة ... ليس اقلها انها محكومة ... بحكم الاخوان ... وليس نظاما سياسيا معتدلا ومنصفا .... وهذا بحد ذاته يكفي بعدم نزاهة هذا الدور ... الذي ظنوا انه سيكون اختراقا ... ومخرجا ... لازمات اردوغان ... التي لا تنتهي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت