هل كسبت تركيا ملفّ الوساطة بين فتح وحماس؟

بقلم: لارا أحمد

  •  لارا أحمد

 أثار اللقاء الأخير الذي جمع حركتيْ فتح وحماس في العاصمة التركيّة أنقرة ردود أفعال فلسطينية وعربيّة مختلفة، بعضها رحّب بهذا اللقاء واعتبره خطوة إيجابية في مسار المصالحة الفلسطينية الشاملة، في حين عبّر آخرون عن قلقهم من ظروف عقد اللقاء، خاصّة ما يتعلّق بالدّولة الرّاعية له.
 عقد وفد ممثّل عن حركة فتح ترأسه أمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب لقاء مع وفد ممثل عن حركة حماس ترأسه نائب رئيس الحركة صالح العاروري، وقد تطرّق الطرفان في هذا اللقاء إلى أهمّ النقاط المتعلّقة بمشروع المصالحة الوطنيّة والنقاط الخلافية بين الحركتيْن وكيفيّة سد الفجوة بينهما وتجاوز ماضي الصراع القائم إلى وقت قريب جدّاً، وربّما إلى الحاضر في بعض جوانبه.
 وقد علّق مسؤول فلسطيني بارز على جزئية عقد الاجتماع في تركيا، معتبراً إيّاه خطأً استراتيجيّاً سيُفقد الحركة نقاطاً سياسيّة دون تحقيق مكاسب حقيقية، ذلك أنّ مصر، الشريك الاستراتيجي لحماس نظراً لاعتبارات كثيرة تعيش مرحلة من التوتر الشديد مع تركيا، ما يجعل توجّه حماس وفتح إلى تركيا بمثابة قطع الطريق مع مصر. وقد ذكر القياديّ ذاته أنّ خطأً كهذا من شأنه التأثير بصفة مباشرة على حياة الفلسطينيّين بغزّة، خاصّة وأنّ أهمّ متنفّس لحماس هو معبر رفح المشترك مع مصر. بناءً على المعطيات المتوفّرة حاليّاً، يبدو أنّ المسؤولين السياسيّين بفلسطين لم يقدّروا عمق الخلاف بين مصر وتركيا حاليّاً والصورة التي من الممكن أن تعطيها الطبقة السياسيّة الفلسطينية بتوجّهها إلى تركيا وتجاهل مصر في هذه المرحلة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت