سفير الإمارات يقدم التهنئة للشعب الصيني بمناسبة العيد الوطني

الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية

 كتب الدكتور علي عبيد الظاهري سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية الصين الشعبية مقالة لتهنئة الشعب الصيني بمناسبة العيد الوطني الذي يوافق الأول من أكتوبر، مشيدا فيها بإنجازات الصين في السيطرة على وباء كوفيد-19 والتعاون الثنائي في خضم المعركة المشتركة ضد المرض، إلى جانب تنمية الشراكة التجارية بين البلدين، مؤكدا على أهمية رؤية مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، فيما يلي نص المقالة:

نتوجه للشعب الصيني الصديق وحكومته الرشيدة بأحر التهاني وأجمل الأمنيات بمناسبة العيد الوطني الصيني، الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام، وقد تزامن هذه السنة مع عيد منتصف الخريف الصيني وهي مناسبة تقليدية تجتمع فيها العائلات الصينية، لذلك نستغل هذه الفرصة لنتمنى لهم موفور الصحة والعافية.

ويصادف هذا العام مرور 71 سنة على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وقد حققت الصين في هذا الزمن القياسي إنجازات كبيرة سواء على المستوى المحلي أو الدولي. ولعل آخرها النجاح الباهر الذي أحرزته في حربها ضد جائحة كورونا، والتي مثلت فرصة لمزيد من توطيد علاقات الصداقة والمحبة بين الشعبين الإماراتي والصيني، إذ كانت الإمارات سباقة في الوقوف إلى جانب الصين في مكافحة الوباء منذ بدايته، بأشكال دعم مختلفة ماديا ومعنويا ومن الحكومة والشعب.

وعندما انتشر الفيروس وصار وباء عالمياً، تضافرت جهود البلدين في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعهما، لخلق تعاون ثنائي، تماشياً مع متطلبات هذه الفترة الصعبة، ليشمل البحث العلمي في مجال الصحة وتحديداً في التجارب السريرية للقاح ضد فيروس كورونا المستجد، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة في العالم تطلق المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح ضد كوفيد-19 بالتعاون مع شركة مجموعة الأدوية الوطنية الصينية، وقد حققت التجارب نتائج واعدة جداً وبدأ فعلاً اعتماد هذا اللقاح رسمياً في الدولة للحالات الطارئة وجنود الصفوف الأمامية في مكافحة الوباء.

ونحن العرب نقول "الصديق وقت الضيق"، فقد أثبتت محنة كوفيد-19 أن علاقة صداقة خالصة تجمع الإمارات والصين، وتعود جذور هذه الصداقة إلى عشرات السنين، منذ زمن الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي أرسى دعائمها خلال زيارته التاريخية للصين في 1990، وحافظت هذه العلاقة على نسق متصاعد من التطور الإيجابي، لتثمر عن العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات مختلفة كالطاقة والفضاء والاتصالات والتعليم والرعاية الصحية والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والتصنيع والثقافة والسياحة وغيرها.

وأصبحت الإمارات اليوم محطةً مهمةً للأعمال والتجارة الصينية، فهي بوابة العبور لـ 60 بالمئة من الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتتخذ نحو 4200 شركة صينية من إمارات الدولة مقراً لممارسة أنشطتها التجارية، بالإضافة إلى أكثر من 300 ألف مواطن صيني يقيمون ويعملون في الإمارات، كما يشهد التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً تصاعدياً متسارعاً، حيث ارتفع حجم التجارة بين الصين والإمارات بنسبة 6 بالمئة على أساس سنوي ليصل إلى نحو 50 مليار دولار أمريكي في عام 2019، ويسعى البلدان إلى رفع هذا الرقم ليصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2030.

إن من أهم أسباب نجاح التعاون الإماراتي-الصيني على مدى عشرات السنين، هو توافق الرؤى وتطابق وجهات النظر بين قيادتي البلدين، إذ ترتكز سياسة دولة الإمارات على مبادئ السلم والتسامح والانفتاح والحوار مع الثقافات الأخرى من خلال مد جسور التواصل والتعاون مع المجتمع الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم، وهو ما تتفق فيه مع جمهورية الصين الشعبية التي تترجم هذه المبادئ في مبادرتها التي تدعو إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بكين (شينخوا)