حكاية طال شرحها ما بين الأموات والأحياء هذه حكاية الجيل الضائع، فمنهم من قضى شبابه بين الحروب والنكبات لحصار ظالم ، ومنهم من خرج يبحث عن رزق في عالم يغلق أبوابه أمام الجواز الفلسطيني، ومنهم خرج لكنه لم يستطع أن يكمل طريقه في سفينة مفقودة حتى لأكثر من 5 أعوام وحتى يومنا هذا، إنه جيل التسعينات، جيل بدأ شبابه في حصار طوق عليه أحلامه، وحاصر شهاداته وطموحاته في قطاع ضيق مغلق لا فرص فيه للعمل أو الحياة أو السفر، ومع ذلك كافح وناضل هذا الجيل من الشباب في أصعب الظروف تعلم وتطوع وعمل واجتهد، لكنه كما وصفوه بجيل النحس والحرمان، حتى بات الشاب فيهم بالثلاثينات من عمره، لم يبصر زهرة شبابه ولم يقطف ثمارها بعد.
هكذا عبر الفنان الشعبي الفلسطيني طارق أبو سلعة 24 عام من غزة عن مستقبل جيل التسعينات، لكثير من الشباب الفاقدين للحياة وطعمها، جيل حائر بائس ما بين حيرة الموت وبئسهم من المستقبل، فلا حاضر متوفر ولا مستقبل مشرق لهم، حسب رأي ابو سلعة
تحدث في أغنيته " جيل الشهادات والخبرات بلا عمل، جيل الحروب والنكبات والحصار وقطع الكهرباء، جيل الثورات الكاذبة والإرهاب الذي أغلق كل الأبواب"، هكذا غنى أبو سلعة في أغنيته مهرجان التسعينات، التي تناولها بطريقة الغناء الشعبي للمهرجانات المشهورة، تناولت أغنيته كل ألوان المعاناة التي تعرض لها الشباب في قطاع غزة المحاصر للعام الـ14 عاما، من تحدي ومقاومة ومن قهر وظلم بالداخل والخارج.
تناول قضايا المجتمع الإنسانية المأساوية التي أثرت على جيل التسعينات الذي بقي بلا روح ولا حياة فأغلبهم وصل عمر ال30 من دون زواج او عمل أو حتى مستقبل، فهم لم يعيشوا مثل باقي مراحل الشباب في العالم العربي وغيره
ويكمل أبو سلعة أن " العديد من القضايا التي حصلت في الأيام السابقة من حالات الانتحار والسرقة فهذه كانت سببها الضياع الذي قابل هذا الجيل الفاقد للحقوق الإنسانية وضغط المجتمع عليهم "، كما وجه طارق أبو سلعة رسالة إلى الجهات المختصة بإعادة النظر الى قضية هذا الجيل المضطهد والضائع ، كما وجه الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة أن " الشباب هم عماد الوطن واليوم الوطن يشتكي من فقدان أعمدته التي تبني هذا الوطن، فهل سيبقي هذا الجيل التائه بين السماء والأرض مثل الأشباح أم سيتم تلبية أحتياجاتهم وبناء مستقبلهم وهذا حقهم الأساسي.