- بقلم : سري القدوة
الأحد 4 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
لم يتعدّ خطاب رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الجمعية العامة للأمم المتحدة تلك الحقائق العنصرية التي يتمتع بها والفكر الصهيوني الذي يعبر عن عقلية الاحتلال القائم بالقوة العسكرية متجاهلا حقائق التاريخ، ومتسترا على جرائم الاحتلال التي مارسها ضد الشعب الفلسطيني من مجازر ارتكبت بدم بارد ومن تهجير مارسه بالقوة واحتلال الاراضي العربية من قبل مجموعات هاجاناه وعفوداه وعصابة ليحي والأرغون، وان تلك المجازر الارهابية التي نفذتها العصابات المحتلة بحق الانسان والأرض الفلسطينية هي حكاية جرح ووطن، امتدت عبر الاجيال لتشكل هذا التاريخ الفلسطيني والمأساة التي كبرت معنا، جرحا عميقا لا يعرف المحن، تسببت في مأساة شعب سرقت اراضيه ودمرت حقوقه وشرد عبر بقاع الارض ، لتعترف اليوم وتكشف وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تلك المجازر البشعة التي ارتكبتها العصابات الاسرائيلية بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
لقد ارتكبت قوات الاحتلال والمجموعات المسلحة التابعة لها الجرائم البشعة واستخدمت الاساليب المحرمة دوليا لبث الخوف والرعب في قلوب السكان الامنين ودفعهم للهروب من الموت وترك المكان وتهجيرهم بقوة البطش وإعمال القمع والتنكيل المستخدمة، حيث اعترفت وسائل اعلام الاحتلال الاسرائيلي ضمنا عن بعض ممارسات هذه الجرائم وكانت قد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا مطولا كشفت خلاله عن تفاصيل احدى المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية قبل 71 عاما في قرية الصفصاف الفلسطينية في الجليل الأعلى خلال عملية أطلق عليها حيرام، وراح ضحيتها 52 رجلا.
ان وقوف نتينياهو امام الامم المتحدة وتسويقه للأكاذيب واستمراره في محاولات طمس جميع دلائل النكبة عبر سرقة وإخفاء الوثائق المتعلقة بالتاريخ الفلسطيني، واستمرار حجب الوثائق التاريخية وإخفاء الحقائق والتكتم عن أسرار النكبة، لا يمكن ان يستمر طويلا، فتلك الجرائم المروعة هي شاهدة حية على الواقع الذي عايشه الشعب الفلسطيني، حيث سجل التاريخ انهم قاموا بتهجير شعب بالكامل وسرقة اراضيه وإقامة المستوطنات الغير شرعية علي الارض الفلسطينية في معركة مفتوحة منذ عام 1948 وممتدة لحتى اليوم.
ان الشعب الفلسطيني يمتلك الحق في الدفاع عن نفسه، والمضي قدما بإحالة ملفات جرائم الاحتلال الإسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية والعمل على فضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي على المستوي الدولي، وفضح السياسة الأمريكية التي باتت منحازة للاحتلال وأنه حان الوقت لإنهاء أطول احتلال بالتاريخ المعاصر وإننا نشهد صورة استيطانية وجرائم متواصلة استمرت عبر التاريخ تجاهلها رئيس وزراء الاحتلال وهو يسوق اكاذيبه ويطعن في الرواية الفلسطينية مزورا للحقائق التاريخية العامة والإحداث التي شاهدها العالم اجمع واغلبها موثق بالصور والفيديوهات التي تكشف عن جرائم التهجير التي لحقت بالشعب العربي الفلسطيني نتيجة الاحتلال والمجازر التي نفذتها عصابات الاحتلال مستغلا الدعم والتستر الامريكي المعادي للشعب الفلسطيني حيث يتم فتح الباب على مصراعيه لتصعيد سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي وتنفيذ مخططات صفقة القرن الامريكية.
ان الصراع لا يمكن أن ينتهي، بأي حال من الأحوال في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واحتلال واغتصاب ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وأنه لن يتم إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها الوطني، مهما تكالبت كل قوى البطش والعدوان وتفرعت وتشابكت المؤامرات، فلا يمكن ان ينتصر الباطل علي الحق، ودائما كان الحق هو المنتصر، والشعب الفلسطيني يملك الحقوق، التي لا تسقط بالتقادم، فهذا الحق هو حق قانوني وشرعي وتاريخي، ولا يمكن ان يسقط مهما استمر الزمن .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت