جامعات حزبية دمرت المجتمع

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

- مجالس الأمناء
أسوأ ما في جامعاتنا مجالس الأمناء، فهي خليط عجيب من الشخصيات المهادنة، يوجهها الزارع أينما أراد، يعني مجلس الأمناء، هو فقط شخص متنفذ،  يقود عملية التعيين لهؤلاء الأمناء ، ويطلقون عليه مجلس أمناء،  لا تجد واحد من تلك الشخصيات يقول لا، يتم اختيارهم عالفرازة، شخصيات سلبية، مسلوبة الإرادة، لإن الجامعات هي ملك للأحزاب ، وأحزابنا ما شاء الله ديمقراطية فوق العادة، إذا عضو الحزب عقله أكبر من مسؤول المنطقة، بيظل يحفر له لما يعوفه السلطة، فما بالك لو كان عضو أقدر، وأفهم ، وأنظف، من قادة آخرين أو قائد الحزب ، فهذا كل الحزب بتآمر عليه لحد ما يلاقي حاله في الشارع بيحكي مع حاله، أو بيلف على كل الأحزاب بيلقيها كلها دقة الشيخ علي، وهكذا جامعات الأحزاب لا يحكمها عقل، ولا يحكمها قانون ، ولا تحكمها الكفاءة، تزوير في وجوه رسمية، صدقوني غرز الحشاشين لها قوانين يحترمها الحشاشون، ولا يدخل حشاش منهم على جوزة حشاش آخر بدون تحية ومساء الفل،   إقلبوها غرز أشرف.

- رسالة الجامعة
 رسالة الجامعة هي العلم والأخلاق والنظام، وليس القولبة ، والأدلجة، والفئوية، والفهلوة، والشللية، والتآمر.

- الخريجون
إما  فتحاويين، أو، وهابيين، أو، شيعة، أو، شيوعيين، أو، إمبرياليين، أو، إن جوزيين، قبل أن يكونوا مهنيين.

- مباني تضيع الأموال
كله بيبني مباني، ومختبرات، تكلف الملايين، مسروق من تبرعاتها ملايين، وفي الآخر كل الخريجين يتقاطرون للأحزاب، ليكثروا العدد، ويكملوا مسيرة فشل أحزابهم، لو صرفنا التبرعات للناس يمكن نقلل الفقر والمرض.

- هل هناك حاجة لإقامة جامعات؟
ليس هناك حاجة للمجتمع لخريجين، لدينا ما يكفي وزيادة لسنوات عشر، لكن هناك حاجة لأحزاب الفشل لبؤر جامعية تحقق ثلاث أهداف، لإلحاق الدمار والأذى بالمجتمع،

 الهدف الأول
 زعيم الحزب المتآمر مع دولة الدعم لتكبير طائفته بطلب من الدولة أو الجماعة الداعمة، والنتيجة تمزيق النسيج المجتمعي، فينقسم المجتمع لطوائف، كل طائفة تصبح مدافعة عن مصالحها، وعن فكر الداعم الذي أصبح فكرها.

 والهدف الثاني
يبدأ الضغط على وزارة التعليم العالي، وإستحضار الواسطات بعد أن  يفتحوا غرزتهم الجامعية،  ومن ثم يبدأون بالضغط للإعتراف بشهادات خريجي الغرزة الجديدة، فيخربون النظام، والقانون، ويجلطون من يتمسك من المسؤولين بالمواصفات المطلوبة، وهكذا يفرضون أمراً واقعاً، بالضبط كما يحدث الاستقواء داخل الأحزاب، ومع الأحزاب الأخرى، والمؤسسات التمثيلية من تشريعي ووطني ومركزي.

الهدف الثالث
خريجون في الشارع بمئات الآلاف، دون فرص عمل ليعودا لدائرة الإحتواء للأحزاب، باستقطابهم لوظيفة أمن، تحمي الحزب، أو، إمارة مسجد،  فيتكاثر الوهابيون، والشيعة ، والإنجوزيون، و الشيوعيون، وتزدار فرقة المجتمع.

- شهادات بالمجان
لتشجيع الالتحاق، ودفع الرسوم، لأن الغرزة الجامعية الجديدة، تبدأ بعجز مالي دائم، لأنها تسرق في كل موضع، ويصبح الخريج حامل شهادة معترف بها إبتزازا للتعليم العالي دون كفاءة، وأنا أقترح على وزارة التعليم العالي التي تخضع لابتزاز الأحزاب، وجامعاتها الحزبية للاعتراف بشهادات غرزتهم الجامعية، بأن يوفروا على شعبنا، لأن الاموال التي يجلبونها هي أموال للشعب، إلا إذا كانوا ينفذون أجندة أجنبية، أنصح الوزارة بأن ترخص لهم بيع شهادات معترف بها، وبلاش مباني، وسنوات تعليم، مادامت النتائج واحدة، واستقدموا كمان طلبات طلاب أجانب لبيعهم شهادات جامعية، دون دراسة، وهذا مصدر للاستثمار، والدخل القومي للبلد.

- طواقم التدريس
ما أعظم هؤلاء الحاملين لشهادات متعوب عليها من جامعات متينة، وليست جامعات سياسية، رافدة لأحزاب، نظيرة، لتكبير الأكوام،  وزيادة تعميق الفئوية الحزبية،  وحديثي هنا عن الجميع، فهناك من يحمل شهادة دكتوراة، يخرب بيت اللي أعطاه إياها،  ما أقذره، في صفحة يكتبها تجد مائة غلطة إملائية،  ومائة وخمسين، غلطة قواعد، يرفع المنصوب ، وينصب المرفوع، وليس لديه اعتراف بحروف الجر، أو،  لم يسمع عنها، فينصب جميع الجمل .. وهؤلاء يخرجون طلبة للمجتمع، وطبعا مثل هؤلاء تجدهم في أعلى مراتب تنظيمه، وحصل على الشهادة والتعيين للوجاهة ... مثل هؤلاء ليسوا أساتذة جامعات، بل هم رؤوساء عصابات لمناطق حزبية.

ثقافة الجامعة ورسالتها
الحزب قبل العلم

أجندات خارجية
إدارات الجامعة تتبع الحزب، والحزب يتبع التمويل، والتمويل له أجندات خاصة.

- حرس الجامعة
لا أدري ما وظيفة الحرس الجامعي، سوى قمع الفهمانين الذين إذا دخلوا الجامعة قد يغيرون. وينتقدون النظام ورئيس الجامعة، أو، قد يعارضون سياسة رئيس حزب الجامعة، وفي جامعات أخرى للحفاظ على الزي الوهابي، وبسذاجة يمكن أن نعتبرها، رزق الهبل عالمجانين .. رزقة منظمة للسفلة،   والأكثر عنفاً، من أعضاء الحزب، وهم عصابة ضاربة لرئيس العصابة الحزبية في الجامعة، وهو رئيس الجامعة عند اللزوم.

- لجان العاملين و نقابات المدرسين
باختصار، لجان العاملين أو نقابات المدرسين داخل الجامعة، هي أدوات مظهرية للديمقراطية الكاذبة، لأن الجامعة أصلاً للحزب، والحزب أصلاً غير ديمقراطي، والنظام السياسي، كله فهلوة، وفوضى،  وأصلاً غير ديمقراطي .. ولذلك هم مشتبكون دائما، دون حلول،  فتصدر قرارات بالقمع والإستقواء.

- الداعمون
مخربون لهم أجندات بعيدة كل البعد عن أحندات شعبنا ، ونجحوا كثيرا في تعميق الفئوية في الجامعات التي تقذف الخريجين الفئويين للشارع والمجتمع وها هو المجتمع بالضبط كما أراده الداعمون الخبثاء.

- الأثر لتلك الظاهرة
الإعتراف بالشهادات بالإستقواء وتغييب القانون.
وجهلة بشهادات عليا يخرجون جهلة بشهادات جامعية أدنى، إن وجدت وظيفة يوظفهم حزب فئوي
ويرفدهم للأحزاب الأفشل، والأفسد، ليستمر الفشل، والفساد في الأحزاب، والمجتمع، فهل سيبني الفاشل والفاسد مجتمع، أو، حتى حزب ناضج؟

- في الجامعات، المراقبة، المحاسبة، التقييم، والمتابعة، والقياس،  بالضبط صورة معكوسة عن الأحزاب المالكة للجامعة، التي تعلمهم ثقافتها.

من المسؤول عن هذا الخراب في التعليم والمجتمع ؟  

أنا المسؤول عن هذا الخراب، فحاكموني، ولن تجدوا نزاهة،  فالقضاء حزبي أيضاً، وهكذ الأحزاب  الفاسدة، والفاشلة، تمعن التدمير في مجتمعنا، ومازالوا كالملح في كل طعام.

ملاحظة:
البعض يقول أنت تتحدث عن الجامعات الحزببة، ولكن لدينا جامعات خاصة، أقول ليس لدينا جامعات خاصة، وفي الغالب هي تابعة لأحزاب، أو، متنفذين في أحزاب، فالجامعة تحتاج الملايين، فهل سألوا أصحابها من أين لهم هذه المبالغ؟ ولا يضع هذه المبالغ الضخمة  لو كان هذا تاجرا مثلاً ، فرأس المال جبان،  لا يستثمر في بلاد، لا تحظى بالاستقرار، وليس بها نظام سياسي مستقر، وليس بها إقتصاد ذو  ملامح.

الوحيدون الذين يستثمرون في بلدنا، هما طرفان، الأول أجندات خارجية لها أهداف سياسية خفية، والطرف الثاني، الأحزاب، ولها كما وضحنا أهدافها الحزبية الفئوية، وبعض الطمع في الربح في ظروف أفضل، أو، التعويض من موازنة الحزب عند الخسارة أو العجز، تماما كما لكل حزب مشاريعه التجارية، والاستثمارية، والعقارية، ومؤسسات أهلية ربحية بتراخيصها التحايلية، بأنها غير ربحية.

يعني، وين ما تروح، أحزاب خراب ديار ، آثارها عمت المجتمع، وأفسدته .. وحتى المؤسسة التشريعية التي كانت قبل إلغائها، أيضاً  كانت حزبية، ولم تراقب، ولم تحاسب، ولم تحدث قوانين، لتنظيف الخراب، لا في الجامعات، ولا في غيرها، بل رسخت الفئوية على حساب الشفافية، والمحاسبة، ومستقبل التعليم الجامعي ..

الجامعات الحزبية هي عبث حزبي في المجتمع بإسم العلم، تقذف خريجين بمئات الآلاف  للشارع دون وظائف، لغياب التخطيط السليم، لا للسوق، ولا للمستوى التعليمي الجامعي، بل للحزب واستمراره.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت