- د. خالد معالي
بات معلوما وغير مختلف فيه ان الاستيطان يستنزف موارد الفلسطينيين، وبقية مقومات الحياة في الضفة الغربية، ويدمر اقتصاديات المزارعين الفقراء البسطاء في موسم الزيتون وغيره، الذين تصادر اراضيهم وحقولهم ومراعيهم، فيضطروا للعمل في قطاعات أخرى او الانضمام لصفوف البطالة.
وصار معلوما ان تأثير الاستيطان على المزارعين الفلسطينيين خلال موسم الزيتون بات مدمرا، فالاستيطان تسبب بفقدان أخصب ألاراضي لعشرات آلاف الفلسطينيين الذين تأثروا سلبا بالاستيطان، وفقدوا مصدر رزقهم وقوتهم.
وبات معلوما ان كل القرارات الدولية ومجلس الامن باتت حبرا على ورق، لا وبل تحداها "نتنياهو" واعلن عن مخطط لبناء اكثر من 5000 وحدة استيطانية تتركز في القدس المحتلة ومحيطها لعزلها عن الرئة التي تتنفس منها وهي الضفة الغربية.
مزاعم ورواية حكومة الاحتلال على الدوام لا تقنع أحدًا، من أنه يحق لليهود بناء المستوطنات في المناطق التي يعدّونها جزءاً من أرض "إسرائيل" التوراتية والمعروفة باسم "جوديا" و"السامرة"، وذلك لجوءاً للتاريخ وتزويره وقلبه رأسا على عقب، لتبرير احتلالهم للأرض.
اين هو، وما محلة من الاعراب، فقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334 فهو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 ديسمبر 2016، حث على وضع نهاية للمستوطنات" الإسرائيلية "في الأراضي الفلسطينية، ونص القرار على مطالبة دولة الاحتلال بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وعدم شرعية إنشاء المستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
وبات الكل يعرف ان عمليات الاستيطان المتواصلة تشكل إعلانَ حرب على القانون الدولي، ونهبًا لمقدرات الشعب الفلسطيني، وجريمة حرب وتكريسًا للأمر الواقع، وجزءًا من عملية نهب وتدمير مقومات الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة.
ذرائع الاحتلال وحججه لا تنطلي على احد، والاحتلال دائما جاهز للتبرير الباطل والكاذب، من قبيل "ضرورات أمنية، أو أراضي دولة أو أراضي مباعة، وكلها حجج باطلة لا يقرها القانون الدولي.
الاستيطان يعني أن "نتنياهو" يضرب بعرض الحائط كافة المناشدات الدولية بوقف الاستيطان أو على الأقل تجميده، بل قالها بصراحة انه لا وقف للضم او وقف للاستيطان في ظل تطبيع الامارات والبحرين، وقال انه سلام الشجعان ومن قوة، فاي مهانة وذل اوقعتنا زعامة العرب فيه، وماذا ستقول عنا الاجيال القادمة.
من المستوطنات من تسمى بالمستوطنات الزراعية في منطقة الأغوار أو المناطق الأخرى وهي تساهم في ضرب المحاصيل الزراعية الفلسطينية؛ وهو تأثير آخر مدمر من الاستيطان على اقتصاديات المزارعين الفلسطينيين.
كل حكومات الاحتلال تكون رافضة للرؤية العامة للمجتمع الدولي التي ترى في هذا المنطق احتلالا للأراضي الفلسطينية، ويصرّ الاحتلال على أنها أرض متنازع عليه، والان ما عادت متنازع عليها بل ستضم بقوة السلاح والارهاب.
في نظرة استشرافية للمستقبل، وفي كل الأحوال سيزول الاستيطان ومعه الاحتلال لان هذا ديدن التاريخ، والايام دول، وعندها سيندم "نتنياهو" وأي ندم؛ لأن منطق الحياة وصيرورتها يرفض دوام الظلم والتبريرات الكاذبة المغلفة بالدين وخزعبلات أحبار اليهود وفبركاتهم ومكرهم، "ويسألونك متى هو؛ قل عسى أن يكون قريبا".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت