نافذتي اليوم : تحية للصين

بقلم: محمد علوش

محمد علوش
  • بقلم : محمـد علوش

 

تحتفل جمهورية الصين الشعبية هذه الأيام بيومها الوطني في الذكرى الواحدة والسبعون لانتصارات الصين بقيادة الجيش الأحمر الصيني والحزب الشيوعي الصيني .

في هذه الذكرى العزيزة والأصدقاء في الصين يحتفلون باليوم الوطني فإننا نشاطرهم الاحتفال بذكرى خالدة في تاريخ الشعب الصيني والأمة الصينية ، حيث يأتي الاحتفال هذا العام في ظل انتشار فيروس كورونا حيث أجريت احتفالات رسمية محدودة في الأول من أكتوبر بحضور الرئيس شي جين بينغ وأعضاء مجلس الدولة والمكتب السياسي وقادة الحزب والجيش وعدد من الشخصيات الاعتبارية من داخل وخارج الصين .

الصين بلد لها مكانتها العظيمة بما حققته من منجزات حضارية وصناعية كبرى ومن تطورات متميزة على صعيد الإنتاج والانفتاح والإصلاحات السياسية والإدارية في الدولة والمجتمع ، واستطاعت أن تتجاوز أزماتها خلال سنوات قليلة وأن تشق طريقها بقوة وثبات وأن تعزز من أوضاعها الداخلية وعلاقاتها الخارجية القائمة على مبادئ الصداقة والأممية الصادقة والثوابت التي يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفي إطار رؤية شديدة التمسك بالسلام العالمي كخيار رئيسي للقيادة الصينية .

أكتب عن الصين اليوم لنتعرف أكثر على هذا البلد البعيد جغرافيا والقريب من قلوبنا ، فقد تعرفت على هذا البلد وعلى هذه الحضارة الهائلة فيه من خلال عدة زيارات قمت بها بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني أحياناً ومن الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين أحياناً أخرى ومكثت هناك فترات تؤهلني للحديث عن مزايا وخصائص وثقافات هذا البلد ، بل هذه الأمة العظيمة ، وقد زرت عدة مدن ومقاطعات وزرت جامعات ومؤسسات وعلى رأسها جامعة بكين مشاركاً في مؤتمر " الماركسية العالمي " بمشاركة دولية كبيرة ولافتة ، وقد شاركت ممثلاً عن حزبنا جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، وألقيت كلمة في المؤتمر وقدمت محاضرات لطلاب الجامعة .

الصين انطلقت انطلاقة نوعية نحو المستقبل ، ولم يأتي ذلك صدفة ولم يكن الأمر سهلاً ومفروشاً بالورود ، فقد واجهت تحديات ومعوقات كبيرة داخلية وخارجية والتي ما زالت قائمة في مناطق مختلفة في هونج كونج وفي بحر الصين العظيم وفي مناطق أخرى بفعل تدخلات أمريكية معادية تستهدف وحدة الشعب الصيني ووحدة أراضية وقد أتيت على هذه القضايا بمقالات سابقة ، وقد عانت الصين قبل سنوات قليلة من الفقر ومن البطالة ومن أزمات عديدة في مختلف القطاعات ، فكان للحزب الشيوعي الصيني دوراً كبيراً في تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية اتجاه الأمة الصينية فكان التفكير العميق والتخطيط الاستراتيجي والمراجعة الموضوعية الشاملة في كل بنى الدولة ومؤسسات المجتمع الصيني ، وجاءت الفكرة الخلاقة التي أصبحت منهجية وثقافة وطنية عامة لعموم الصينيين وهذه الفكرة تتجلى بـ " الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " و" صيننة الماركسية " بأبعادها العميقة في عملية مراجعة فكرية دامت سنوات من كبار المفكرين والمنظرين وذوي الاختصاص هناك .

الصين اليوم صين المستقبل وصين الحضارة والتفوق والتطور الهائل والصناعة والإنتاج والعمل الدءوب من اجل المزيد من الرفعة والريادة في مختلف المجالات لذلك استحقت ما وصلت إليه بمكانتها المرموقة عالميا وفي المشهد الاقتصادي العالمي وفي التطور التكنولوجي والاختراعات والتبادل الثقافي مع شعوب العالم وكان لرؤية الصين " الحزام والطريق " وخطط الانفتاح نجاحاً باهراً يخدم الاشتراكية الصينية والمصير المشترك للبشرية .

أصبحت الصين قوة اقتصادية عمالقة ومنافسة على الخريطة الدولية ، بل وتجاوزت معظم اقتصاديات العالم لتتبوأ الموقع الثاني اليوم وهذا الأمر يزيدها إصراراً على مزيد من الفعل الاقتصادي والإبداعي وتسجيل مزيد من الانجازات الحضارية والواقعية الملموسة بكافة جوانب الفعل الإنتاجي والصناعي بما في ذلك في مجالات التسليح وبناء هيبة الجيش الصيني والاختراعات الحديثة التي شكلت صدمة حقيقية لعدد كبير من الدول التي لا تريد تطور ومستقبل الصين كالولايات المتحدة والدول الغربية الامبريالية ، ونحن هنا نتمنى للصين دوام التفوق فهي بلد راسخة الهوية ووفية لشعوب العالم ولأصدقائها في العالم بمن فيهم الشعب الفلسطيني الذي تناصره وتدعم قضيته الوطنية وحقوقه العادلة والمشروعة التي أقرتها الشرعية الدولية وتدعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران 1967 .

إن الشعب الصيني وهو يعيش لحظات الانتصار وقيام الجمهورية ويحتفل باليوم الوطني ، هذا العيد الكبير الذي يتوحد فيه الصينيون لإحياء مناسبة ليست كأي مناسبة حيث يتذكرون أبطال وشهداء ومناضلي الأمة الصينية من كافة القوميات ويستذكرون رفيقهم ماو تسي تونغ بطلاً خالداً في ضميرهم وفي وجدانهم وفي تاريخ شعبهم الأبي وحزبهم العريق ، فهذا الشعب الحي والوفي لماضيه التليد ينطلق لمستقبله بخطى واثقة لأنه يقف على أرض صلبة عمادها دماء وتضحيات الملايين من المناضلين الذين عبدوا طريق الحرية والنصر والوصول إلى اليوم الوطني .

تحية محبة للصين .. تحية لهذا الشعب المكافح الذي وصل إلى قمة العطاء بفعل إرادته الحرة وتربيته السليمة التي كرسها حزب كبير ومناضل يتطلع دائماً لمستقبل أكثر إبداعاً وتطورا وازدهارا تحت شمس مشرقة .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت