مقابلة بندر بن سلمان مع قناة العربية التوقيت والهدف

بقلم: حسام عرفات

حسام عرفات
  • بقلم : حسام عرفات

في مقابلة مثيرة مع قناة العربية السعودية شبه الرسمية يوم الاثنين 5/10/2020 ، اطل الامير بندر بن سلمان وبدون مقدمات واجرى جردا تاريخيا لمسيرة القضية الفلسطينية مهاجما الفلسطينيين قيادة وشعبا واصفا اياهم بالشواذ وخائني العهود ومضيعي الفرص ومحامين فاشلين لقضية عادلة وكثير من الاوصاف المفاجئة والمسيئة للفلسطينيين .

ولاشك ان ظهور بندر بن سلمان على قناة سعودية شبه رسمية تمثل الموقف الرسمي السعودي  تعكس الى حد كبير تطور وتغير سلبي في الموقف الرسمي السعودي تجاه القضية  الفلسطينية واستياء سعودي صريح تجاه ردة الفعل الفلسطينية من اتفاقيات التطبيع التي عقدتها الامارات والبحرين مع اسرائيل برعاية امريكية .

ولاشك بان هذه المقابلة بالشكل والمضمون هي رسالة صارمة للقيادة الفلسطينية ومؤشر قوي على استعداد القيادة السعودية وتحضيرها لخطوات قريبة وسريعة باتجاه التطبيع مع اسرائيل.

فمن ناحية الشكل لا يوجد اي مبرر لهذا الهجوم القاسي من قبل شخصية سعودية هامة على الموقف الرسمي الفلسطيني من اتفاقيات التطبيع ، حيث لم يصدر عن القيادة الفلسطينية اي تصريح سلبي تجاه المملكة السعودية بل على العكس من ذلك كانت القيادة الرسمية الفلسطينية حريصة على اظهار امتنانها للموقف السعودي وللسعودية ودعمها الدائم للقضية الفلسطينية ، رغم التأييد الضمني للسعودية لاتفاقيات التطبيع الاماراتية البحرينية مع اسرائيل .

تشكل هذه المقابلة تطورا دراماتيكيا خطيرا من الناحية السياسية في الموقف السعودي التقليدي تجاه القضية الفلسطينية ، وهي مؤشر قوي على خطوات سياسية سعودية كبيرة قادمة وفي المدى القريب تجاه التطبيع مع اسرائيل ، وهي بمثابة تحذير صريح وقوي من السعودية للقيادة الفلسطينية مفاده لا تتفوهوا بكلمة واحدة عندما نعلن قريبا اتفاق التطبيع مع اسرائيل .

سأتناول ما قاله الامير السعودي من مغالطات تاريخية في مقالة قادمة، ولكن ما اود التأكيد عليه هنا ان العرب نفضوا ايديهم تماما من القضية الفلسطينية ، والايام القادمة صعبة جدا على الفلسطينيين قيادة وشعبنا ، ولكن رغم كل هذه الضغوط الهائلة التي تمارس على الشعب الفلسطيني اعلاميا وماليا وسياسيا ، فانه لا يمكن لي عنق الحقائق ، فالفلسطينيون باقون في ارضهم والنصر حليفهم .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت