- كتب / أسامة فلفل
تبقى الأكاديمية الأولمبية الفجرالذي أطل من خلف ظلمة الأيام وقسوة الظروف فأشعلت التاريخ تراثا ملهما للأجيال الجديدة وهي الشمس التي أبهرت بمشاعل نورها كل الورى، فمنذ الاشهار ارتأت الأكاديمية الأولمبية الفلسطينية أن تضع في باكورة انطلاقتها الماجدة رؤية ناضجة لمعالجة العديد من القضايا الرياضية وفق منهج علمي متطور ومتقدم يرتكز على عمق وفلسفة وطنية مشبعة بقيم الانتماء للوطن والرياضة الفلسطينية.
كوفيد" 19 " فرض بشاعته على البشرية، لكنه لم ينتزع منها روح المثابرة، ولم يقوَ على فرض اليأس والخضوع والخنوع والاستسلام، فظهر ذلك جليا في عملية الحراك والنشاط الرياضي والشبابي في الوطن المكلوم فلسطين، وأمام قوة الإرادة وصلابة العزيمة وعنفوان الإصرار شرعت الاكاديمية الأولمبية في تحدي مع الزمن في تنفيذ عددا من الدورات والبرامج والورش من خلال التعاون مع جهات دولية وقارية كي تتيح الفرصة للكادر الرياضي الفلسطيني من تطوير ذاته ورفع المستوى العام لكل العاملين بمنظومة الرياضة الفلسطينية.
هذا الحراك والعمل الدؤوب والتخطيط الممنهج دون أدنى شيك سيكون له أثر طيب على واقع العمل بالحقل الرياضي الفلسطيني، وسيمنح الرياضة الفلسطينية ديناميكية جديدة ويرفع من حجم الإنتاج والإنجاز الرياضي في الساحة الرياضية وسيكون له انعكاسات في المشهد الإقليمي والدولي.
هذا الحراك والنشاط النوعي يصيب في قنوات صقل وتأهيل العنصر البشري الذي يعتبر رأس مال الرياضة الفلسطينية والعنصر الأساس في عملية البناء الوطني المطلوب لمحاكة العصر واللحاق بركب التطور والاحتراف.
هذا التوجه المحمود في مواجهة جائحة كوفيد 19 نثني عليه ونجل من يعمل لإنجاحه وتصاعد وتيرته، فالتنويع في أجندة الأكاديمية الأولمبية من الدورات والبرامج المتعددة هي رغبة صادقة في الوصول إلى أكبر شريحة من المهتمين ولتحقيق أهدافها التي تتمثل في نشر الثقافة الرياضية والأولمبية بين أفراد الأسرة والمجتمع الفلسطيني.
إن عملية التأهيل بعلوم الرياضة في مجالاتها المختلفة، بالإضافة إلى اهتمام الأكاديمية وتركيزها على تثقيف المجتمع بالثقافة الأولمبية يعد من البرامج الحيوية والضرورية إضافة للاستمرارية بالدورات المتنوعة والتي اشتملت على العديد من المجالات أهمها "الإعلام الرياضي الجديد ، صحافة البيانات ، دورة الاستشفاء والتأهيل في علاج إصابات الملاعب ،القانون ،الإدارة والتخطيط، ، التسويق الرياضي ،التشريعات المهنية وأهميتها في الرياضة ، مكافحة المنشطات ،المحكمة الرياضية ، إدارة المؤسسات ، مكانة المحكمة الرياضية ودورها في إدارة النزاعات الرياضية وغيرها من الدورات.
هذا النشاط النوعي حقق نجاحا كبيرا وإقبالا منقطع النظير، ومن هذا المنطلق ارتأت الأكاديمية الأولمبية إلى تطوير المحاضرات لدورات وبرامج تدربيه وتوسيع نطاق المشاركة المحلية والخارجية وتعزيز التواصل الفلسطيني العربي عبر منصة الأكاديمية الأولمبية.
وخلال متابعتي لهذه الدورات وبشكل مستمر أكد كلا من الأخوة إبراهيم صباح، أمين برهوش، رائد العجوري ، ناصر البدرساوي ،على أن الاكاديمية الأولمبية الفلسطينية تحرص على تنوع الأجندة لتحتوي على العديد من البرامج التي تركز على فائدة المجتمع الرياضي والمهتمين بمجال التأهيل وعلوم الرياضة في مجالاتها المختلفة، بالإضافة إلى اهتمام الأكاديمية الأولمبية الفلسطينية وتركيزها على تثقيف المجتمع بالثقافة الأولمبية والثقافة الرياضية التي تعتبر من أهم أهداف الأكاديمية وتعزيز التعاون والتواصل العربي وتمتين شبكة العلاقات على المستوى الإقليمي والدولي.
إن النجاح الكبير الذي حققته الأكاديمية الأولمبية الفلسطينية في مواجهة كوفيد "19" رغم الحالة الفلسطينية الاستثنائية ورغم حداثتها خلاله الفترة الماضية أثناء مواجهة السلطة الوطنية الفلسطينية لجائحة كورونا "كوفيد "19" وتطبيق الاحترازات الصحية والارشادات الوقائية وفق البروتوكول الصحي والتباعد الاجتماعي في جميع المقرات الرسمية بما في ذلك الرياضية والكشفية والشبابية يسجل للرجال الذين عقدوا العزم وتحدوا وركبوا الصعاب وهم مؤمنين بحتمية النجاح والتحليق في فضاء الإنجازات.
ختاما ...
توفير البرامج المتميزة والدورات المتخصصة وبمستوى عال وكذلك تأهيل الأفراد من العاملين في المجال الرياضي أو خارجه التأهيل الأكاديمي المهني سيعود بالنفع على مؤسساتهم ومجتمعاتهم وذلك من خلال البرامج التي تطرحها الأكاديمية الأولمبية الفلسطينية.
حقيقية لقد شكلت هذه البرامج إضافة كبيرة وقوية للعاملين في الوسط الرياضي وإعداد الكوادر الرياضية المهنية في جميع التخصصات الرياضية، حيث تسعى الأكاديمية دائما لتقديم كل ما هو جديد من العلوم الرياضية والأولمبية وتؤكد على عزمها وإصرارها على تحدي كوفيد" 19 " والانتصار عليه وتسويق هذا الانتصار للعالم كنموذج في قوة الصمود وصلابة الارادة والتضامن والوعي، هذه الإفاقة تمثل حالة وعي تعطي مؤشرات عن عظمة وكبرياء وقوة الفلسطيني المتمسك بالأرض والقضية والهوية الوطنية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت