آليات لمواجهة التحديات المصيرية

بقلم: حكم طالب

حكم طلب
  • بقلم : حكم طالب *

                    في ضوء ما تتعرض له قضيتنا الوطنية من تحديات وظروف عصيبة لم تعهدها من قبل وذلك من خلال الهجمة الشرسة الأمريكية - الإسرائيلية على ثوابتنا الوطنية والانقضاض عليها بهدف تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء المشروع الوطني ، يتطلب الوقوف وبمسؤولية وطنية عالية أمام هذه الظروف والتحديات ، حيث تجسد ذلك بالفعل في اجتماع الامناء العامين في الثالث من أيلول والذي شكل مفصلاً تاريخياً وحدثاً مهماً في إطار ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وتحصينه وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات ، وخطوة متقدمة على طريق وحدة الموقف الفلسطيني ، حيث تضمن جدول أعمال حافل واستراتيجي من أجل الوصول إلى تفاهمات مشتركة تؤسس لبرنامج سياسي ونضالي لإسقاط المشروع الأمريكي - الإسرائيلي التصفوي "صفقة القرن" والوقوف في وجه سياسة التساقط والهرولة باتجاه التطبيع مع الاحتلال ونسج العلاقات معه كما فعلت الإمارات العربية والبحرين في خروجها الفاضح على الاجماع العربي وقرارات القمم العربية وانقلابها ونسفها لمبادرة السلام العربية ، وكذلك البحث في سبل تفعيل المقاومة الشعبية وتطويرها ومأسستها وابتداع أشكال وأساليب عمل نضالية تنسجم مع متطلبات وظروف المرحلة التي نعيش ، حيث خلص الاجتماع والذي يؤسس الى مرحلة جديدة الى تشكيل عدد من اللجان وهي على النحو التالي :
لجنة لقيادة العمل الشعبي وتوجيه وتنسيق الانشطة والفعاليات الشعبية لمواجهة التحديات ، ممثلة فيها كل القوى السياسية بلا استثناء تقع على عاتقها استنهاض كل طاقات شعبنا بجميع شرائحه وقطاعاته ورفع منسوب الوعي لدى شعبنا من خلال الندوات والورش واللقاءات والزيارات الدورية لكافة المواقع ووضع الخطط والبرامج والتي تقرها وتصادق القيادة الموحدة والتي تتلقى كذلك تقاريرها الدورية عن كل الانشطة والفعاليات وتوفر لها مناخات العمل وكافة احتياجاتها ومستلزماتها ، وتقوم لجنة قيادة العمل الشعبي بالعمل على هيكلة متينة قادرة من خلال تشكيل لجان وطنية في كل المحافظات والقرى والبلدات وبتروي في اختيار العضوية المستندة الى الكفاءة والقدرة على التأثير وكذلك القبول الاجتماعي والوطني ، والعمل على مأسسة العمل الشعبي وتشكيل هياكل لديها القدرة من اجل استمرارية وديمومة الفعل النضالي والوطني والعمل على زج كل الاجسام العاملة في اطار المقاومة الشعبية في اطارها كهيئة مقاومة الجدار وغيرها ، وكذلك العمل على وضع خطة اعلامية لتغطية كل الانشطة والفعاليات وكذلك برامج توعوية لرفع مستوى منسوب الوعي لدى شعبنا بالواقع والظروف المعاشة وبالتالي وصولاً إلى انتفاضة شعبيه عامة وعصيان مدني تشارك فيها كل قطاعات شعبنا ومكوناته الرسمية والشعبية  في وجه الاحتلال وسياساته ولإسقاط كل مشاريعه التصفوية ووضع حد لكل أشكال الهرولة العربية نحو التطبيع مع الاحتلال ونسج العلاقات معه ، والتأكيد على الحفاظ على اهمية الاجتماعات الدورية والمراجعة الدائمة والتقييم المستمر للأداء والوقوف امام كل مظاهر الخلل والعمل على تصويبه.
لجنة على مستوى عالي من الكفاءة والمهنية ممثلة فيها الفصائل والمؤسسات والشخصيات الوطنية ذات الوزن المجتمعي العالي لدراسة واقع الانقسام التي تعيشه الساحة الفلسطينية منذ العام 2006 والذي انعكس على وحدة الشعب والأرض والقضية وعلى كل مناحي الحياة الفلسطينية مما أدى الى تراجع في مكانة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي ، وكان الاحتلال المستفيد الاول من هذا الواقع الانقسامي ، على ان تضع اللجنة تصور متكامل لأسس انهاء الانقسام وطي هذه الصفحة المعيبة والسوداء في تاريخ العلاقات الوطنية وذلك استنادا إلى المبادرات العديدة والحوارات الوطنية على مدار سنوات الانقسام الطويلة والتي نتج عنها العديد من الاتفاقات الموقعة لعلاج هذا الواقع الانقسامي والتي كان اخرها اتفاق اكتوبر 2017 والذي يتعلق بتمكين الحكومة وأن تقوم بدورها وصلاحياتها في قطاع غزة باعتبارها حكومة الشعب الفلسطيني وتسلم المعابر وتوحيد المؤسسات وبناء الاجهزة الامنية على اسس مهنية والالتزام بالبرنامج السياسي للحكومة وحل اللجنة الادارية التي شكلتها حركة حماس لقيادة قطاع غزة ومعالجة كل ملفات المصالحة والموظفين والتحضير لانتخابات التشريعية والرئاسية والتوجه للشعب باعتباره مصدر السلطات من اجل التجديد في النظام السياسي لحمايته من الضعف والوهن ، واستكمال الحوار من حيث توقفه في شهر 3\2018 بسبب محاولة الاغتيال ، وترجع هذه اللجنة الى اللجنة التنفيذية للمنظمة باعتبارها المرجعية العليا لشعبنا الفلسطيني تتلقى تقاريرها وخططها مما يتطلب القيام بورشة عمل لوضع تصور كامل متكامل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية .

تشكيل لجنة لبناء شراكة وطنية حقيقية وتتحمل المسؤولية المشتركة تجاه قضايا شعبنا والتحديات التي تواجهه تحت مظلة وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية مما يتطلب وضع اسس لتفعيل وتطوير المنظمة  على اسس ديمقراطية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني من حيث انتظام عمل كل مكوناتها ودورية اجتماعات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والوطني ووضع خطة لتفعيل كافة اللجان المنبثقة عن المجلس الوطني والتي تعمل في اطاره ويتطلب ايضا دعوة اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني ، انتخابات المجلس الوطني والتوافق في تعذر ذلك وبحيث تشمل كل القوى وانخراطها في اطار المنظمة وعلى قاعدة الالتزام بميثاق المنظمة وبرنامجها السياسي.

تتشكل هذه اللجنة من كل القوى السياسية بحيث تضع تصور شامل لتعزيز الشراكة وبنائها على اسس واضحة تسهم في تصليب وتجديد النظام السياسي وتعزيز قدرته ، وتكون ايضا مرجعتيها اللجنة التنفيذية
هذا يتطلب الشروع بحوار وطني شامل لبلورة ذلك ، وان تعمل هذه اللجان في اطار من التكاملية للخرج ببرنامج شمولي يسهم في توحيد الموقف الفلسطيني وتصليبه لتعزيز قدرته على مواجهة التحديات الغير مسبوقة التي تواجه شعبنا ، والتوجه إلى عقد دورة للمجلس المركزي لإقرار جميع هذه التوجهات في ظل هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تعيشها قضيتنا الوطنية.


عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت