أعلنت إسرائيل رسميا حظرها لتجارة الفراء، بعد 11 عاما مِن مساعي صناعة الفراء العالمية لمنع هذا التشريع.
وتعد إسرائيل أول دولة في العالم تتجه نحو حظرها على الرغم مِن المكاسب المالية التي تقدر بمليارات الدولارات.
وحددت السلطات الإسرائيلية عقوبة لمخالفي القانون الجديد وهى دفع غرامة مالية تصل إلى حوال 75 ألف شيقل إسرائيلي جديد (حوالي 22 ألف دولار أمريكي) أو الحبس لمدة عام.
وكانت وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية جيلا جملئيل قد صرحت الأحد الماضي بأن وزارتها قد بدأت في تنفيذ خطوة مهمة تتمثل في "حظر تجارة الفراء في إسرائيل".
ودعت جملئيل في بيان، جميع الدول للانضمام إلى إسرائيل، مضيفة "معا سنظهر الإحسان ونتصرف بلطف تجاه الحيوانات".
وأشارت إلى أنه "لا داعي ولا مبرر لاستخدام الفراء في صناعة الملابس"، لافتة إلى أن صناعة الفراء العالمية تتسبب في مقتل ملايين الحيوانات في جميع أنحاء العالم وتنطوي على قسوة ومعاناة لا توصف.
وأكدت جملئيل أن استخدام جلد وفراء الحيوانات البرية في صناعة الأزياء أمر "غير أخلاقي".
وصرحت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية بأن التعديل المقترح على التشريع الحكومي مفتوح حتى 25 أكتوبر الجاري للتعليقات العامة، والتي ستتم مراجعتها قبل سن اللائحة الجديدة التي تحظر تجارة الفراء.
ومن جانبه قال غالي دفيدسون مدير قسم حماية الحيوان في وزارة حماية البيئة "لم نعد أشخاصا في عصور ما قبل التاريخ نسلخ الحيوانات ونستخدم فرائها للتدفئة".
وأضاف "في الوقت الحاضر هناك العديد من البدائل الأقل ضررا على حياة الحيوانات وأكثر صداقة للبيئة"، لافتا إلى وجوب اختيار هذه البدائل.
وصرح دفيدسون لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأنه على مر السنين، كانت هناك ضغوط دولية مكثفة لمنع إسرائيل من تمرير القانون.
من جانبها، قالت جين هاليفي، مؤسسة ورئيسة التحالف الدولي ضد تجارة الفراء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه في العام 2009 بدأ التحالف بالتعاون مع أعضاء من البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) في الترويج لفكرة سن مشروع قانون يحظر بيع الفراء.
وأعجبت رونيت تيروش، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق بفكرة هاليفي وقامت بالمحاولة الأولى لتمرير قانون ضد تجارة الفراء، واستمرت محاولتها من العام 2009 حتى العام 2012 دون نجاح.
وقالت تيروش لـ((شينخوا)) إنها قررت تطبيق القانون بعد مشاهدة برنامج تلفزيوني يظهر حيوانات يتم رميها في الماء المغلي وهي ما تزال على قيد الحياة من أجل الحصول على أفضل جودة من فرائها.
وأضافت "كان الأمر صادما بالنسبة لي".
يهود متشددون يحضرون حفل زفاف في نتانيا ، إسرائيل في 1 نوفمبر من عام 2017. (صورة أرشيف، شينخوا)
أما ميتزي أوشن المنسق العالمي للتحالف الدولي فقد أدان تجارة الفراء، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الأمر لا يتعلق بالحفاظ على جودة الفراء وزيادة الأرباح وتوفير الوقت، وإنما يتعلق بالحفاظ على حياة حيوانات تعاني".
وأضاف "للأسف إن تجار الفراء لا يقلقون على الإطلاق بشأن معاناة الحيوانات التي غالبا ما يتم سلخها وهي على قيد الحياة".
وعلى الرغم من الدعم الشعبي لحظر تجارة الفراء في إسرائيل، لم تكن جهود تيروش المدعومة من التحالف الدولي ضد تجارة الفراء والسياسيين الإسرائيليين ومنظمات حقوق الحيوان كافية لتمرير القانون.
وأوضحت تيروش أن سبب عدم قدرتها على تمرير مشروع القانون هو أن بعض الأماكن مثل الدول الإسكندنافية والدنمارك وروسيا كانت قلقة بشأن احتمال أن يشكل القانون الإسرائيلي سابقة دولية، مشيرة إلى أن عضو برلماني من حكومة أجنبية حضر إحدى جلسات لجنة الكنيست لمناقشة مشروع القانون.
وشددت تيروش على أن إسرائيل دولة ذات سوق فراء محدود وضئيل، الا أن اللوبي العالمي لصناعة الفراء بذل جهودا كبيرا لمنع هذا القانون، خوفا من أن تتبع الدول الأخرى التشريع الإسرائيلي.
بعد أن خسر حزب تيروش (كاديما) الانتخابات في العام 2013، واصلت هاليفي الترويج لفكرتها حول قانون مكافحة الفراء جنبا إلى جنب مع العديد من السياسيين، إلا أنه لم ينجح أي منهم في تمرير القانون حتى الإعلان المفاجئ من وزيرة حماية البيئة جملئيل صباح الأحد الماضي.
وقالت هاليفي إنها تعرضت للتهديد من قبل صائدي الحيوانات المستخدمة في صناعة الفراء من دول مثل كندا والولايات المتحدة.
وأضافت "قالوا لي إذا لم يتوقف التحالف الدولي ضد تجارة الفراء عن الترويج لمشروع القانون، فسوف يجلدونني حية كما يفعلون مع الحيوانات".
وخلال 11 عاما من النضال للترويج لمشروع القانون في إسرائيل، كان هناك اهتمام دولي كبير بهذا الموضوع، وبمساعدة التحالف الدولي ضد تجارة الفراء تمكنت العديد من المدن الرئيسية في إيرلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل وولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة من تمرير قوانين مماثلة تحظر بيع الفراء محليا.